تواصل حراك «مسيرة العودة الكبرى» في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقمع الاحتلال «الإسرائيلي» المظاهرات وأصاب عشرات الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، بينما هدد وزير الحرب «الإسرائيلي» أفيجدور ليبرمان بتصعيد حدة القمع، كما رفض التحقيق بمجزرة غزة، وقال إنه فعل الصواب بقتله للفلسطينيين على حدود غزة، في حين دنس مستوطنون باحات المسجد الأقصى المبارك وسط مطالبة فلسطينية بمنع هذه الاقتحامات.
وأصيب ستة فلسطينيين بالرصاص الحي الذي أطلقه جيش الاحتلال على المتظاهرين على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة. وأكدت وزارة الصحة أن من بين المصابين فتى مصاب بجروح بالغة الخطورة في الرأس من قرية خزاعة شرق خانيونس، وهو من ذوي الإعاقة ويدعى تحرير أبوسبلة. وأصيب ثلاثة بالرصاص الحي شرق جباليا، فيما أصيب اثنان آخران شرق غزة. وأصيب عدد آخر من الشبان بحالات اختناق نتيجة إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع.
واعترفت قوات الاحتلال باحتجاز جثماني شهيدين من «كتائب القسام» الذراع العسكرية لحركة «حماس»، استشهدا خلال اعتداء جنود الاحتلال على مسيرات العودة السلمية يوم الجمعة في غزة.
وذكرت القناة العبرية العاشرة عن اعتراف جيش الاحتلال باحتجاز جثماني شهيدين من «القسام» وهما مصعب سلول ومحمد ربايعة، إلى جانب جثامين 24 شهيداً آخرين استشهدوا سابقاً في غزة وعلى السياج الفاصل أو في قصف الأنفاق، وأنه لن يتم تسليمهم قبل الإفراج عن الجنود المحتجزين في غزة.
واستأنف جيش الاحتلال بناء الجدار على الحدود مع قطاع غزة تحت ذريعة إحباط الأنفاق في المنطقة، وقد توقف العمل في الأسبوع الماضي بعد أن أحرق فلسطينيون عدة أدوات وآليات تستخدم في الحفريات.
ونشرت قوات الاحتلال بطاريات من منظومة الدفاع الصاروخي «القبة الحديدية» في مستوطنات ما يسمى غلاف غزة وسط تأهب من تصعيد محتمل على جبهة غزة.
وبعد استشهاد 15 فلسطينياً الجمعة، قال ليبرمان إن القوات تصرفت على نحو ملائم من خلال إطلاق النار فقط على المتظاهرين الفلسطينيين. وقال «قام الجنود «الإسرائيليون» بما يلزم. أعتقد أن جميع الجنود يستحقون ميدالية… وبالنسبة لتشكيل لجنة للتحقيق.. لن تكون هناك لجنة».
وادعى ليبرمان أن القوات «الإسرائيلية» لم تطلق النار على المتظاهرين السلميين، على الرغم من أن العديد من الفيديوهات التي تم تداولها خلال اليومين الماضيين تظهر العكس. وقال: «أولئك الذين احتجوا سلمياً لم يتعرضوا للأذى».
إلى ذلك، رفض المطالبة بإجراء أي تحقيق في قتل الجيش لفلسطينيين عند الحدود مع غزة. وهدد ليبرمان، المتظاهرين بتصعيد حدة القمع لمسيراتهم الحدودية في قطاع غزة، مهدداً برد أكثر حدة وباستخدام كل السلاح المتاح لذلك في المرة القادمة.
وأصيب 98 فلسطينياً بمواجهات أمام جامعة القدس في بلدة أبوديس شرقي القدس المحتلة، 5 إصابات بالمطاط منها رصاصة مطاطية اخترقت صدر أحد الشبان وإصابتان بالرأس. وأفاد الهلال الأحمر بتعامل طواقمه مع 98 إصابة، بينها 87 إصابة بالغاز، و5 إصابات بالحروق نتيجة القنابل نقل 4 منها للمستشفى.
وكانت وزارة الصحة أكدت إصابة شاب برصاصة معدنية مغلفة بالمطاط في صدره، ونقل للعلاج إلى مجمع فلسطين الطبي في رام الله وحالته مستقرة.
واعتقلت قوات الاحتلال، شاباً وفتاة من داخل استوديو تصوير في مخيم شعفاط وسط القدس المحتلة.
واقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى المبارك، في عيد «الفصح اليهودي»، بحماية أفراد شرطة الاحتلال. وأوضح فراس الدبس مسؤول العلاقات العامة والإعلام في دائرة الأوقاف الإسلامية أن أكثر من 200 مستوطن اقتحموا المسجد الأقصى عبر باب المغاربة والذي تسيطر سلطات الاحتلال على مفاتيحه منذ احتلال مدينة القدس، وتتم من خلاله الاقتحامات اليومية للمسجد، بحراسة قوات الاحتلال، والتي تتم من الساعة 7:30 صباحاً حتى 11:00 قبل الظهر.
ودعت الحكومة الفلسطينية إلى تكاتف عربي وإسلامي وتحرك أممي من أجل وقف اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى. وقال المتحدث باسم الحكومة يوسف المحمود إن «حكومة الاحتلال تستغل المناسبات الدينية من أجل تنفيذ مخططاتها الاستعمارية الاستيطانية»، مضيفاً أن «هذا ما ترفضه وتنبذه كل الاتفاقات والتفاهمات بين أبناء البشرية ويشكل مخالفة صارخة وانتهاكاً سافراًلكل القوانين الأممية وقرارات الشرعية الدولية التي تمنع التعرض للديانات والعقائد والمساس بحرية العبادة».
وشدد على أن ما تقوم به حكومة الاحتلال وما ترتكبه مجموعات المتطرفين المستوطنين يومياً ضد المسجد الأقصى اعتداء غير مسبوق على أقدس مقدسات المسلمين من خلال تحريض احتلالي سافر يمس حرمات الديانات السماوية الثلاث التي تعايشت في أرض فلسطين ضمن حالة التآخي والاحترام.
وأغرقت مجموعات المستوطنين عشرات الدونمات الزراعية بمياه المجاري في بلدة بيت أمر شمال الخليل بالضّفة الغربية المحتلة، ما أغرق ما بين (30-40) دونماً بالمياه العادمة.
المصدر: الخليج