تدرس مؤسسة الإمارات للاتصالات «اتصالات» الخروج من السوق السريلانكي خلال العام الجاري، في خطوة تأتي ضمن مراجعات تجريها الشركة لبعض استثماراتها في الأسواق صغيرة الحجم، وذلك بعد خروجها من السودان خلال العام الماضي.
وقال المهندس صالح عبدالله العبدولي الرئيس التنفيذي لمجموعة «اتصالات»، في حوار مع «الاتحاد»، إن «مراجعاتنا لاستثمارات المجموعة الخارجية دائمة ومستمرة، وبناء على هذه المراجعات، فقد خرجنا العام الماضي من السوق السوداني، وخلال العام الجاري قد نخرج من بعض الأسواق التي تعتبر صغيرة جداً، وندرس تحديداً الخروج من سريلانكا»، مؤكداً أن الأسواق الأخرى تحقق نتائج مُرضية حالياً.
أكد العبدولي أن استراتيجية المجموعة خلال 2017، ستنصبّ على التركيز على الأسواق القائمة التي تعمل فيها، ودعمها من خلال خلق نوع من التوافق والانسجام في ما بينها، وبالشكل الذي يسهم في نمو محفظة أعمال «اتصالات» الحالية، ويعزز في الوقت نفسه ريادتها في تلك الأسواق.
ولا يعني ذلك أن فكرة التوسع الجغرافي والاستحواذ على استثمارات جديدة لم تعد مطروحة، وقال العبدولي «تعمل مجموعة اتصالات حالياً في 17 سوقاً في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا، وتواصل المجموعة تطوير عملياتها لتحقيق أفضل نتائج ممكنة في هذه الأسواق، ونحن مستعدون لأي فرص ملائمة للاستثمار في أسواق جديدة»، مؤكداً «نحن في الواقع نواصل مراقبة ودراسة أي فرص استثمارية ملائمة واقتناصها».
وأشار الرئيس التنفيذي لـ«مجموعة اتصالات» إلى أن تأثير التحديات الاقتصادية العالمية على قطاع الاتصالات كان محدوداً، ويمكن التدليل على ذلك من خلال النمو المتواصل الذي يسجله هذا القطاع، خصوصاً إذا ما تمت مقارنته مع غيره من القطاعات الأخرى الأكثر تأثراً بهذه التحديات.
وحول ظروف سوق الاتصالات المحلي في دولة الإمارات، أوضح العبدولي أن هذا السوق يسجل نمواً، لكنه وصل إلى مرحلة من التشبع. وأضاف «ما نعمل عليه الآن هو خلق مجالات جديدة داخل السوق، لدينا خدمات مثل خدمة الاتصال الآلي بين الأجهزة (M2M) وخدمات البيانات، ومراكز البيانات، وإنترنت الأشياء، ولدينا كذلك خدمات وتطبيقات نوفرها لقطاعات مهمة مثل التعليم والصحة، وكذلك في مجال النقل، لدينا خدمات توفر معلومات لتحسين الحركة المرورية على الطرق، وإجمالاً نحن نعمل على إيجاد مجالات جديدة داخل السوق، ونعتقد أنها الطريقة الأفضل للتعامل مع الأسواق حالياً».
وفيما يخص رؤيته للمنافسة في سوق الاتصالات المحلي بالدولة، وانعكاسات المنافسة على السوق، قال العبدولي «المنافسة داخل الدولة قوية، وقوية جداً.. عدد الخدمات المطروحة أصبح كبيراً، سواء من (اتصالات) أو الشركة المنافسة، لكن أداء (اتصالات) يعتبر قوياً رغم ذلك».
كما تطرق العبدولي إلى شبكة الألياف الضوئية، موضحاً أنها أصبحت تغطي أكثر من 92% من المناطق المأهولة بالسكان، مؤكداً أنها مهمة جداً لكل القطاعات وليس قطاع الاتصالات فقط، مثل البنوك، والتعليم، والصحة، مضيفاً: «.. ولدينا اليوم ربط بين أغلب المدارس بناءً على مشروع لوزارة التربية والتعليم سيتم إنجازه قريباً، بالتعاون مع (اتصالات)».
السوق الهندي
وفيما يخص آخر التطورات الخاصة باستثمارات المجموعة في السوق الهندي، أعرب العبدولي عن أمله في قيام الحكومة الهندية باتخاذ خطوات جدية وسريعة لتقديم حلول لمشكلة إلغاء رخصة «اتصالات» في السوق الهندي قبل أكثر من 6 سنوات، خصوصاً في ظل التطورات الكبيرة التي تشهدها العلاقات الاستراتيجية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الهندية.
وقال: «حتى الآن لم يتم التوصل إلى حل، المشكلة ما زالت عالقة، لكن لدينا آمال كبيرة في التوصل إلى حلول لها في وقت قريب»، مضيفاً «شاركنا منذ أيام في ملتقى رجال الأعمال الإماراتيين والهنود العاملين في أسواق الإمارات الذي عُقد في نيودلهي، وطرحنا المشكلة وأبعادها على ممثلي الجهات المعنية في الهند، وأوضحنا موقفنا في هذا الجانب ونأمل في تطورات إيجابية في هذا الموضوع».
