بالرغم من اتفاق الجميع على التطورات الكبيرة في حافلات النقل العام، في أبوظبي وضواحيها خلال السنوات الماضية، سواء على مستوى الكم أم الكيف، فإن معظمهم يؤكدون أن أعداد الحافلات والخطوط، ومظلات الانتظار، لم تتمكن حتى الآن من مواكبة التوسع والنمو الحاصل بالمدينة.
وأكد معظم من التقتهم «الاتحاد» أن هذه الملاحظات تظهر جلية في حالات الذروة إذ تتكدس أعداد كبيرة في المحطات بنوعيها «الكبيرة والصغيرة»، تحت لهيب الشمس أو في أجواء رطبة وحارة في ساعات الغروب، وما يزيد الأمر سوءاً طول الانتظار وتباعد فترات التقاطر.
وقد أثنى عيسى هارون على خدمة النقل التي توفرها حافلات أبوظبي، مؤكداً أنها «مريحة ونظيفة وهي في متناول الجميع؛ وأرخص بكثير من سيارات الأجرة». وأكد أنه يستقل حافلات أبوظبي يومياً من ضواحي أبوظبي، ليصل إلى مقر عمله وسط المدينة، وأشار إلى أن الحافلات نظيفة والسائقين على خلق عالٍ، إلا أن الخدمة في بعض الأحيان تأخذ وقتاً خاصة في أوقات الذروة صباحاً ومساء، مقترحاً مراعاة هذه الأوقات، بإيجاد حلول تمكن المستخدم من الاستفادة من وقته، وذلك بزيادة أعداد الحافلات في هذه الأوقات.
أما غسان سوالمة، فقد أكد أن ساعات الانتظار في الذروة، تؤكد أن الخطوط تحتاج إلى زيادة كبيرة، حيث تتكدس أعداد كبيرة من الناس،في انتظار حافلة تقلهم، الأمر الذي يتطلب استراتيجية واعية، تجعل النقل العام أو النقل بالحافلات نقلاً منافساً على مستوى الوقت، مشيراً إلى أنه من حيث النظافة والراحة والأمان نقل جيد جداً.
كما أشار إلى أنه وبالرغم من قلة محطات الحافلات فإن بعضها غير مكيف، وإن كانت الحافلات كافة دون استثناء مكيفة تكييفاً جيداً، كما أن شاشات العرض بالحافلة التي تبين جهة الوصول والمحطة القادمة، والمحطات التي ما زالت في الانتظار تعمل ببعض الحافلات وتتعطل في البعض الآخر وهو ما يتطلب من الراكب الانتباه حتى لا يجتاز محطته.
وأضاف «كثير من الناس يرغب في استخدام وسائل النقل العامة وهي اليوم على مستوى عالٍ من النظافة والتنظيم، إذا تمكنت من التزام دقة المواعيد والسرعة».
أما فارس إبراهيم، فقد أشار إلى أن الدائرة وحسب الأهداف والإعلانات والرسائل التي تبثها، تؤكد سعيها إلى تعزيز شبكة نقل ومواصلات متكاملة تربط أنحاء الإمارة وتناسب احتياجات شرائح المجتمع كافة ومتطلبات النمو السكاني والنهضة العمرانية التي تشهدها الإمارة، إلا أن أغلب مستخدمي الحافلات من الوافدين المقيمين في أبوظبي ما زالوا من فئات المستوى الأدنى من حيث الدخول.
وطالب، بسد بعض الفجوات التي يرى أنها تمنع حتى الآن من استخدام النقل بالحافلات بشكل رئيس النقل داخل أبوظبي، ومنها ضررة مراعاة أوقات الذروة وزيادة عدد الحافلات خلالها، وكذلك تكييف كل المحطات، وزيادة عدد الخطوط لإحداث انسيابية أكثر في منظومة الحافلات باعتبارها وسيلة النقل الأكثر أماناً في أبوظبي.
وطالب بأن تواكب هذه الخدمة الراقية التي تليق بمدينة عصرية بمستوى جمال أبوظبي، سرعة في الوقت ومرونة في التعامل مع الحالات الطارئة.
