اعتبرت قيادات إعلامية وكتّاب في وسائل الإعلام المحلية، أنّ اختراق «داعش» الإرهابية لموقع صحيفة «الاتحاد» الإلكتروني وقناة أبوظبي، خطوة تستهدف وسائل الإعلام المحلية كافة التي انتهجت نهج دولة الإمارات الواضح في نبذ الإرهاب، وجماعاته التي تسعى للوصول بالإنسانية إلى الهاوية.
وبينوا أن مثل هذه التصرفات هي مؤشر على سعي «داعش» الذي يمتلك أسطولاً إعلامياً، وتقنيات إلكترونية حديثة إلى تدمير كل من يجرؤ من وسائل إعلام دولة الإمارات على بث قيم التسامح والاعتدال الإنسانية في محاولة منه إلى ضمها إلى أجندته الإرهابية.
وشددوا على أنّ اختراق «داعش» موقع «الاتحاد» لا يعد «هاكرز» وليس عملاً خارقاً، وإنما بإمكان الأطفال أن يقوموا به، لافتين إلى أنّ «الهاكرز» الحقيقيون في حقيقة الأمر يتخذون من القرصنة أسلوباً حضارياً بعيداً عن أسلوب تنظيم «داعش» هذا الأسلوب الفج الذي إنْ دل على شيء، فإنما يدل على قهره وتوالي هزائمه.
ولفتوا إلى أنّ القرصنة على موقع «الاتحاد» جاءت محاولة لبث فكر «داعش» الضلالي والإرهابي، علماً بأنه ليس لديه أي فكر ولا يمكن فرضه بالقوة، أو عبر اختراق موقع إلكتروني؛ لأن موقع الفكرة الأصلي هو الضمائر والعقول، وصحيفة «الاتحاد» استطاعت عبر مسيرة طويلة من العمل الإعلامي الجاد أن ترسخ قناعة لدى قرائها بأن الأفكار لا يمكن اختراقها أو حتى اختطافها، وصحيفة «الاتحاد» ستظل كما هي دوماً فكرة عميقة أساسية وراسخة يدعمها التاريخ، وتؤكدها الاحترافية، ويصادق عليها التسامح والموضوعية.
وقال الدكتور علي بن تميم، رئيس تحرير موقع 24 الإماراتي: «إن اختراق (داعش) الإرهابي موقع صحيفة الاتحاد، يجسّد على نحو واضح هذه المرة بالنسبة لنا نحن قرّاء (الاتحاد) أنّ الفكرة، إنْ كانت لدى (داعش) فكرة أصلاً، لا يمكن فرضها بالقوة، ولن تفرض بوساطة اختراق موقع إلكتروني؛ لأن موقع الفكرة الأصلي هو الضمائر والعقول، وصحيفة الاتحاد استطاعت عبر مسيرة طويلة من العمل الإعلامي الجاد أن ترسخ قناعة لدى قرائها بأن الأفكار لا يمكن اختراقها أو حتى اختطافها، وصحيفة الاتحاد ستظل كما هي دوماً فكرة عميقة أساسية، وراسخة يدعمها التاريخ، وتؤكدها الاحترافية، ويصادق عليها التسامح والموضوعية».
وشدد على أنّ اختراق «داعش» الإرهابي موقع الصحيفة الإلكتروني هدفه أن يبعث برسالة مفادها أنهم استطاعوا اختراق موقعنا الإلكتروني، للحظات فقط، لكن ورغم أنهم استطاعوا ذلك، فإنهم فشلوا في تمرير أي شيء؛ لأن صحيفة «الاتحاد» لا يختزلها موقع إلكتروني، وموقعها الحقيقي هو الضمير والروح والعاطفة، والامتداد التاريخي، ولا يمكن لأيّ تنظيم أن يخترق موقعاً حضارياً على هذا النحو من الحضور والقوة والامتداد.
