أفاد مساعد المدير العام للشؤون العلمية والتقنية في مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة (إياست)، سالم المري، بأن المؤسسة تعمل على تطوير المختبرات والغرف النظيفة لبناء القمر الاصطناعي «خليفة ـــ سات»، التي سينتهي العمل فيها مع بداية العام المقبل، وستجرى فيها كل الاختبارات للقمر الاصطناعي، قبل إطلاقه إلى الفضاء.
وأوضح أن المختبرات ستكون مجهزة للعمل على تطوير مشروعات فضائية عدة في الوقت ذاته، واختبارها كلياً قبل إطلاقها إلى الفضاء، مضيفاً أن «خليفة ـــ سات» سيكون أول قمر اصطناعي يبنى في الدولة، بعد الانتهاء من تصميم هيكليه الهندسي والميكانيكي في كوريا الجنوبية.
وقال المري، لـ«الإمارات اليوم»، إن المؤسسة بدأت في عمل مخططات المختبرات والغرف النظيفة، التي سيبنى فيها القمر الاصطناعي ، موضحاً أن المختبرات ستقام فيها فحوص مختلفة، لمعرفة ما إذا كان القمر الاصطناعي سيحتمل التغييرات في الفضاء بعد إطلاقه.
وكانت «إياست» أعلنت عن مشروع «خليفة ـــ سات»، أبريل الماضي، ليكون أول قمر اصطناعي مصنع بالكامل بأيادٍ إماراتية، وسيبدأ 45 مهندساً إماراتياً في العمل على القمر الاصطناعي في مختبرات كوريا الجنوبية، إلى حين الانتهاء من المختبرات في الدولة، ثم يتم استكمال العمل في الإمارات.
وأضاف المري أن المختبرات ـــ وهي الأولى من نوعها على مستوى المنطقة ـــ ستكون عبارة عن غرف ضخمة، تتحكم في نسب الرطوبة ودرجات الحرارة، ونسب الشوائب في الغرفة، لصناعة وتركيب الأقمار، إضافة إلى عمل الفحوص اللازمة لأجزاء القمر الاصطناعي، وهيكله قبل إطلاقه إلى الفضاء.
وأوضح أن الاختبارات ستتضمن فحوصاً حرارية للقمر، إذ سيتم إدخال القمر الاصطناعي في فرن حراري ضخم، لاختبار مدى تحمله للتغييرات التي ستطرأ عليه في الفضاء الخارجي، مفيداً بأن القمر سيدور حول الأرض دورة كاملة، ويبقى في موقعه بين الشمس والأرض لمدة تصل إلى 55 دقيقة في درجة حرارة تتعدى الـ50 درجة، ثم سيتغير موقعه ليكون خلف الأرض، وستنخفض درجات الحرارة لأقل من 50 درجة تحت الصفر، موضحاً «يجب التأكد من أن أجزاء القمر ستتحمل الارتفاع والانخفاض الشديدين لدرجات الحرارة، في كل دورة يقوم بها القمر حول الأرض.
وتابع أن «خليفة ـــ سات» سيدور نحو 14 مرة حول الأرض يومياً، وتستغرق كل دورة 90 دقيقة، وسيبقى في الفضاء الخارجي خمس سنوات، ليعمل على تصوير الأرض على بعد 600 كيلومتر من سطح الأرض، ويجب أن يتحمل الظروف الخارجية في الفضاء.
وذكر المري أن القمر الاصطناعي يمر بأجواء صعبة خلال فترة الإطلاق التي تستغرق 15 دقيقة، مضيفاً أنه يتعرض لصدمة واهتزازات شديدة، لحظة انفصاله عن الصاروخ الذي يحمله من القاعدة الأرضية، وقد تتعرض الألواح الشمسية أو العدسات للكسر، وقد تؤثر في أدائه العام، واختبارات قياس قدرة القمر على التحمل تعتمد على نوعية الصاروخ وبلد المنشأ، موضحاً أن القمر يمر بـ15 اختباراً، لقياس قدرته على تحمل الصدمات الخارجية عند الإطلاق.
وقال إنه من المتوقع الانتهاء من العمل في المختبرات بحلول 2015، موضحاً أن المختبرات ستكون مهيأة لاستخدامها للمشروعات الفضائية المستقبلية للمؤسسة، بعد الانتهاء من «خليفة ـــ سات» لمدة لا تقل عن 20 عاماً. وأضاف أن فريق المهندسين الإماراتيين يعملون حالياً في كوريا الجنوبية، على بناء وتصميم مجسمين هندسي وميكانيكي، لدراسة مدى نجاح التصميمين مع جميع الاختبارات، والظروف التي ستحيط بالقمر، وبعد الانتهاء من التصميمين سيدخل القمر حيز التركيب، مع بداية 2015، لإجراء الاختبارات النهائية ثم إطلاقه في 2017.
نقل المعرفة
قال مساعد المدير العام للشؤون العلمية والتقنية في مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة (إياست)، سالم المري، إن «إياست» تعمل بنهج ثلاثي، حيث كانت تعتمد أولاً على نقل المعرفة، إذ إن 12 إماراتياً بدأوا العمل مع الفريق الكوري لبناء القمر الاصطناعي «دبي ـــ سات 1»، ثم وصل عدد المهندسين إلى 30 مهندساً إماراتياً مع الفريق الكوري، للعمل على القمر الاصطناعي «دبي ـــ سات 2»، الذي عمل المهندسون الإماراتيون على بناء 70% منه بالشراكة مع المهندسين الكوريين، وأطلق في 2013، لافتاً إلى أن عدد المهندسين وصل إلى 54 مهندساً، وهو العدد الذي سيعمل على بناء القمر الاصطناعي «خليفة ـــ سات» ليكون مصنعاً بأيادٍ إماراتية 100%.
المصدر: الإمارات اليوم