أكد محمد العبار رئيس مجلس إدارة شركة “إعمار العقارية”، أن إعمار مستعدة لبناء برج خليفة 2 ليكون أطول برج في العالم في حال تم كسر الرقم القياسي للبرج الحالي، وقال العبار في الجلسة الثانية للمنتدى العالمي الأفريقي للأعمال 2013 بعنوان “كسر الحواجز وربط الأعمال”: نعم سنبني برج خليفة 2 كأطول برج في العالم ودبي كمدينة هي أطول وأحدث مدينة في العالم.
مضيفا أن إعمار خسرت 1.2 مليار دولار في السوق الأميركية، ومعتبرا الاستثمار في تلك السوق من أكبر الأخطاء الاستثمارية للشركة، وأن الفساد ظاهرة بشرية يجب ألا تلصق فقط بأفريقيا، وأن إعمار تدرس الاستثمار في الأسواق النيجيرية والانغولية والغانية والاوغندية نظرا لكبر حجم أسواقها، لافتا إلى أن إعمار لديها مشاريع جديدة كل أسبوع.
وهناك طلب قوي على مشاريعها، متوقعا استمرار ارتفاع الطلب في المرحلة المقبلة على العقارات في دبي وتسجيل نمو قوي للأنشطة العقارية والإيرادات المتكررة للشركة، مؤكدا أن اعمار اعتمدت أحدث البرامج لمراقبة حركة المضاربة في السوق المحلي للحد من هذه الظاهرة، وأنها تنتهج سياسة محافظة في مشاريعها وتقدم أسعارا مدروسة لعقاراتها.
بوصلة الاستثمار
أشار العبار إلى ان شركة إعمار المدرجة في أسواق المال تنظر إلى الوقت كعنصر رئيسي، إذ لديها برنامج إفصاح كل ربع من العام وفي نهاية كل سنة مالية. وهو ما يجعلها تفكر بطريقة مختلفة عند البحث عن فرص جديدة في الأسواق الخارجية، وأهمها حجم السوق الذي قد تستهدفه، إذ يجب ان يكون سوقا كبيرا.
وقال: نحن ندرس كلاً من السوق النيجيري والانغولي والغاني والاوغندي لكبر حجمها، ولا نزال نراقب أسواقاً عديدة من ضمن حوالي 50 دولة افريقية.
ولفت العبار إلى ان طيران الإمارات افتتحت خطوطاً هناك بهدف تشجيع حركات الاستثمار في كلا الاتجاهين.
نتائج 2012
أكد محمد العبار ان نتائج السنة المالية 2012 لإعمار وغيرها من الشركات الكبيرة كانت مبشرة بعد ان عانى العالم من 4 سنوات صعبة من عمر أزمة الاقتصاد العالمي، وأشار إلى ان إعمار لديها مشاريع جديدة كل أسبوع تقريبا، تتوزع ما بين شريحة المشاريع الموجهة للطبقات المتوسطة والفاخرة.
وأن هناك طلبا قويا على مشاريعها التي طرحت خلال الفترة القليلة الماضية، متوقعا ان يستمر الطلب بهذه المعدلات في المرحلة المقبلة. وأن تسجل إعمار نموا قويا للأنشطة العقارية وزيادة في الإيرادات المتكررة أيضا.
وأضاف العبار: نشهد قوة في الطلب على المنازل في دبي، ونحن نعتمد حاليا أحدث البرامج التقنية لمراقبة حركة المضاربة في السوق المحلي، إذ نمنع أي مشتر للعقار من التصرف به قبل 30 يوماً على الأقل، وذلك للحد من ظاهرة المضاربة التي شهدناها في المراحل السابقة.
ونوه إلى أن وجود نظام مصرفي ومراقبة داخلية قويين سيحدان من هذه الظاهرة إلى الحد الادنى، إلا أنه من الصعب القضاء عليها نهائيا، إذ قد يلجأ البعض إلى التحايل على الضوابط الموجودة، وهو ما حدث ويحدث في دبي وأميركا وفرنسا بالرغم من وضع البنوك لشروط ودفعات عالية قبل التسليم.
أسعار مدروسة
شدد العبار على أن إعمار تنتهج سياسة محافظة في مشاريعها، وتقدم أسعارا مدروسة لبيع عقاراتها، وأن فريق إدارتها استطاع الحفاظ على موازنة وسيولة حتى في أصعب الظروف.
وأن الشيء الآخر هو عدم أخذ زمام المغامرة في العقارات إلى خط النهاية عبر طرح مشاريع كثيرة وكبيرة زمن الطفرة والرخاء، ولعل تجربة الاستثمارات في سنغافورة والولايات المتحدة الأميركية كانت من اكبر الاخطاء الاستثمارية، إذ لم يعد يوجد سبل لتحقيق أرباح فيها، إلا أن التنوع والتواجد في أكثر من سوق عالمي سمح لإعمار بالحفاظ على نشاطها وقت الأزمة السابقة، إلى جانب امتلاك فريق عمل متخصص ومخلص على الأرض.
تعقيدات محاسبية
أوضح العبار أن أعمال الشركة العقارية ستشهد نموا كبيرا في مبيعاتها خلال المرحلة المقبلة، إذ إن نسب المبيعات والإيرادات التي تحققت خلال الأشهر مرتفعة ومزدهرة، إلا ان وجود تعقيدات محاسبية في نموذج عمل الشركات العقارية لا يسمح بإدخال أي دفعات محققة إلا بعد تسليم مفاتيح المشروع للمشتري النهائي، وفقا للمعايير المحاسبية الدولية المعمول بها.