قال علي شهدور، مدير عام تحرير جريدة البيان: «إنّ الخطاب الإعلامي لصحيفة الاتحاد هو خطاب قوي ضد هذه التنظيمات الإرهابية والعصابات، فخطابها يمثل صوت كل إماراتي في مواجهة الإرهاب بأشكاله كافة، ولن يؤثر على خطابها هذا أعمال القرصنة، وإنما يزيدها إصراراً على الاستمرار في خطابها ونهجها الحضاري».
وأكد شهدور أنّ جميع أبناء المجتمع ومؤسساته الإعلامية وغيرهما مع صحيفة «الاتحاد» قلباً وقالباً، وتستحق هذا الصحيفة التحية لكونها عريقة تعلمنا منها الكثير.
لافتاً إلى أنّ الخطاب الإعلامي الواضح والثابت لـ «الاتحاد» كان سبباً في اختراق موقعها، حيث إن الخطاب الوطني الحضاري ضرب هذه التنظيمات الفاسدة في الصميم، فامتلأت بالقهر والخيبة، وأّن صحيفة «الاتحاد» من واقع شعورها بالالتزام بنهجها وثباتها وعدم التخلي عنهما في خطابها، ولغتها الإعلامية ومواقفها، فلا «داعش» ولا غيره سيؤثر على هذه الصحيفة العريقة، فمواقفها نابعة من قناعات إدارة تحريرها والتفاف المواطنين حولها، ودعم نهجها الصريح والحرّ.
من جانبه، أوضح عادل محمد الراشد، مدير مكتب جريدة الإمارات اليوم في أبوظبي، أنّ ما اقترفته «داعش» من اقتحام لصحيفة «الاتحاد» من باب الحرب الشاملة والحرب الفكرية التي تأتي في الصفوف الأولى في هذه الحرب.
جريدة «الاتحاد» معروفة بتمثيلها للرأي الرسمي لدولة الإمارات، وخطابها ثابت وواضح ويمثل مجتمع الإمارات، وليس الموقف الرسمي فحسب، كما هو الأمر في بقية وسائل الإعلام المحلية التي تمثل نبض المجتمع الإماراتي، وهدف «الدواعش» باختراق موقع صحيفة «الاتحاد» وقناة «أبوظبي» هو توجيه رسالة حول توجه دولة الإمارات الوطني الحر، متناسين أنّ الخطاب سيستمر في توضيح وطرح الحقائق، ولن تغير «الاتحاد» وكذلك وسائل الإعلام الإماراتية المحلية كافة من خطها الواضح في توعية الجمهور، وأبناء الدول العربية كافة بهذا التنظيم الإرهابي، وخطره على المجتمع وعلى البشرية ككل.
وأشار إلى أنه في ظل التوسع في قنوات الحرب الفكرية والسياسية، كان متوقعاً اختراق موقع «الاتحاد» ووسائل الإعلام من خارج دولة الإمارات، ويتوجب أن نستعد لهذا الاختراق، وأنّ الإعلام في الإمارات يمتلك المرونة، والحكمة وبعد النظر، ما يكفي لمقاومة مثل هذه الاختراقات التي تندرج في إطار حرب الأفكار.
وشدد على أنّ الإعلام الإماراتي سيستمر في خطه الواضح، وفي تأكيد التلاحم في مجتمع الإمارات، والحرص على هذا النهج الراقي والحضاري، كونه يمثل نهج دولة الإمارات بما يحمي مجتمعنا، ويؤكد ثوابتنا الوطنية مع أمتنا، ونحن لسنا دولة منعزلة، فالدولة، ومنذ نشأتها، درجت على هذا الانتماء الواعي بنبض مرتفع جداً.
وأكد محمد التونسي، رئيس تحرير جريدة الرؤية، أنه ضد أيّ عبث، فمؤسسات دولة الإمارات أقوى من أن ينالها مثل هذا الهراء، وصحيفة «الاتحاد» تحديداً، بوصفها تحمل الخطاب الوطني الرسمي للدولة، والإمارات قوية بمؤسساتها وبمبادئها، ومن يستهدفها سيرد خائباً، وتبقى صحيفة «الاتحاد» أقوى من أن تلتفت لمثل هذا التصرف العابث، حيث استعادت موقعها بسرعة، دون الاهتمام إلى مسألة الرد على عدو باخس لغته رديئة وبذيئة لا تعكس سوى العبث.