وكانت الحكومة الهندية قد ألغت 38 رخصة في نهاية عام 2010، بينها رخصة أسهمت فيها «اتصالات» بنحو 900 مليون دولار، بزعم عدم وفاء الشركاء والمساهمين باشتراطات مد الشبكات. وأكد العبدولي أن التوصل إلى حل لهذا الموضوع سيسهم في تشجيع المستثمرين من رجال المال والأعمال الإماراتيين على الدخول في استثمارات جديدة في السوق الهندي، وهو ما كان واضحاً من الآراء التي طرحها رجال الأعمال والمستثمرين المشاركين في الملتقى.
وفي المقابل، سيسهم استمرار المشكلة وعدم التوصل إلى حل لها في عدم تشجيع الكثير من المستثمرين على البدء في استثمارات جديدة في السوق الهندي أو حتى تعزيز استثماراتهم القائمة. وحول رؤيته للفرص المتاحة حالياً بقطاع الاتصالات في السوق الهندي، أعرب العبدولي عن اعتقاده أن ظروف السوق الهندي أصبحت صعبة حالياً، في ظل وجود عدد كبير من الشركات المشغلة لخدمات الاتصالات.
خطط التوطين
وفيما يخص توجهات «اتصالات» المستقبلية في الاهتمام بالموارد البشرية والعناصر المواطنة، شدد العبدولي على استمرار المجموعة في اهتمامها بتطوير قدرات وكفاءات موظفيها من المواطنين. وقال: «اتصالات» معروفة منذ تأسيسها قبل أكثر من أربعة عقود باهتمامها بالموارد البشرية، خصوصاً العنصر المواطن، كلنا دخلنا «اتصالات»، بدأنا بعد التخرج من خلال برنامج للتدريب والتأهيل الذي يتم من خلاله تثبيت الموظفين في مواقع معينة حسب اختصاصهم، ثم تستمر عملية التدريب والتطوير، واليوم لدينا أكاديمية اتصالات. وأضاف: «هناك حالياً أيضاً اتفاقية مع جامعة خليفة، وكذلك اتفاقية مع جامعة خليفة وبريتش تيليكوم، من خلال مركز نوعي للاختراعات، ولله الحمد هذا المركز يسهم في إيجاد اختراعات مميزة يمكن الاستفادة منها سواء من جانبنا في اتصالات أو من جانب جهات أخرى».
وحول المعدل الحالي للتوطين، أوضح أنه وصل حالياً إلى أكثر من 47%، مشيراً إلى أنه في مؤسسة كبيرة، مثل «اتصالات» يشكل هذا الرقم عدداً مهماً، خصوصاً أن هذه النسبة ترتفع بشكل كبير إذا ما تحدثنا عن الوظائف العليا والإدارية.
وفيما يخص قيام «اتصالات» بإسناد بعض الأعمال إلى شركات مختصة ومدى تأثير ذلك على توظيف المواطنين، أوضح الرئيس التنفيذي لـ«مجموعة اتصالات»، أن أغلب عمليات التعهيد التي تقوم بها «اتصالات» لا تكون في قطاعات مهمة كقطاع الهندسة مثلاً، وإنما تكون في مجالات الصيانة، وتوصيل الخدمات، وسائقي السيارات، وغيرها، خصوصاً أن هذه الوظائف لا تستقطب المواطنين من الأساس.
العبدولي: أسعار خدماتنا «مناسبة» حسب المعايير الدولية
اعتبر صالح العبدولي الرئيس التنفيذي لمجموعة «اتصالات»، أن أسعار الخدمات التي تقدمها الشركة بالسوق المحلي لا تعتبر مرتفعة، مؤكداً أنها «منافسة» مقارنة بمستوى الخدمة التي تعتبر من الأفضل في المنطقة، إن لم تكن الأفضل على الإطلاق، وذلك نتيجة ضخ استثمارات ضخمة للوصول إلى هذا المستوى. وأضاف «من هنا، واستناداً إلى ما تقدم، يمكن القول إن الأسعار جيدة مقارنة بجودة ومستوى وسرعة الخدمات المقدمة، التي لا تعتبر مرتفعة، نظراً لمستوى الخدمات وتكاليفها، وكذلك حسب المعيار الدولي، تعتبر الأسعار مناسبة». وأضاف أن الإمارات تمتلك اليوم شبكة متطورة ذات جودة عالية من الألياف الضوئية، والدولة هي الأولى في العالم التي تتم تغطيتها بهذه الشبكة.
وأضاف أن هذا المبدأ في العمل يختلف تماماً عن تقديم مستويات خدمة متدنية وإهمال الشبكات وتخفيض الأسعار على حساب الخدمات والشبكات، مشيراً إلى أن دولة الإمارات اليوم تضم أحدث الخدمات التكنولوجية في العالم، والتي تعتمد على شبكات الجيل الرابع من الخدمات، فالخدمات اليوم متوافرة في البيوت وخارجها، وفي المدن والمناطق المفتوحة والجبلية والبحرية، وكلها استثمارات ذات جودة عالية.
المصدر: الاتحاد