ذكرت مؤسسات متخصصة في الاستشارات المالية أن واحداً من أفضل الأشياء، التي يمكن أن تفعلها الأسرة لحماية مواردها المالية، يتمثل في جمع بعض المدخرات اللائقة، بحيث لا تضطر إلى الاعتماد على الائتمان في حالات الطوارئ، إذ إن بناء احتياطي نقدي للنفقات غير المتوقعة يحمي الأفراد والأسر، بما في ذلك التأكد من استمرار نمو مدخرات صندوق الطوارئ الخاص بهم، بحيث تغطي النفقات لنحو ستة أشهر.
وأوضحت أن الطريقة الرئيسة للتحضير لعدم اليقين المالي في المستقبل، هو أن تكون هناك رقابة واضحة على النفقات الأسبوعية والشهرية مقارنة بحجم الدخل، وبالتالي تحديد آليات لحفظ بعض المدخرات الممكنة، حيث إن وجود ميزانية واضحة يجعل من السهل مواجهة الصدمات المالية، من خلال الالتزام الصارم بالميزانية الموضوعة.
وبينت تلك المؤسسات أن إحدى الخطوات الرئيسة، لمواجهة الأزمات المالية المحتملة، تتمثل في وضع خطط ادخار إضافية قدر الإمكان، بناء على المتغيرات التي تواجهها، من خلال دراسة الميزانية والمدخرات الدورية التي تتوقعها عدا الدخل الثابت، مشيرة إلى أنه يمكن للأسر مراجعة الكثير من فئات الإنفاق، وتحديد مدى القدرة للضغط على كلٍّ منها، من خلال اتخاذ قرارات شراء أكثر واقعية بخصوص مختلف المشتريات، بما في ذلك الاستعداد لتقليل الفواتير الشهرية، التي تستهلك جزءاً كبيراً من الميزانية.
وأضافت أنه في الأزمات ليس هناك سبب لإضاعة أي أموال على الرسوم المتأخرة، إذ إن السيولة في هذه المراحل مهمة جداً، وهي لا تتأثر بالأزمات، وكلما استطعت التحكم فيها، كلما نجحت في حماية نفسك وتحقيق أهدافك المالية.
ولفتت مؤسسات الاستشارت المالية إلى ضرورة التأكد من مصادر الائتمان، مبينة أنه يمكن أن يتصاعد الدين إلى مسألة مرهقة، بالنسبة للمستهلكين الذين يعتمدون على تسهيلات السحب على المكشوف لتغطية نفقاتهم، كما يمكن لصدمات السوق ومخاطر التضخم أن تقلل قيمة ثروات أسرتك.
وأكدت أنه من المهم وجود خطة استباقية بشأن المدخرات والاستثمارات، لضمان عدم تآكلها بسبب ظروف السوق، موضحة أنه عندما يتعلق الأمر بالمدخرات الخاصة بك على المدى الطويل، تأكد من أن التضخم لا يؤثر في القوة الشرائية لأموالك.
وشددت المؤسسات على أهمية النظر بجدية في القدرة على تحمل الديون، مع توقعات ارتفاع أسعار الفائدة، مشيرة إلى أن أي شخص لديه ديون، عليه البدء بخطط سداد أكثر وضوحاً، حينما يكون ذلك ممكناً، من خلال الطريقة الأكثر فاعلية للسداد، عبر تأمين سعر فائدة بأسعار معقولة.
وبينت أنه، خلال الأزمات والصدمات المالية، تزيد فرص تراكم الدفعات والديون إلى درجة تعيق قدرة الشخص على السداد، وبالتالي من المهم إعطاء هذه المسألة أولوية، من خلال العمل على الالتزام بها، ودفعها في مواعيدها، لافتة إلى أن التراكم يقلل فرص النجاة من هذه الأزمات.
كما لفتت في الوقت نفسه إلى أنه على الأفراد والأسر أن يحسنوا وضعهم أكثر بخصوص استثماراتهم، عن طريق دفع مبالغ أكبر على الرهن العقاري الخاص بهم حينما يكون ذلك ممكناً، حيث إن القيام بذلك سيقلل المبلغ الإجمالي للديون الخاص بهم، وسيكسبهم المزيد من الأسهم في منازلهم.
وأوضحت المؤسسات أن آلية التعامل مع الديون قد تختلف بشكل كبير، خلال الأزمات المالية، فإذا كان لديك بطاقة ائتمان، وتستقطع رسوم الفائدة كل شهر جزءاً كبيراً من ميزانيتك الشهرية، فلابد من إيجاد حلول لديها، من خلال البحث عن خيارات أكثر عملية، مشيرة إلى أن التخلص من مدفوعات الفائدة يحرر لك أموالاً، قد تضعها في مكان آخر.
كما أشارت إلى أن الكوارث لا يمكن التنبؤ بها، لكن إذا كان هناك أي شيء يمكنك القيام به لتفادي الكارثة، مع الاستعداد الصحيح، فيمكنك منع أزمة مالية في أي وقت والتعامل معها بسلاسة، فإذا حافظت على صحتك على سبيل المثال، فيمكنك تجنب الفواتير الطبية المكلفة في وقت لاحق.
المصدر: الإمارات اليوم