يعد الإرهابي الليبي إسماعيل الصلابي أحد أبرز وأقوى رجال قطر في ليبيا، حيث قاد العديد من الميليشيات الإرهابية التي كانت تتلقى دعماً مالياً وعسكرياً من قطر، وهو الأمر الذي جعل خبراء الأمن يلقبونه بـ«خفاش الظلام»، وقد حمل اسمه رقم 26 في قائمة الإرهاب التي أعلنتها الدول العربية الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب الإمارات ومصر والسعودية والبحرين والتي تضم كيانات وأفراداً يتلقون دعماً وتمويلاً من الدوحة.
إسماعيل الصلابي المولود عام 1977، بدأت علاقته بالجماعات الإرهابية والمتطرفة في سن مبكرة، حيث شارك في عمليات القتال بالعديد من الدول مثل أفغانستان وباكستان وسوريا، وجمعته علاقة وطيدة بتنظيم القاعدة الإرهابي من خلال صداقته لعبد الباسط عزوز، مستشار زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وقد كلفه الظواهري بمهمة عمل في مناطق القبائل الباكستانية، وفي عام 2001 طلب منه الظواهري العودة إلى ليبيا لتأسيس خلايا لتنظيم القاعدة في ليبيا، وبعد أن طارده الأمن الليبي فر هارباً إلى بريطانيا، وتم اعتقاله هناك في أعقاب الهجمات على شبكة المواصلات اللندنية في يوليو 2005.
ومع اندلاع أعمال القتال ضد قوات القذافي في عام 2011، ظهر إسماعيل الصلابي في العديد من الفيديوهات وهو يقاتل ضد قوات القذافي، وبعد الإطاحة بنظام القذافي أسس برفقة شقيقه علي الصلابي وبتمويل قطري إحدى أهم الميليشيات الإرهابية في ليبيا، وحملت اسم «كتيبة راف الله السحاتي»، وقد تمركزت في مدينة بنغازي، وقد استطاعت أن تسيطر على مناطق واسعة في مدينة بنغازي، ونفذت العديد من عمليات الاغتيال ضد علماء دين وعسكريين ومدنيين ونشطاء وصحفيين ومثقفين.
وفي سبتمبر عام 2012، خرج آلاف المواطنين من أهالي بنغازي في مظاهرة أمام مقر كتيبة «راف الله السحاتي»، وهو الأمر الذي دفع عناصرها إلى إطلاق الرصاص ضد المتظاهرين، وعلى إثر ذلك سقط عشرات القتلى والجرحى.
وكانت كتيبة «راف الله السحاتي» التي قادها إسماعيل الصلابي إلى جانب كتيبة 17 فبراير من أكبر الكتائب التي كانت تسيطر على مدينة بنغازي، وتمتلك ترسانات أسلحة ضخمة وسجوناً يحتجزون فيها مسجونين خارج نطاق النظام القضائي. وبحسب تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية، فإن الكتيبة كانت تضم 12 فصيلاً، وتمتلك مجموعة كبيرة من الأسلحة الخفيفة والثقيلة، وتقوم بتدريبات عملية لأعضائها الذين تتراوح أعدادهم بين 1500 إلى 3500 مقاتل.
وفي مايو عام 2014، تبنى الجيش الليبي الوطني بقيادة المشير حفتر حملة لتطهير مدينة بنغازي وطرد الإرهابيين منها عرفت باسم «عملية الكرامة»، واستطاع بالفعل طرد الإرهابيين بمن فيهم إسماعيل الصلابي وكتيبته، وهو ما جعل الصلابي يعلن عن تشكيل ما سمي بـ«سرايا الدفاع عن بنغازي» تابعة للمفتي المعزول الصادق الغرياني، وهي مشكلة من عدة جماعات وميليشيات إرهابية.
وطوال السنوات الماضية، ارتبط إسماعيل الصلابي بعلاقات قوية مع جهاز المخابرات القطري، وقد كشف العديد من التقارير المخابراتية عن عدة لقاءات جمعته بمدير المخابرات القطري غانم الكبيسي، وكان من أهم هذه اللقاءات الاجتماع الذي عقد في 25 يناير 2014 بأحد فنادق الدوحة بحضور مدير المخابرات التركية «جافان مادال»، واتفقوا على تقديم الدعم للميليشيات الإرهابية في ليبيا التي كانت في ذلك الوقت لا تتعدى الـ 800 شخص بقيادة إسماعيل الصلابي.
ويشير العديد من التقارير إلى أن مدير المخابرات القطري يثق في إسماعيل الصلابي بشكل كبير، ويعتبره الرجل الأول لقطر داخل ليبيا، ويدعمه بالمال والسلاح والمعلومات.
وظهر إسماعيل الصلابي في أحد الفيديوهات وهو يشيد بالدور الذي لعبته قطر في دعم مقاتلي الإخوان والقاعدة خلال أحداث عام 2011 في ليبيا.
وكان إسماعيل الصلابي قد رافق رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبدالجليل في اجتماع حلف شمال الأطلسي بالدوحة، وتلقى بعدها الصلابي دعماً قوياً من المخابرات القطرية.
وكان العقيد أحمد المسماري، المتحدث العسكري للجيش الوطني الليبي، قد أكد خلال حواره مع إحدى الفضائيات المصرية، أن كافة الإمدادات بالسلاح تأتي إلى ليبيا باسم إسماعيل الصلابي، مشيراً إلى أن الصلابي مسؤول عن سقوط 700 شهيد من أبناء الشعب الليبي، فضلاً عن الاغتيالات الأخرى التي قام بها.
وأوضح المسماري أن قطر لا تثق في أحد بليبيا بقدر الثقة التي توليها لإسماعيل الصلابي، لارتكابه العديد من الاغتيالات على الأراضي الليبية، سواء بحق عسكريين أو مدنيين.
كما ارتبط إسماعيل الصلابي بعلاقات قوية بجماعة الإخوان الإرهابية وقياداتها في مصر على رأسهم الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي، حيث أفادت بعض التقارير بأن المعزول التقى بإسماعيل الصلابي داخل قصر الرئاسة المصرية في أبريل 2013، وكان الإخوان يخططون للاستعانة بالصلابي من أجل قمع المتظاهرين في ثورة 30 يونيو، وكان الصلابي يقيم في أحد الفنادق بصحبة القيادي الإخواني خيرت الشاطر.
وكانت أصابع الاتهام قد توجهت إلى إسماعيل الصلابي وكتيبته في مقتل السفير الأميركي في ليبيا، حيث خرج الصلابي في نفس يوم اغتيال السفير الأميركي، وقال: قتل السفير الأميركي جاء لتعليمات الله التي نقلتها الملائكة إلى جنده في الأرض، إن الإساءة إلى الرسول الكريم في أميركا والدول الأوروبية، لن تمر دون عقاب لهذه الدول جميعاً، يجب من اليوم وصاعداً البدء في ضرب المصالح الأميركية والغربية في إمارة ليبيا الإسلامية وليكون الشرق البداية لهذه الصحوة الإسلامية.
المصدر: الاتحاد