وقّعت دولة الإمارات العربية المتحدة والاتحاد الأوروبي، في مجلس الاتحاد الأوروبي في بروكسل أمس، اتفاقية ثنائية، يُعفى بموجبها مواطنو الدولة من تأشيرة «شنغن».
وتعد الإمارات بذلك أول دولة عربية تحظى بالإعفاء من تأشيرة الدخول الى دول منطقة (شنغن)، حيث سيكون بإمكان مواطني الدولة، حَمَلة الجوازات الدبلوماسية والخاصة والمهمة والعادية، السفر إلى 34 دولة أوروبية، لقضاء ستة أشهر في كل سنة، على ألا تزيد مدة البقاء على 90 يوماً في الزيارة الواحدة.
ووقع الاتفاقية، من جانب الإمارات، سفير الدولة لدى المملكة البلجيكية ودوقية لوكسمبورغ رئيس بعثة الدولة لدى الاتحاد الأوروبي، سليمان حامد المزروعي، فيما وقعها من الجانب الأوروبي سفيرة جمهورية لاتفيا لدى الاتحاد الأوروبي، إيلزي يوهانسون، التي تتولى بلادها حالياً رئاسة الاتحاد الأوروبي.
وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، أن صدور قرار البرلمان الأوروبي بإعفاء مواطني الإمارات من تأشيرة «شنغن» أمس، يعد إنجازاً كبيراً للدبلوماسية الإماراتية، التي أثبتت أنها نموذج للأداء المتميز، بما تتسم به من حيوية وقدرة على الحركة والتأثير والتخطيط والعمل المتكامل والقدرة على تحقيق المصالح الوطنية العليا في الداخل والخارج.
كما أن القرار الذي صدر أمس، خلال اجتماع البرلمان الأوروبي في مقر مجلس الاتحاد الاوروبي بالعاصمة البلجيكية بروكسل، يعد واحداً من سلسلة النجاحات المتتالية والمتواترة التي تشهدها الدولة في مختلف القطاعات منذ تأسيسها على يد باني نهضتها الحديثة، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، لافتاً سموه إلى أن هذا الإنجاز يشكل اعترافاً من البرلمان الأوروبي بمكانة الإمارات، والنجاحات التي حققتها طوال السنوات الماضية، والتي أصبحت مصدر إلهام للعديد من دول المنطقة.
وهنأ سموه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وأخاه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، وشعب الإمارات بهذه المناسبة. وقال إن هذه ليست المرة الأولى، التي تثبت فيها الدبلوماسية الإماراتية تميزها، حيث كان لها دور مهم ومؤثر في فوز الإمارات باستضافة «مؤتمر الطاقة العالمي 2019»، وفوز دبي باستضافة معرض إكسبو 2020، واستضافة أبوظبي المقر الرئيس للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) عام 2009.
وشدد سموه على أن قرار البرلمان الأوروبي لم يأتِ من فراغ أو يتحقق بسهولة، وإنما تقف وراءه سياسة حكيمة وقيادة رشيدة، عملت بجد على بناء صورتها الناصعة في الخارج، وجعلها عنواناً للحكمة والاعتدال والتعايش والسلام والانفتاح على الجميع، وفي الوقت نفسه رمزاً للإنجاز على المستوى الداخلي، وتركيز الجهد في خدمة المواطن الإماراتي، حتى وصلت الدولة إلى ما وصلت إليه من تقدم جعلها نموذجاً يشار إليه بالبنان، وتجربة تنموية رائدة يسعى كثيرون إلى تقليدها والسير على خطاها.
وأكد سموه أن الإمارات تثبت يوماً بعد الآخر أنها فعلاً وطن السعادة، ومن حق مواطنيها أن يشعروا بالفخر بقيادتهم التي لا تألو جهداً في رعايتهم، سواء في الداخل أو في أي مكان حول العالم، والانتماء العميق إلى هذا الوطن الغالي الذي يوفر لأبنائه الحياة الكريمة التي تتوافق مع أرقى المعايير العالمية ويضعهم دائماً في مقدمة أولويات برامج التنمية الحالية والمستقبلية.
وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان إن القرار ينطوي على مردودات إيجابية عديدة للمواطنين، حيث سيسهل لهم حرية السفر والتنقل في دول الاتحاد الأوروبي، علاوة على أنه سيوفر كثيراً من الوقت والجهد والمال، وينهي الإجراءات الطويلة للحصول على تأشيرة هذه الدول، كما يتيح لأبنائنا الطلاب فرصاً أكبر في التعرف إلى الجامعات الأوروبية عن قرب، واختيار ما يناسبهم منها لاستكمال دراستهم.
ولفت سموه إلى حرص الإمارات على إقامة علاقات فاعلة وعلى أسس قوية مع التجمعات الإقليمية المهمة، وفي مقدمتها الاتحاد الأوروبي، في إطار سياستها الخارجية النشطة التي تعمل على تعزيز الروابط مع مختلف دول العالم، بما يصب في خدمة المصالح الوطنية العليا، ويعزز موقع الدولة وحضورها إقليمياً ودولياً.
ولفت سموه إلى أنه، وفي إطار تعزيز العلاقات الإماراتية الأوروبية، افتتح الاتحاد الأوروبي بعثة دبلوماسية له في أبوظبي، وتم أخيراً إطلاق مجموعة الصداقة بين البرلمان الأوروبي والإمارات. وهذا يؤكد بوضوح الاحترام الأوروبي الكبير للدولة والسياسة الحكيمة لقيادتها من ناحية، والحرص على بناء جسور التعاون والتنسيق معها في المجالات المختلفة من ناحية أخرى، فضلاً عن التقدير لتجربتها التنموية الرائدة على المستويين الإقليمي والعالمي.
وأشاد سموه بسلوك مواطني الدولة الحميد في الدول الأوروبية، «حيث كانوا خير سفراء لبلدهم على نحو يجسد المستوى الحضاري والرقي اللذين تتمتع بهما الإمارات على مختلف الصعد»، لافتاً سموه إلى أن هذا الأمر لعب دوراً أساسياً في نجاح مشروع إعفاء مواطني الدولة من «شنغن»، مثمناً السلوك الإيجابي لمواطني الدولة وأخلاقهم الحميدة واحترامهم لنظم وقوانين الدول المضيفة، وتشبثهم بقيم التسامح والانفتاح على الثقافات والشعوب.
وأشاد سموه، في ختام تصريحه بالدور المحوري لمجموعة أصدقاء الإمارات في البرلمان الأوروبي وسفراء الدولة المعتمدين لدى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، والمختصين في وزارة الخارجية، وبعثة الدولة في بروكسل، وكل من أسهم في نجاح هذه المهمة الاستراتيجية.
من جانبه، أكد وكيل وزارة الخارجية، محمد مير الرئيسي، أن الإعفاء سيسهم في تعزيز التبادل التجاري والاستثماري بين الجانبين، وتبادل الزيارات بشكل خاص في المجال السياحي.
ولفت إلى أن إعفاء مواطني الدولة من تأشيرة «شنغن» هو نجاح للدبلوماسية الإماراتية، مشيداً بحرص ومتابعة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، حيث تابع سموه شخصياً الجهود التي كانت تبذل في هذا الجانب، إضافة إلى حرص وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور أنور بن محمد قرقاش، ومتابعته المستمرة لهذا الملف.
وحول العوامل التي ساعدت على إعفاء الإمارات من تأشيرة «شنغن»، قال الرئيسي إن دولة الإمارات ليس لديها مهاجرون غير شرعيين للبحث عن عمل، وملف الدولة الأمني، والمتمثل في أن الإمارات واحة للأمن والأمان، إضافة إلى كثرة الرحلات الجوية من دولة الإمارات إلى دول الاتحاد الأوروبي، وحجم التبادل التجاري والمصالح المشتركة للجانبين، كل ذلك ساعد في سرعة صدور قرار الإعفاء من قبل البرلمان الأوروبي.
المصدر: بروكسل – وام