خرج مئات من نازحي مدينة داريا من معضمية الشام المجاورة إلى مراكز إقامة مؤقتة في ريف دمشق، في خطوة وصفها المرصد السوري لحقوق الإنسان بـ«التهجير»، فيما قال النظام إنها استكمال لاتفاق بين دمشق وفصائل المعارضة. دبلوماسياً، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن موسكو وواشنطن قد تتوصلان قريباً إلى اتفاق تعاون حول سورية، فيما تتواصل المحادثات في جنيف بين مسؤولين من البلدين حول وقف إطلاق نار جديد.
وتفصيلاً، أفاد الإعلام السوري الرسمي، بأن خروج عشرات العائلات يأتي بموجب اتفاق داريا الذي توصلت إليه الحكومة السورية مع الفصائل المعارضة، وتم بموجبه السبت إخلاء داريا بالكامل من المدنيين والمقاتلين على السواء.
وأفاد مصور وكالة «فرانس برس» بأن أكثر من 300 من أهالي داريا الذين كانوا قد نزحوا إلى معضمية الشام، خرجوا في حافلات إلى مراكز إقامة مؤقتة في ريف دمشق.
وشاهد مصور لـ«فرانس برس» عشرات الأشخاص معظمهم من النساء والأطفال وهم يخرجون سيراً من معضمية الشام التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة، حاملين أمتعتهم باتجاه مدخل المدينة، حيث كانت ثماني حافلات تنتظرهم وأقلتهم باتجاه مراكز إيواء مؤقتة في بلدة حرجلة بريف دمشق. وتولى عناصر من الجيش السوري تفتيش الحقائب والتحقق من ورود أسماء الأهالي في لوائح رسمية.
وتوصلت الحكومة السورية والفصائل المعارضة في مدينة داريا بريف دمشق في 24 أغسطس الى اتفاق يقضي بخروج 700 مسلح من المدينة إلى مدينة إدلب، و4000 مدني إلى مراكز الإيواء. وفي اليوم التالي أخلى الجيش المدينة بالكامل تطبيقاً لبنود الاتفاق.
وتحظى داريا برمزية خاصة لدى المعارضة السورية، إذ كانت في طليعة حركة الاحتجاج ضد نظام الرئيس بشار الأسد في مارس 2011، وتعد من أولى المناطق التي حاصرها النظام عام 2012.
وعلى الجانب الآخر، وصف المركز السوري لحقوق الإنسان عملية الإجلاء بـ«التهجير»، وفقاً لاتفاق بين سلطات النظام و«فصائل عاملة في منطقة داريا» بغوطة دمشق الغربية.
وأضاف المرصد أنه من المنتظر أن يتم نقل عشرات المقاتلين ومن يرغب منهم في اصطحاب عائلته معه من المدينة إلى مناطق سورية أخرى. كما انتقد الموفد الدولي الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا، الخميس، «استراتيجية» إخلاء مدن محاصرة في سورية على غرار داريا.
ونددت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة في المعارضة السورية، في بيان، باتفاقات تهدئة محلية، معتبرة أنها «تؤدي إلى تطهير سياسي وإثني».
في الأثناء، أعلن الرئيس الروسي أن روسيا والولايات المتحدة من الممكن أن تتوصلا قريباً إلى اتفاق تعاون حول سورية.
وقال بوتين في مقابلة مع وكالة «بلومبرغ»، وبحسب تصريحات نشرها «الكرملين» على هامش منتدى الشرق الاقتصادي في فلاديفوستوك (أقصى شرق روسيا): «نتقدم شيئاً فشيئاً في الاتجاه الصحيح، ولا أستبعد أن نتفق قريباً على أمرٍ ما ونعلنه للمجموعة الدولية». ويجري مسؤولون أميركيون وروس مفاوضات في جنيف تهدف إلى إعلان وقف إطلاق نار جديد في سورية، والتعاون عسكرياً ضد تنظيم «داعش» ومجموعات أخرى في البلاد.
وأضاف بوتين: «لايزال من المبكر الحديث عن ذلك، لكنني أعتقد أننا نتحرك ونمضي في الاتجاه المرغوب فيه»، مشيداً بـ«صبر» و«مثابرة» وزير الخارجية الأميركي جون كيري.
وأضاف بوتين: «المحادثات صعبة جداً».
وقال: «إحدى المشكلات الرئيسة هي أننا نصر، وشركاؤنا الأميركيون لا يعترضون على هذا الأمر، على أن يتم فصل القسم المسمى (معتدلاً) من المعارضة عن المجموعات الأخرى والمنظمات الإرهابية، مثل جبهة النصرة». وتابع بوتين: «لم تعد حرباً أهلية، إنهم مقاتلون قدموا من الخارج ويتلقون سلاحاً وإمدادات من الخارج».
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ونظيره الروسي سيرغي لافروف أعلنا الجمعة الماضي، بعد محادثات في جنيف، إحراز تقدم في اتجاه «توضيح» مسار التوصل إلى وقف لإطلاق النار في سورية، مشيرين في الوقت نفسه إلى مسائل تقنية مازالت بحاجة للحل.
المصدر: الإمارات اليوم