لا يعلم كثير من الناس أن المرض النفسي قد يؤدي إلى أمراض عضوية منها اعتلال القلب والمعدة والقولون، وأمراض السكري وحتى آلام العظام، وتداول رواد التواصل الاجتماعي في مصر مؤخراً ما يعرف بـ«متلازمة البط» النفسية التي تناولتها وسائل إعلام مصرية مع خبراء ومحللين نفسيين.
استشاري الطب النفسي الدكتور جمال فرويز، أوضح أن سبب تسمية هذه المتلازمة يعود إلى أن «البطة» في المياه تكون عبارة عن كتلة ثابتة، لكن أرجلها تجدف بشكل سريع، وهذا هو الإنسان حين يريد أن يظهر بشكل هادئ أمام الناس فيما تتصارع داخله المشاكل.
وقال فرويز لـ«الرؤية»، إن أخطار هذا النوع من السلوكيات كثيرة ومدمرة، ويجب على الإنسان مواجهة مشاكله والتعامل معها وعدم إخفاء مشاعره، فالناس جميعاً يعيشون صراعات داخلية، سواء من أجل الحب أو «لقمة العيش» أو متطلبات الحياة.
وأضاف أن التسمية المتداولة لهذه المتلازمة مجرد تسمية لا علاقة لها بطائر البط، ولكن فقط تسلط الضوء على المشاعر المكبوتة والتي لا يعبر عنها أصحابها في العادة.
وعن أعراض هذه المتلازمة، قال فرويز، إنها متعددة، ومنها: «ارتفاع ضربات القلب، وآلام المعدة والقولون، ورعشة الأصابع، والصداع وزغللة العينين، وجفاف الحلق، وألم الرقبة وأسفل الظهر».
وحذر فرويز من خطورة استمرار كتمان المشاعر السلبية، موضحاً أنها تؤثر على الأجهزة الحيوية في جسم الإنسان، حيث إن 60% ممن يحتاجون إلى العناية المركزة بسبب مشاكل القلب للقلب، يعانون من حالات نفسية سيئة، و40% ممن يرتادون عيادات أمراض القلب تكون لديهم نفس المشكلة.
بدوره، قال اختصاصي الطب النفسي الدكتور كريم درويش، إن مصطلح «متلازمة البط» ليس علمياً، مؤكداً أن هذا لا ينفي وجود هذه الظاهرة من المشاكل النفسية، حين يخفي الإنسان حقيقة مشاعره عن الآخرين.
وأضاف درويش لـ«الرؤية»، أنه رغم خوف البعض من إظهار مشاعرهم، فإن هذا الأمر يعود بنتائج عكسية على الشخص، وكثير منا يبتسم في وجه الناس في الشوارع أو في العمل أو على المقهى، بينما تتصارع داخله الأفكار والمشكلات.
وحذر درويش من الاستمرار في إخفاء المشاعر، لأنه يمثل إرهاقاً جديداً على الجهاز العصبي، وعقل الإنسان أشبه بمحرك السيارة، إذا ارتفعت درجة حرارته فإنها بحاجة إلى التبريد ثم مواصلة الحركة.
الاضطرابات النفسية تؤثر على وظائف الجسم
ونصح الأشخاص الذين يعانون أعراض هذه المتلازمة أن يحصلوا على قسط من الراحة وتغيير الأماكن، لكن يجب أن تكون الراحة قبل الحاجة الفعلية لها، ليستطيع المخ الحصول على استراحة قصيرة يواصل بعدها مواجهة مشاكله.
المصدر: الرؤية