واصلت القوات العراقية تقدمها نحو قرقوش أكبر بلدة مسيحية قرب الموصل، أمس، وحررت قرية الزاوية جنوب المدينة من قبضة تنظيم «داعش»، فيما تصدت قوات البيشمركة للتنظيم الإرهابي قرب سنجار، مؤكدة أنها تمكنت من تحرير 4 قرى جنوب المدينة أيضاً، في وقت أكد الحشد الشعبي أنه سيدعم هجوم الجيش العراقي على الموصل، مشيراً إلى مساندته للقوات الحكومية المتقدمة صوب تلعفر الواقعة على بعد نحو 55 كيلومتراً غرب الموصل.
واقتحمت القوات العراقية الثلاثاء ضواحي قرقوش التي تقع على بعد نحو 15 كلم جنوب غرب الموصل، لكن المواجهات مستمرة مع إرهابيين يتحصنون داخل المدينة. وقال ضابط عراقي ان قوات من مكافحة الإرهاب التي تولت مهام صعبة خلال عمليات نفذتها القوات العراقية في الفترة الماضية، تستعد للسيطرة على قرقوش. وأوضح الضابط وهو برتبة عقيد في القوات البرية وكان يتحدث من قاعدة القيارة، أحد أكبر مقار القوات الأمنية العراقية في المنطقة، لوكالة فرانس برس «نحن نحاصر الحمدانية الآن»، في إشارة إلى المنطقة التي تقع فيها مدينة قرقوش المسيحية. وأضاف «نقوم بإعداد خطة لاقتحامها وتطهيرها بعد ذلك». وتابع «توجد جيوب وتدور اشتباكات وأرسلوا (الإرهابيون) سيارات مفخخة، لكن هذا لن ينفعهم». وذكر مصدر أمني أن «قوات الرد السريع والشرطة الاتحادية حرروا قرى (الشامي وخربة حديد والبيضة) جنوب الساحل الأيسر في الموصل».
وقال نائب قائد قوات سنجار التابعة لقوات البيشمركة في قضاء سنجار، العميد سمى ملا محمد بوصلي، إن «قوات البيشمركة صدت، صباح أمس، هجوماً لتنظيم داعش قرب مدينة سنجار، غرب الموصل»، مبينا أن «التنظيم استخدم سيارات مفخخة ونحو 250 مسلحاً خلال الهجوم»، مشيراً إلى ان «قوات البيشمركة تمكنت من تدمير أربع سيارات مفخخة تابعة لداعش، فضلاً عن قتل العديد من مسلحي داعش»، لافتاً في الوقت نفسه إلى «إصابة أربعة عناصر من البيشمركة بجروح خلال صد الهجوم».
وفي الأثناء قال قائد العمليات المشتركة الفريق الأول الركن طالب شغاتي، في مؤتمر صحفي، إن «العمليات العسكرية تسير بأسرع مما هو متوقع لها وإن حركة القوات الأمنية سريعة، إلا أنه لا يمكن تخمين موعد انتهاء العمليات العسكرية وإعلان تحرير المدينة بالكامل من عصابات داعش الإرهابية». وذكر محافظ نينوى نوفل حمادي، أنه «تم تحرير 40% من محافظة نينوى»، لافتاً إلى أن «جميع القرى التي تم تحريرها شهدت مقاومة بسيطة». وقال المستشار الإعلامي لرئيس مجلس محافظة نينوى عبدالكريم كيلاني، إن «مسلحي تنظيم داعش أقدموا، أمس، على تفجير مبنى المحافظة في منطقة الدواسة وسط الموصل بعد أن استخدموا براميل مفخخة لتفجير المبنى المذكور». وأضاف أن «مسلحي داعش أقدموا أيضاً على تفجير مبنيي مديرتي الجنسية والجوازات في منطقة باب البيض وسط مدينة المدينة».
إلى ذلك، أكد الحشد الشعبي أنه سيدعم هجوم الجيش العراقي على الموصل، وبدأ مساندة هجوم القوات الحكومية في تلعفر، حيث ستؤدي السيطرة على تلعفر إلى قطع طريق الهروب فعليا أمام مقاتلي تنظيم «داعش» الذين يريدون دخول سوريا المجاورة. ولكن ذلك قد يعرقل أيضاً هروب المدنيين من منطقة الموصل والتي قالت تقارير إن مقاتلي داعش يحاولون استخدام سكانها كدروع بشرية.
المصدر: الخليج