لقيت مجزرة الانقلابيين في تعز، والتي راح ضحيتها 14 طفلا ما بين قتيل وجريح، ردود أفعال مستهجنة وبيانات إدانة رسمية وشعبية وحقوقية واسعة. ودعا نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن صالح، المنظمات الدولية ومجلس حقوق الإنسان إلى الالتفات لهذه الجريمة البشعة وغيرها من الجرائم المماثلة التي يرتكبها الانقلابيون بشكل شبه يومي بحق أبناء تعز. وشدّد خلال اتصال هاتفي مع اللواء خالد فاضل قائد محور تعز، على مواصلة الجهود لاستكمال عملية التحرير، باعتبار وجود الدولة ومؤسسات الجيش والأمن الضامن الوحيد لتأمين المدينة وحماية المدنيين.
على صعيد متصل، وجّهت الخارجية اليمنية خطابات عاجلة لكل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، ومبعوث الأمين العام لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وسفراء الدول الـ 18 الراعية للسلام في اليمن والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، بشأن جرائم المليشيات الانقلابية بحق المدنيين والأطفال في تعز.
وقالت وزارة الخارجية: «في الوقت الذي تمد الحكومة اليمنية يدها للسلام التزاماً واحتراماً للقرارات الدولية ومن أجل إنهاء معاناة شعبنا اليمني بسبب الانقلاب على سلطة الدولة ومؤسساتها الشرعية والتوافق الوطني الذي قامت به مليشيات الحوثي صالح الإجرامية، والتي ما فتئت ترتكب الجريمة تلو الأخرى بحق شعبنا المسالم، تضيف هذه المليشيا جريمة جديدة في سجلها الإجرامي بحق أبناء تعز المحاصرة لتحصد المزيد من أرواح الأبرياء والأطفال والنساء بقصفها الصاروخي وقذائف الهاون أمس لحي سكني بمنطقة شعب الدبا ومنطقة سوق الصميل بحي حوض الأشراف غرب تعز، ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى أغلبهم من الأطفال في عملية إرهابية جبانة».
وأكّدت أنّ هذه الجريمة امتداد للأفعال الإجرامية التي مارستها المليشيا ومازالت بحق أبناء الشعب اليمني ودليل آخر على عدم احترام قوى الانقلاب للأعراف والقوانين الدولية، ما يستوجب المزيد من الضغط على قوى الانقلاب وإجبارها على الانصياع للقرارات الدولية المتعلقة بتحقيق السلام.
وجاء في بيان للخارجية اليمنية، أن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، عبدالملك المخلافي، وجه كافة البعثات الدبلوماسية إلى التعامل مع هذه الجرائم كمهام عاجلة، وأن تصل إلى دول الاعتماد والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب، باعتبار ما تقوم به المليشيات أعمالاً إرهابية.
صدمة «يونيسيف»
في السياق، أعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف»، عن صدمتها لسقوط ضحايا من الأطفال، بقصف على حيين سكنيين في تعز. وقالت المنظمة في الصفحة الرسمية لمكتبها باليمن على «تويتر»: «نشعر بالصدمة البالغة إزاء مقتل وإصابة قرابة 12 طفلاً في تعز، هذا غير مقبول بتاتاً، مقلق للغاية أن يظل أطفال اليمن عرضة للقتل والإصابة في هذا النزاع»، موضحة أنّ الأطفال يدفعون الثمن الأغلى لصراع لا ناقة لهم فيه ولا جمل.
وصمة عار
دانت اللجنة العليا للإغاثة المجزرة التي قامت بها المليشيات الانقلابية، مستنكرة استمرار جرائم استهداف الأحياء السكنية بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وتهجير المدنيين من منازلهم بقوة السلاح.
وطالبت اللجنة العليا للإغاثة في بيان، منسّق الشؤون الإنسانية في اليمن التابع للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، التدخّل والتحرّك العاجل لإنقاذ أبناء تعز وإسعافهم بالاحتياجات اللازمة والأدوية ومعاينة تلك الجرائم وإدانتها بصورة واضحة، والضغط عليها بكافة الوسائل لإيقاف مسلسل الجرائم.
ودعا وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة، المجتمع الدولي ومجلس حقوق الإنسان إلى النظر في هذه الجرائم وإدانتها وتحديد موقف حازم تجاهها، معتبراً الصمت حيال مسلسل هذه الجرائم وصمة عار في جبين المجتمع الدولي.
المصدر: البيان