عبد الله الشمري كاتب و باحث سعودي متخصص في الشؤون التركية
احتفلت ايران في بداية شهر فبراير الماضي بالذكرى الرابعة والثلاثين لنجاح الثورة الإسلامية (10 فبراير 1979م) وسط أوضاع اجتماعية متأزمة واقتصادية صعبة جدا بسبب تأثير العقوبات السياسية والاقتصادية الدولية المفروضة على النظام الايراني بسبب البرنامج النووي المثير للجدل، كما جاءت هذه الذكرى وسط بيئة اقليمية مضطربة وخاصة بعد التورط الايراني المباشر في الاحداث في سوريا والذي تحول من صراع داخلي متصاعد بين النظام السوري ، والشعب السوري الاعزل الى صراع إقليمي، كما ان تفجر المظاهرات في العراق ورفع شعار رفض التدخل الايراني واستمرار توتر العلاقات مع دول الخليج العربي بسبب سياسات ايران العدائية والتهديد بغلق مضيق هرمز وتوتر العلاقات مع تركيا يؤكد عدوانية النظام الايراني .
كانت ايران المستفيد الابرز من تداعيات احداث سبتمبر 2001م ثم الغزو الأمريكي لأفغانستان 2001م والذي قضى على عدوها الشرس «حركة طالبان « ثم الغزو الامريكي للعراق وسقوط عدوها اللدود الرئيس العراقي صدام حسين في 9 ابريل 2003م ثم اعدامه في 30 ديسمبر 2006م ، و تشكيل حكومة ذات طابع مذهبي في العراق ،وتزايد النفوذ الإيراني في العراق ،ولم يكن سرا وجود التعاون الامريكي الايراني وتقديم إيران الكثير من العون للأمريكيين رغم محاولة الطرفين اخفاء هذا التعاون ..
ومنذ الانتخابات الاخيرة في يونيو 2009م ،عاشت ايران حالة من عدم الاستقرار السياسي وصل لحد التشكيك بشرعية الرئيس الحالي احمدي نجاد ،وخاصة بعد اعلان كل من الرئيس احمدي نجاد ومنافسه مير حسين موسوي الفوز بنتائجها وتشكيك المعارضة بنتائجها وقيام احتجاجات واسعة تم قمعها بقوة من الحرس الثوري ويظل الوضع الداخلي متشنجا .ثم فرض الإقامة الجبرية على موسوي وتخوينه وهو الذي يعتبر بطلا قوميا ورئيس وزراء سابق (1981م-1989م )
وجاءت احداث الربيع العربي لتثبت نفاق وازدواجية المعايير الايرانية فمن خلال تحليل مكاسب وخسائر ايران يمكن الوصول الى نتيجة ملخصها ان الأحداث في المنطقة العربية ستجعل ايران ابرز الخاسرين، ففي الوقت الذي رحبت فيه ايران بثورات الشعب التونسي والمصري والليبي واليمني، وقفت بكل دموية ضد ثورة الشعب السوري، داعمة نظام بشار الاسد بالمال والسلاح والرجال.
وفيما يتعلق بالعلاقات الامريكية الايرانية بعد مرور 34 عاما على الثورة فيلاحظ انه ومنذ وصول الرئيس اوباما للسلطة في يناير 2008م تحسنت العلاقات كثيرا رغم رفض خامنئي في السادس من فبراير 2013م عرض نائب الرئيس الامريكي بدء محادثات ثنائية ومباشرة حول البرنامج النووي الإيراني.
وتنتظر ايران الانتخابات القادمة ويلاحظ انه ومع بدء موسم حملة الانتخابات الرئاسية وفي منتصف يناير 2013م حذر المرشد الاعلى للثورة الايرانية في مدينة قم قائلا « اعداء ايران في الداخل والخارج ربما يحاولون تقويض الانتخابات القادمة « ولا احد يعرف ما هي السيناريوهات القادمة بعد الانتخابات خاصة وان الرئيس الحالي لن يتمكن من خوض الانتخابات، فحسب المادة 114 من الدستور ( لا يجوز انتخاب الرئيس لأكثر من دورتين ) ويبقى ابرز مرشحي المحافظين والذين يحظون بدعم المرشد الاعلى الاوفر حظا للوصول للرئاسة وخاصة ،على لاريجاني، وسعيد جليلي ،وعلى اكبر ولايتي وهو وزير خارجية سابق لمدة 16 عاما ومحسن رضائي وهو من قادة الحرس الثوري السابقين والأمين العام لمجلس تشخيص مصلحة النظام واخيرا غلام على حداد عادل (وزير سابق ورئيس برلمان سابق (2004- 2008م)..والأكيد ان الانتخابات القادمة ستكون محل انظار العالم.
المصدر: صحيفة اليوم