أكد مسؤول أميركي أن وزيري الخارجية جون كيري والروسي سيرجي لافروف لم يحققا أي تقدم أمس، في محادثاتهما بشأن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في حلب بعد عقدهما اجتماعين غير رسميين في هامبورج على هامش الجمعية السنوية للأعضاء الـ57 في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وبعد اللقاء الثاني مع لافروف، أكد كيري الذي غادر إلى باريس للمشاركة في اجتماع تنظمه فرنسا لوزراء الدول المتماثلة في المواقف من الأزمة السورية غداً السبت، أن الأمل يحدوه في التوصل لاتفاق مع روسيا بشأن مدينة حلب بانتظار «إفادة معينة ومعلومات»، موضحاً أنه «ليس واثقاً» من إحراز تقدم. من جهته، أعلن لافروف أنه تم الاتفاق مع كيري لعقد اجتماع لخبراء عسكريين من البلدين في جنيف غداً السبت، لبحث وضع حلب، مشيراً إلى أن «العمليات العسكرية النشطة» للجيش السوري قد توقفت بالمدينة. لكن يان إيجلاند مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أكد أمس، أن الولايات المتحدة وروسيا «أبعد ما يكونا» عن الاتفاق على شروط عمليات الإجلاء من المناطق المحاصرة شرق مدينة حلب.
بالتوازي، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم أمس، إن أنقرة تجري محادثات مكثفة مع روسيا لإعلان وقف لإطلاق النار في حلب والسماح للمساعدات الإنسانية بدخول المدينة، مشيراً إلى اتصالات يجريها الرئيس رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء بن علي يلدريم، واتهم نظام الرئيس الأسد بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في المدينة ورفض كل العروض للتوصل لحل. وفي وقت سابق أمس، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه تم إجلاء نحو 150 مدنياً معظمهم من المعاقين أو ممن يحتاجون رعاية طبية عاجلة من مستشفى في المدينة القديمة الليلة قبل الماضية، في أول عملية إجلاء طبي كبيرة من القطاع الشرقي لحلب. وفيما جددت الأمم المتحدة دعوتها لوقف فوري للقتال في حلب حيث ينتظر مئات من الأطفال المرضى والمصابين إجلاءهم من مناطق المعارك، أطلقت منظمة «الخوذ البيضاء»، للدفاع المدني التي تعمل في الأحياء الشرقية، نداء إلى المنظمات الدولية لحماية متطوعيها وتوفير ممر آمن لهم أمام تقدم قوات النظام في المدينة.
وفي وقت سابق أمس، نسبت وكالة «انترفاكس» للأنباء إلى سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسية قوله «في الأيام القليلة الماضية حدث تبادل مكثف للوثائق بشأن الوضع في حلب… نقترب من الوصول إلى تفاهم لكن أريد أن أحذر من رفع سقف التوقعات». وبعد لقاءين مع لافروف في مدينة هامبورج الألمانية، أعلن كيري أمس، إنه «ليس واثقاً لكن متفائل» بالتوصل لاتفاق لكن ما زال ينتظر «إفادة معينة ومعلومات» من روسيا. وذكر مسؤول أميركي قبل مغادرة كيري هامبورج إلى باريس أمس، أن «لم يحصل تقدم حول مسألة حلب». وبحسب المسؤول، فإن كيري قال للصحافة الروسية إن الجهود ستتواصل رغم ذلك. وكان الوزيران التقيا مساء أمس الأول بهذه المدينة من دون التمكن من إحراز تقدم فعلي حول اقتراح وقف المعارك وخروج مسلحي المعارضة من حلب. وبحلول مساء أمس، أبلغ لافروف في هامبورج نفسها، إن العملية العسكرية في مدينة حلب توقفت من أجل إدخال المساعدات الإنسانية وإخراج المدنيين. وقال لافروف «روسيا ضد استخدام المعايير المزدوجة في تقييم الضربات العسكرية على الإرهابيين في سوريا والعراق». وأشار إلى أن الدول الغربية تحاول «تسييس» عملية إدخال المساعدات الإنسانية إلى حلب.
أما تقييم الأمم المتحدة بشأن احتمال إبرام اتفاق لإجلاء المدنيين من المناطق المحاصرة شرق حلب والمساعدة في تسليم المساعدات، فقد كان قاتماً.
وقال مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سورية إن الولايات المتحدة وروسيا أبعد ما تكونا عن الاتفاق على شروط عمليات الإجلاء من شرق حلب. وذكر أن مفاوضات استمرت 5 أشهر بشأن خطط الإغاثة فشلت ولم تتمخض عن شيء، مشدداً على ضرورة أن تتفق الولايات المتحدة وروسيا على عمليات الإجلاء من القطاع المحاصر الذي يقول مبعوث الأمم المتحدة إن أكثر من 100 ألف مدني ربما لا يزالون يعيشون فيه.
وتمكن الصليب الأحمر الليلة قبل الماضية من إجلاء نحو 150 مدنيا معظمهم من المعوقين أو ممن يحتاجون لرعاية طبية عاجلة من مستشفى بحلب القديمة في أول عملية إجلاء كبيرة من القطاع الشرقي من المدينة. وذكرت كريستا أرمسترونج المتحدثة باسم اللجنة الدولية أنهم حوصروا لعدة أيام بسبب اندلاع قتال قربهم ومع اقتراب خط المواجهة منهم ولم يكن معهم سوى 5 من العاملين في الصليب الأحمر لرعايتهم. وقالت أرمسترونج إنه تم أيضاً إجلاء 6 أطفال عثر عليهم بمفردهم في شوارع قريبة تتراوح أعمارهم بين 7 أشهر و7 سنوات. وتابعت «قال الكبار منهم إنهم لم يتناولوا طعاماً منذ يومين». ودعا الصليب الأحمر كل الأطراف المتحاربة إلى السماح بهدنة إنسانية مضيفاً أن الوضع في شرق حلب «كارثي كما هو معروف». بدوره، أعلن توفيق شماع مندوب اتحاد المنظمات الطبية الإغاثية السورية أمس، أن 1500 شخص يحتاجون للإجلاء الطبي من شرق حلب. وأضاف في جنيف أنه ينبغي نشر مراقبين دوليين للإشراف على عمليات الإجلاء لمنع «إعدامهم أو تحويل مسارهم في الطريق إلى المستشفى».
وكان إيجلاند، قال خلال مؤتمر صحفي بجنيف «يجب أن تكون هناك هدنة» في حلب، مضيفاً «في الوقت الحالي.. الذين يحاولون الفرار يجدون أنفسهم في مرمى تبادل النار والتفجيرات وقد يشكلون أهدافاً لقناصة معزولين». وتابع أن «مئات الأطفال والمرضى والجرحى… يجب أن يخرجوا» من الأحياء الشرقية لحلب، قائلاً إن «مجموعة العمل تبلغت خلال اجتماع بجنيف، أنه يجب إجلاء بين 100 و500 طفل بسبب وضعهم الصحي».
المصدر: الاتحاد