اعيد فتح المسجد الاقصى في القدس الشرقية صباح اليوم الجمعة بعد اغلاقه بقرار نادر اتخذته اسرائيل مع تصاعد التوتر.
وذكرت صحافية من وكالة فرانس برس ان شوارع البلدة القديمة في القدس بدت هادئة صباح اليوم الذي يتوجه فيه المسلمون الى باحة الاقصى لصلاة الجمعة.
ولن يشارك الرجال التي تقل اعمارهم عن خمسين عاما في الصلاة. اما الذين لم يبلغوا الخمسين من العمر فقد قررت اسرائيل منعهم من دخول الحرم القدسي للحد من احتمال حدوث صدامات.
وقررت اسرائيل الخميس اعادة فتح المسجد الاقصى الذي اغلقته السلطات الاسرائيلية للمرة الاولى منذ احتلال اسرائيل القدس الشرقية في 1967 بعد تصاعد جديد للتوتر في المدينة.
ولو استمرت اسرائيل في اغلاق المسجد الاقصى لكانت تقوم بمجازفة كبيرة.
ويطلق اليهود على باحة الاقصى اسم جبل الهيكل. ويعتبر اليهود حائط المبكى (البراق عند المسلمين) الذي يقع اسفل باحة الاقصى آخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل) الذي دمره الرومان في العام 70 وهو اقدس الاماكن لديهم.
ويستغل يهود متطرفون سماح الشرطة الاسرائيلية بدخول السياح الاجانب لزيارة الاقصى عبر باب المغاربة الذي تسيطر عليه، للدخول الى المسجد الاقصى لممارسة شعائر دينية والمجاهرة بانهم ينوون بناء الهيكل مكانه.
وتسمح السلطات الاسرائيلية لليهود بزيارة باحة الاقصى في اوقات محددة وتحت رقابة صارمة، لكن لا يحق لهم الصلاة فيها.
وتعترف إسرائيل التي وقعت معاهدة سلام مع الاردن في 1994 بإشراف المملكة الأردنية على المقدسات الاسلامية في مدينة القدس.
ومنذ مساء الاربعاء شهدت القدس الشرقية محاولة لاغتيال قيادي يميني اسرائيلي متطرف ثم قتل الفلسطيني الذي اشتبه في ضلوعه في هذه المحاولة بأيدي شرطيين اسرائيليين كما شهدت عدة صدامات بين شبان فلسطينيين وشرطيين اسرائيليين.
وساد هدوء نسبي ليل الخميس الجمعة. وقالت الشرطة الاسرائيلية ان حوادث متفرقة وخصوصا رشق قوات الامن او آليات اسرائيلية بالحجارة، وقعت ليلا. واضافت انه تم توقيف ثلاثة فلسطينيين.
وتزايد التوتر مساء الاربعاء مع محاولة قتل الحاخام يهودا غليك احد قادة اليمين الاسرائيلي المتطرف الذي يسعى منذ سنوات للحصول على تصريح للصلاة في باحة الاقصى التي طردته منها الشرطة الاسرائيلية عدة مرات.
وغليك (48 عاما) استهدف بإطلاق النار من راكب دراجة نارية في القدس الغربية حين كان يغادر حوارا حول المسجد الاقصى. وقد اصيب في البطن والصدر والعنق واليد بحسب والده وهو في المستشفى بحالة خطرة لكن مستقرة.
وقال الناطق باسم الشرطة ميكي روزنفيلد لوكالة فرانس برس ان “الفلسطيني الذي كان المشبوه الوحيد في هجوم مساء الاربعاء تم القضاء عليه في منزله في حي ابو طور في القدس من قبل وحدة للقوات الخاصة للشرطة في تبادل لإطلاق النار فجر الخميس.
وذكرت مصادر فلسطينية ان الفلسطيني الذي قتلته الشرطة يدعى معتز حجازي (32 عاما) الا ان العديد من سكان القدس الشرقية قالوا ان الشرطة الاسرائيلية نفذت “عملية اغتيال”. وشيع حجازي مساء الخميس في القدس الشرقية.
وتشهد القدس الشرقية منذ اشهر اعمال عنف تصاعدت في الاسابيع الماضية، مما يثير مخاوف من اندلاع انتفاضة ثالثة.
وقال قائد الشرطة الاسرائيلية يوهانان دانينو لإذاعة الجيش الاسرائيلي “نسمع في كل مكان كلمة انتفاضة تتردد لكننا لسنا في هذه المرحلة فعليا”.
واضاف “تذكروا تسلسل الوقائع في الانتفاضة الاخيرة. لسنا في هذه المرحلة ومهمتنا هي منع الوصول اليها”.
وفي واشنطن، دعا وزير الخارجية الاميركي جون كيري كل الاطراف الى “ضبط النفس” في القدس الشرقية، مؤكدا انه على اتصال مع الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني اضافة الى الاردن لإعادة الهدوء.
وقال كيري “انا قلق للغاية من تصعيد التوترات في القدس ولا سيما حول باحة المسجد الاقصى/جبل الهيكل”.
واضاف “من المهم للغاية ان تتحلى كل الاطراف بضبط النفس وان تمتنع عن اي عمل او تصريح استفزازي، وان تحافظ ، قولا وفعلا، على الوضع القائم التاريخي في باحة المسجد الاقصى”.
ودان كيري ايضا محاولة الاغتيال التي تعرض لها يهودا غليك الذي يحمل ايضا الجنسية الاميركية.
المصدر: البيان