وأشار إلى أنه يجد صعوبات في التنقل خلال فترات المساء إذ غالباً ما تأتي الحافلة ممتلئة وبالتالي يحدث الكثير من التدافع داخلها، وهو ما يدفعه إلى الانتظار حتى ينتهي وقت الذروة أو المجيء قبله أو استغلال سيارة أجرة.
رفع كفاءة النقل البري
وكانت دائرة الشؤون البلدية والنقل قد أكدت تنفيذ عدد من المشاريع التي استهدفت رفع كفاءة النقل البري في الإمارة، منها تطوير نظام معلومات النقل والملاحة المتكامل، ومشروع اللوحات الإرشادية المتغيرة، الذي تضمن تركيب لوحات إلكترونية متغيرة للإرشاد المروري وعدد من المجسات والكاميرات ومحطات استشعار لحالة الطقس.
كما تضمنت المشاريع، تطوير نظام التحكم المروري المركزي لتحسين عمليات إدارة المرور على شبكة الطرق بمدينة أبوظبي لتصبح أكثر تفاعلية ومرونة في التجاوب مع الطلب والتغيرات في الحركة المرورية، حيث شملت هذه الإجراءات الإعلان في 7 أبريل الماضي، إطلاق خدمة «الحافلات السريعة» للارتقاء بشبكة النقل العام في إمارة أبوظبي وتطوير البنية التحتية الخاصة بها لتمكين شريحة أكبر من الجمهور من الاستفادة من المزايا المتعددة المتاحة، والتي من بينها التكلفة الاقتصادية الملائمة وتوفر الخدمة على مدار الساعة، إضافة إلى المنافع الأخرى المتعلقة بالأمن والسلامة والبيئة والراحة للمستخدمين كافة.
بطاقة «حافلات»
وأوقفت الدائرة استخدام صناديق العملات النقدية الموجودة في الحافلات لدفع تعرفة الصعود إليها، في أكتوبر من العام الماضي 2015، بهدف إعطاء الجمهور من مستخدمي حافلات النقل العام في جزيرة أبوظبي الفرصة للحصول على بطاقة «حافلات» عبر القنوات العديدة التي وفرتها للجمهور، مثل الأجهزة الذكية في مكاتب بيع التذاكر في محطات الحافلات وأجهزة بيع التذاكر الإلكترونية، لتمكين الجمهور من استخدام حافلات النقل العام بسلاسة ومن دون أي تأخير، ولتصبح خدمة النقل بالحافلات من أكثر خيارات النقل المفضلة لدى شريحة واسعة من الجمهور في ظل المنافع الكثيرة التي تتيحها لهم، ومن بينها شبكة الخطوط العديدة التي تغطي جميع المناطق والتكاليف المعتدلة بالمقارنة مع وسائل النقل الأخرى إضافة إلى معايير الراحة والسلامة والأمان العالية التي تتمتع بها.
وأكدت دائرة الشؤون البلدية والنقل في أبوظبي، إمكانية استخدام بطاقة «حافلات» الذكية، مستقبلاً، كوسيلة دفع موحد في مختلف وسائل النقل العام ومنها الحافلات، وسيارات الأجرة، والعبارات المائية، والمترو.
وتتميز البطاقة بإمكانية تعبئتها برصيد مالي «محفظة»، أو بتصاريح تنقل مميزة أو كلاهما حسب نوع البطاقة، وهي سهلة الاستخدام مرنة وذكية وخاضعة لبرامج تشجيعية تفيد المستخدم، وتنقسم الفئة الجديد إلى قسمين، هما: بطاقة الفترة المحدودة «البطاقة المؤقتة» صالحة لمدة 15 يوماً وثمنها 5 دراهم، وتشحن حسب الحاجة، أما البطاقة الثانية، فهي بطاقة العامة «البطاقة الدائمة»، وثمنها 10 دراهم صالحة لمدة 5 سنوات، وتشحن حسب الحاجة.
المصدر: الإتحاد