وشدد على أنّ العدو إذا اختار أن يأتي من خلال توجيه رسالته عبر إحدى الصحف كجريدة «الاتحاد»، فذلك يعني بالتأكيد أنّ الإعلام الإماراتي مؤثر وثابت، ولا يقوى عليه مثل هذا العبث.
من جانبه، قال سعيد البادي، كاتب إماراتي، إنّ المسألة أكبر من «الاتحاد»، هم يهاجمون دولة الإمارات وخطابها الإعلامي؛ لذلك يتوجب الحذر، سواء من المؤسسات الإعلامية أو غيرها، لأنّ «داعش» يمتلك جيشاً إلكترونياً، ولا بدّ لنا اليوم من الالتفات، إضافة إلى الحرب العسكرية التي يمارسها «داعش» إلى حربه الإلكترونية والإعلامية التي لا تقل خطورة.
ولفت إلى أنّ وسائل الإعلام المحلية لا تضع أسوأ السيناريوهات؛ لأننا ننتظر الحدث حتى وقوعه، في حين يتوجب في مواجهة «داعش» في عصرنا هذا، أن تكون لدينا توقعات وسيناريوهات مرسومة ومعدة سلفاً، وأن نتخذ خطوات أمنية استباقية لحماية المواقع الإلكترونية للمنشآت المحلية، وأن يكون لدينا ما يكفي من الاحتياطات الأمنية.
وشدد على أنّ «داعش» منظمة إرهابية نتوقع منها الأسوأ دائماً إلى أن تزول ولا ريب بأنها ستزول في المستقبل، وإنّ مثل هذه المنظمات لن تستمر طويلاً ومن المؤسف حقاً أن يكون التحرك ضدها بطيئاً وخجولاً، إنّ لديهم إعلاماً كبيراً وقوياً وبتقنيات متطورة، فيما لا يزال للأسف إعلامنا العربي غير قادر على القيام بإعلام مضاد.
كادر 3
منى بوسمرة : الضربات الجوية أوجعتهم
قالت منى بوسمرة، مديرة نادي دبي للصحافة ونائب رئيس جمعية الصحفيين، ما حدث من تصرف «داعش» في قرصنتها لموقع جريدة الاتحاد ليس سوى ردة فعل للضربات التي أوجعتهم في مواقعهم الحقيقية، فاستخدموا حربهم الإلكترونية في محاولة لاقتحام المواقع الإلكترونية لدولة الإمارات التي تنبذ الفكر «الداعشي».
وأعتقد أن قرصنة «داعش» هي ضد الحرية، وتكشف مؤامراتهم، ولن يوقف الإمارات عن محاربتها للإرهاب، وسيزيد من إصرارها ولن يثني الإعلام الإماراتي عن التصدي لأعداء الدين، ولن يمنعه من مواصلة رسالته الوطنية الحضارية والإنسانية ضد أعداء الدين.
كادر 2
محمد يوسف: الإعلام الإماراتي يسير
على نهج رسمه لنفسه
أبوظبي (الاتحاد)
قال محمد يوسف، رئيس جمعية الصحافيين: إن المتطرفين اسقطوا كل الاعتبارات الدينية، هؤلاء لا يقيمون أيّ اعتبار لقيم التسامح والاعتدال الإنسانية، فأنت ضدهم طالما لم تلتزم بهم وتنضم إليهم، ويعملون ضمن أجندتهم الخاصة فهم ليسوا أصحاب مذهب ديني، وعندما يقومون باختراق صحيفة الاتحاد، وقناة أبوظبي وقبلها مواقع إعلامية أخرى، فهذا ليس عملًا خارقاً وبإمكان الأطفال أن يقوموا به وحتى «الهاكرز» الذين يتخذون القرصنة أسلوب حياة لا يقومون بمثل هذا الأسلوب الفج والحقير.
