عم الإضراب الشامل، أمس، جميع الأراضي الفلسطينية، حداداً على أرواح شهداء قطاع غزة، في حين فشل مجلس الأمن الدولي في الاتفاق على بيان مشترك، خلال جلسة طارئة مغلقة، لبحث الوضع المتدهور على حدود قطاع غزة، إثر استشهاد 16 فلسطينياً برصاص الاحتلال، خلال تظاهرات بمناسبة «يوم الأرض».
وعم الإضراب الشامل جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، استجابة لدعوة الحكومة الفلسطينية، حداداً على أرواح شهداء قطاع غزة.
وشمل الإضراب المؤسسات الرسمية والأهلية والمدارس والجامعات، فيما أغلقت المحال التجارية أبوابها، وأعلنت نقابات النقل التزامها بالإضراب.
جاء قرار الحكومة، التزاماً بقرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي أعلن فيه الحداد الوطني العام على أرواح الشهداء، الذين ارتقوا أول من أمس، خلال إحياء ذكرى «يوم الأرض».
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن 16 مواطناً فلسطينياً استشهدوا، وأصيب 1416 بنيران الاحتلال، خلال مسيرات العودة، التي امتدت من رفح جنوباً، حتى بيت حانون شمالاً، مروراً بخانيونس والبريج وغزة.
وأعلنت اللجنة العليا لمسيرة العودة انتهاء فعاليات اليوم الأول من المسيرات، مؤكدة استمرار الاعتصام حتى يوم «الزحف العظيم»، في 15 مايو المقبل.
وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة، دعت لها دولة الكويت، لبحث التطورات في قطاع غزة.
وطالب القائم بأعمال وكيل الأمين العام للشؤون السياسية، تاي بروك زرهون، خلال الجلسة، قوات الاحتلال الإسرائيلية بضبط النفس، داعياً إلى عدم استهداف المدنيين، وتعريض الأطفال للخطر.
وقال إن التطورات في غزة، تأتي في ظل غياب عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، معرباً عن خشيته تدهور الوضع في غزة، خلال الأيام المقبلة.
وحث زرهون سلطات الاحتلال على الالتزام بالقانون الإنساني الدولي، وقانون حقوق الإنسان، وعدم استخدام القوة الفتاكة، مطالباً بتوسيع نطاق الجهود، لدعم التسوية السلمية للصراع.
وانتهت الجلسة الطارئة، دون أن يتمكن أعضاء المجلس من الاتفاق على بيان مشترك.
من جهتهما، أعربت الولايات المتحدة وبريطانيا عن أسفهما لموعد انعقاد الاجتماع، بسبب تزامنه مع الفصح اليهودي الذي بدأ الاحتفال به مساء أول من أمس، ما حال دون حضور أي دبلوماسي إسرائيلي الجلسة الطارئة، التي عقدت على مستوى مساعدي السفراء.
بدوره، قال المندوب الفرنسي في الأمم المتحدة إن «خطر التصعيد حقيقي، هناك إمكانية لاندلاع نزاع جديد في قطاع غزة».
وقال ممثل الولايات المتحدة خلال الجلسة «إنه لأمر حيوي، أن يكون هذا المجلس متوازناً»، مشدداً على أنه «كان يجدر بنا أن نتوصل إلى ترتيب يتيح لكل الأطراف أن يشاركوا (في الاجتماع) هذا المساء».
وأضاف الدبلوماسي الأميركي «نشعر بحزن بالغ، للخسائر في الأرواح البشرية التي وقعت»، وأكد أن «أطرافاً أشراراً يستخدمون التظاهرات غطاء لإثارة العنف، ويعرضون أرواح الأبرياء للخطر».
أما السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، فأصدر قبيل التئام مجلس الأمن بياناً، اتهم فيه حركة «حماس» بالوقوف خلف أعمال العنف.
من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، في بيان، عن قلقه البالغ إزاء الصدامات، التي وقعت أول من أمس بين الفلسطينيين المشاركين في «مسيرة العودة العظيمة»، وقوات الأمن الإسرائيلية، والتي أسفرت عن استشهاد 16 شخصاً على الأقل، وعدد كبير من الجرحى، وأبدى تعاطفه الكبير مع ذوي الضحايا.
ودعا إلى إجراء تحقيق مستقل وشفاف في هذه الحوادث، وناشد جميع الجهات والأشخاص المعنيين الامتناع عن أي عمل أو تدابير، قد تؤدي إلى وقوع المزيد من الإصابات، وتعرض المدنيين للخطر.
وشدد على أن وقوع هذه المأساة يظهر الحاجة الملحة إلى إعادة تنشيط عملية السلام، الهادفة إلى تهيئة الظروف المناسبة للعودة إلى المفاوضات ذات المغزى، التي من شأنها أن تؤدي إلى التوصل إلى حل سلمي، يسمح للفلسطينيين والإسرائيليين بالعيش جنباً إلى جنب، في سلام وأمن مشترك.
وبمناسبة إحيائهم «يوم الأرض»، تدفّق عشرات آلاف الفلسطينيين، خصوصاً من الأطفال والنساء إلى المنطقة المحاذية للحدود بين غزة وإسرائيل، في مسيرة احتجاجية أطلق عليها «مسيرة العودة الكبرى».
ومن المقرر أن تستمر حركة الاحتجاج هذه ستة أسابيع، للمطالبة بتفعيل «حق العودة» للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، والمطالبة أيضاً برفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة.
وحمّل الرئيس الفلسطيني الحكومة الإسرائيلية «المسؤولية الكاملة» عن سقوط الضحايا الفلسطينيين، مطالباً المجتمع الدولي «بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الأعزل».
وشيعت جماهير قطاع غزة، أمس، جثامين الشهداء.
وانطلقت مسيرات تشييع من مختلف أنحاء القطاع، شارك فيها الآلاف، مرددين هتافات «وينكم يا عرب وينكم يا مسلمين العودة العودة».
وانطلقت مواكب التشييع من رفح جنوباً، حتى بيت حانون شمالاً، مروراً بوسط القطاع ومدينة غزة أمام عدد من المستشفيات، يتقدمها مسلحون من الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية، حاملين جثامين «الشهداء» التي لفت بأعلام فلسطين ورايات الفصائل.
المصدر: الإمارات اليوم