برج خليفة 2
أوضح محمد العبار أن التقنيات الحديثة تسمح لمدينة دبي ببناء برج خليفة 2 كأطول برج في العالم، وأن دبي كمدينة هي أطول وأحدث مدينة في المنطقة والعالم.
وقال: لطالما سألت صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عن سبب تحديده نسبة 10% من رؤيته لمدينة دبي العمرانية، فكان سموه يجيبه: إن عمر مدينة دبي لم يتجاوز 30 سنة بينما مدن مثل باريس ولندن عمرها مئات السنين، لذا فإن ما تحقق من دبي هو مجرد البداية.
وأضاف العبار أن دبي هي أطول مدينة وحاضنة إقليمية فريدة في المنطقة إلى الآن ترفد 300 مليون نسمة، مقارنة بأوروبا التي لديها عدد كبير من الحاضنات والمراكز الاقتصادية والحيوية كلندن وباريس وروما وجنيف وفرانكفورت وبرشلونة وغيرها.
وقال إنه يجب على مدن أخرى في المنطقة أن تنهض كبوابات ومرافئ حيوية اقتصادية كأبوظبي والدوحة وبيروت والقاهرة وغيرها لنحقق التوازن والتناغم على مستوى المنطقة لتصبح مجتمعة بوابة إفريقيا والشرق الأوسط والعالم.
وأشار إلى أن فريقاً من مهندسي ومصممي إعمار هم من تولوا تنفيذ تصميم أطول برج في جدة “برج المملكة” لصالح الامير الوليد بن طلال، وأنه تم تسليمه عند تلك النقطة.
وأضاف العبار: أعتقد أن تحقيق رقم قياسي لأطول مبنى في العالم أمر بالغ الأهمية تجاريا، وأن التقنيات تطورت بحيث تسمح بتحقيق أرقام قياسية جديدة إلا ان المهم أيضا هو كيفية تحقيق ربحية من تلك المباني.
عوائق الاستثمار
أكد محمد العبار أن تضخيم البعض لعوائق الاستثمار في القارة الإفريقية أمر غير مبرر، ضارباً مثلاً بأن الفساد الاقتصادي جزء من الطبيعة الانسانية وليس حكرا على دولة دون سواها أو قارة غنية أو أخرى فقيرة.
ولفت إلى ان بيئة الأعمال في الشرق الأوسط وأفريقيا تعاني إلى حد ما من الفساد، إلا أن هذا لا يعني أنها حكر عليها، فالفساد يوجد وإن بمستويات متباينة في أكثر الدول المتقدمة إلى أكثرها فقرا، وإن تعميم الاحكام على قارة بكاملها لن يخدم أي جهة ترغب في الاستثمار في أفريقيا أو غيرها، إذ ان حقيقة الاستثمار قائمة على افتراض وجود نسب من المخاطر فيها.
وقال: لقد استثمرت في كل أنحاء العالم، ونفذنا مشاريع في دبي وخسرنا في بعضها، واستثمرنا في الولايات المتحدة الأميركية وخسرنا 1.2 مليار دولار هناك، والسؤال الذي يجب ان نواجهه دائماً، هل نحن قادرون على قياس حجم المخاطر، وهل نستطيع التعامل مع ارتفاع أو انخفاض هذه النسب من المخاطر. وهل نزلنا إلى تلك الدول والتقينا بأهلها وتعرفنا على واقعهم.
وقد زرت شخصياً معظم دول القارة الإفريقية للتعرف على تفاصيل الصورة هناك عن كثب وبدون مغالاة، ورأيت بأم عيني الفرص الهائلة الموجودة على الأرض هناك، أما الحديث عن الفساد فهو واقع يجب أن نأخذه بحجمه الطبيعي، فالفساد موجود في باريس ولندن ونيويورك وبومباي، لذا يجب ان ننصف أفريقيا من هذه التهم الجاهزة.
فرص نمو هائلة
قال العبار: لقد رأيت بأم عيني حقيقة واحدة خلال زياراتي المتكررة للدول الإفريقية وهي أن فرص نمو التي تمتلكها هائلة على امتداد السنوات المقبلة، بل يمكنك رؤية ذلك عبر وجوه المارة والشوارع التي تجوبها، ويمكنك رؤية ذلك أيضا في الحالة الصحية للموازنات العامة لتلك الدول، في الوقت الذي تعاني دول أخرى من ارتفاع ديونها العامة، أضف إلى ذلك أن القارة الإفريقية تتمتع بروح تضامنية عالية، لاسيما خلال الأحداث الأخيرة في مالي وغيرها.
وقال: هناك 3 مليارات نسمة يعيشون في القارة الآسيوية وهو أمر سيشكل ضغطا على النمو الحاصل فيها، والامور لا تزال غير واضحة في أوروبا وأميركا الشمالية، فيما تتضح الصورة أكثر في إفريقيا التي يبلغ متوسط نمو دولها أكثر من 5% سنويا، وهو ما يشير إلى أن المستقبل والنمو الاقتصاديين سيكونان في تلك القارة.
المصدر: البيان