وأضاف: «الهاكرز» لديهم قواعد وحياء، وهؤلاء ليس لديهم قواعد للتعامل مع الآخرين، هم لديهم قناعتهم بأنهم على حق، ومثلهم كذلك الإخوان، وغيرهم من الفئات الضالة، ونحن نعتقد أن ما قاموا به أول أمس يزيدنا قوة وإصراراً وعزيمة وثباتاً على مواقفنا في محاربتهم دون هوادة.
وأكد أنّ صحيفة الاتحاد وقناة أبوظبي وكل إعلام دولة الإمارات ينتمي إلى إعلام وطني حر، ينتمي إلى منظومة دولة الإمارات ويسير على خط وخطوات الإمارات، والكل التزم بهذا الانتماء الوطني الحر، وهذا ما أوصلنا إلى تبوء المركز الأول في كل شيء، لا سيما الحياة الكريمة للمواطن واحترام إنسانيته وحقه في التعبير والعيش الكريم. وشدد على أنّ الإعلام الإماراتي يسير على النهج الذي رسمه لنفسه ولم يرسمه له الغرباء. وإن كنا كإعلام نواجه هؤلاء المتطرفين، فعلينا أن نواجههم بحزم وثقة لأنهم أساؤوا للإسلام دين المحبة والتسامح والتعددية، وللعرب ولنا وللبشرية جمعاء. فعندما يقوم التنظيم الإرهابي «داعش» بقطع رقاب الأبرياء لأنهم لم يدفعوا فدية، فإنّ هذا ليس عملًا إنسانياً أو ودينياً، إنهم ليسوا أصحاب قضية، بل هم فئة مدفوعة.
كادر/ 1
حبيب الصايغ: الإمارات هي النموذج
الذي يجسد الحرية
أبوظبي (الاتحاد)
قال حبيب الصايغ، مستشار دار الخليج، رئيس التحرير المسؤول: «القصد من خطوة اختراق (داعش) لموقع صحيفة (الاتحاد) هو الإعلام الإماراتي، ومن اقتحم الموقع وعمل القرصنة لموقع الصحيفة هو شخص سقيم وتافه، ويشير ذلك إلى قهرهم وحقدهم على دولة الإمارات والإعلام الإماراتي، هناك إرهاب (داعشي) تقليدي على الأرض ويتجلى في عصابة (داعش)، ولهذه العصابة المارقة إعلامها وثمة إعلام إرهاب كبير في الوطن العربي والعالم، وله وجود حتى في بلاد تحارب الإرهاب بالظاهر». وأضاف: «توجد قنوات مشبوهة في الخليج العربي، وجمهورية مصر الشقيقة، ولبنان، ولندن، والغرب، جميعها تخدم (داعش) وتحرض على القتل، فعلى سبيل المثال حرق الشهيد معاذ الكساسبة وتصويره فيه شيء من الإعلام، فـ(داعش) تمتلك إعلاماً أيضاً، والتيارات الإسلامية التي ساندت (داعش) وإعلامها يوجد في بلاد تحاربها، وعلى سبيل المثال قنوات مثل: وصال وأهل البيت وفداك، وغيرها من القنوات الإسلامية، كلها (داعش)، ولولا وجودها لكان الإرهاب أقل مما هو عليه الآن». وأوضح أن قرصنة «داعش» على موقع صحيفة الاتحاد وقناة أبوظبي ليست بالأمر الغريب، فـ«الاتحاد» حين اختارت خطها الوطني الإنساني كانت تعي تماماً أنّ «داعش» تنظيم إرهابي حقيقي، يقوم بأعمال تستوجب محاربتها كعصابة، لافتاً إلى ضرورة التعامل معها ليس كند وإنما لكونها عصابة. وشدد على أنّ محاولة النيل من صحيفة الاتحاد وقناة أبوظبي إنما هي محاولة التصدي، ونبذ نهج الإمارات بوصفها دولة حرة ومتقدمة. وأكد أنّ الإمارات هي النموذج الذي يجسد الحرية، كما لم تشهد أي دولة عربية، ففيها تعقد المؤتمرات العديدة وتصدر التأشيرات خلال 24 ساعة.
المصدر: الإتحاد.نت