ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي
أدعو ربي ألا يصاب هاتفنا في البيت أو خط الإنترنت بعطل حتى لا أتصل بالرقم (101) وأنتظر الدقائق الطوال لعل وعسى أن يصلني رد شافٍ، كما أنني أتحاشى الكثير من العروض التي تعرضها الشركة، لتبقى علاقتنا سطحية، مجرد دفع الفواتير والسلام (شعور مشترك بين الكثير!).
لكن قدر الله أن يتعطل هاتف البيت الأسبوع الماضي، فتعوذت من إبليس، واخترت أول الصباح الساعة 6:30 «لقلة الضغط» للاتصال بهم، وكان يوم ثلاثاء، وصدق حدسي، فكان الرد سريعاً من الموظف (شريف) الذي كان قمة في الذوق والتعاون، شرحت له المشكلة، فقام بتسجيل الشكوى، وأخبرني بأنه خلال يومين سيتم حلها بإذن الله. شريف لم ينهِ المكالمة، بل قال لي: ألاحظ أنك لاتزال تستقبل الفواتير الورقية، فهل تريد أن تستقبلها عن طريق البريد الإلكتروني؟ فقلت له: خير ونعمة، ففيها حماية للبيئة! وبعد أن أنهى شريف هذا الإجراء الثاني، فاجأني بخدمة أخرى، فقال لي: لديك في برنامج «مزيد» 32 ألف نقطة، أي ما يوازي 320 درهماً، فهل تريد أن أضعها في حسابك؟ فقلت له: ولم لا! وتم الإجراء الأخير، وودعني شريف، وقد لبى كل طلباتي وزيادة، شكراً شريف!
القصة لم تنتهِ هنا، لم تمر ساعة حتى جاءني اتصال من الفني، قائلاً: أنا أمام البيت لإصلاح العطل، فقلت له: توقعت أن تأتوا خلال يومين! فقال لي: المؤشر لدينا إقفال الشكوى خلال ساعتين فقط (إبهار!)، تم إصلاح العطل سريعاً، واتصل بي الفني مرة أخرى ليؤكد ذلك، هل انتهت القصة؟ لا! عند الساعة الواحدة ظهراً جاءني اتصال من قسم الجودة في اتصالات يتأكد من إصلاح العطل، فقلت لهم نعم، ومع جزيل الشكر. فقال لي: قمنا بالاتصال بالبيت، وقد ردت علينا ابنتك هيا، وتأكدنا أيضاً من إصلاحه (أنا في حلم ولا علم!).
استمتع جداً بالكتابة عن التجارب الإيجابية، وأحب الحديث عنها كذلك، ذكرت هذا الموقف لطلبتي في أكاديمية الشرطة، فكان ردهم: أنت محظوظ!
اتصالات تقرأ ما أكتب، فالتي جلبت الحظ لسعيد، تستطيع أن تجلب أجمل الحظ لزيد وعبيد!
المصدر: الإمارات اليوم