اجتمع وزراء خارجية الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب، الإمارات والسعودية والبحرين ومصر، مع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون؛ لمناقشة ملف مكافحة الإرهاب والأزمة مع قطر بسبب دعمها وتمويلها للإرهاب. ومثّل الدولة في الاجتماع الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، وحضره وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، ووزير الخارجية المصري سامح شكري، ووزير الخارجية البحريني الشيخ خالد آل خليفة، ووزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون. كما حضر الاجتماع وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي الشيخ محمد عبد الله المبارك الصباح.
وتم خلال الاجتماع التشاور وتبادل وجهات النظر والتنسيق حيال آخر التطورات والمستجدات المتعلقة بقطع العلاقات مع قطر، والسبل الكفيلة بالقضاء على الإرهاب وكل من يدعمه ويموله.
وقد أعرب وزراء الخارجية عن تقديرهم للمساعي المخلصة والجهود الدؤوبة التي يقوم بها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، من أجل أمن واستقرار المنطقة. كما أكدوا ضرورة استمرار التنسيق المشترك إزاء قضايا المنطقة وفي صدارتها الحرب ضد الإرهاب التي باتت ضرورة تستوجب بذل كل الجهود الممكنة للقضاء على هذه الظاهرة، التي تتفاقم مخاطرها وتتنوع أشكالها وصورها ما يفرض مواصلة العمل من أجل القضاء على مسبباتها وتجفيف منابع تمويلها. وبعيد انتهاء الاجتماع، توجه تيلرسون إلى الكويت التي زارها الاثنين في بداية جولته الإقليمية. والكويت تتوسط لحل أكبر خلاف دبلوماسي تشهده منطقة الخليج منذ سنوات، وقالت «العربية.نت» إن تيلرسون سيزور الدوحة، اليوم الخميس، وسيلتقي أميرها تميم بن حمد.
وقال جان-مارك ريكلي وهو محلل للمخاطر في مركز جنيف للسياسة الأمنية، إن الأزمة تتجاوز تمويل الإرهاب، مشيراً إلى مخاوف من دور إيران والنفوذ الإقليمي لجماعة «الإخوان» المسلمين.
من جانبه، أكد سامح شكري وزير الخارجية المصري، في الاجتماع، ضرورة توقف قطر عن دعم الإرهاب، وتمسك الدول العربية بمطالبها، مشدداً على أن تسوية الأزمة مرهون بتفاعل قطر الإيجابي مع هذه المطالب.
وصرح المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، بأن شكري، أعاد طرح شواغل مصر حيال موقف قطر الداعم للإرهاب، مؤكداً تمسك مصر بالمطالب التي قدمتها الدول العربية الأربع لقطر، كما أكد أن التوصل إلى تسوية لهذه الأزمة يظل رهناً بتفاعل قطر الإيجابي مع هذه المطالب، وتوقفها عن دعم الإرهاب والجماعات الإرهابية.
وأوضح المتحدث، أن شكري أوضح أن مشاركة مصر في هذا الاجتماع، إلى جانب الدول العربية الأخرى تأتي في إطار العلاقات الخاصة، التي تربط كل هذه الدول بالولايات المتحدة، وفي إطار ما تم تناوله خلال قمة الرياض، واتصالاً بالجهد الأمريكي للقضاء على الإرهاب.
وكانت الدول الأربع أصدرت بياناً مشتركاً، الثلاثاء، أكدت فيه أن مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين واشنطن والدوحة جاءت نتيجة مطالبها المستمرة، إلا أن الدول المقاطعة للدوحة اعتبرت أن توقيع هذه المذكرة «خطوة غير كافية وسنراقبها».
وشددت الدول الأربع على أن «نشاطات الدوحة بدعم الإرهاب يجب أن تتوقف نهائياً»، مؤكدة أنه «لا يمكن الوثوق بأي التزام يصدر عن الدوحة دون ضوابط صارمة»؛ حيث إن «قطر دأبت على نقض كل الاتفاقات والالتزامات».
وأضافت أن «الإجراءات الحالية ضد قطر ستستمر حتى تنفيذها لكافة المطالب»؛ حيث إن هذه الإجراءات جاءت بسبب دعم الدوحة للإرهاب وقيامها بتمويله. وشددت الدول الأربع على أن «مطالبنا من قطر عادلة ومشروعة».
وثمّنت الدول الأربع جهود واشنطن في مكافحة الإرهاب وتمويله، مؤكدة أن «القمة الإسلامية – الأمريكية شكلت موقفاً صارماً لمواجهة الإرهاب».
وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز قد بحث مع تيلرسون، في جدة، أمس الأربعاء، الجهود المبذولة في سبيل مكافحة الإرهاب وتمويله.
وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، إن الملك سلمان استقبل تيلرسون في مكتبه بقصر السلام بجدة.
وحسب الوكالة، فقد «جرى خلال الاستقبال استعراض العلاقات بين المملكة والولايات المتحدة، وآفاق التعاون بين البلدين الصديقين، ومستجدات الأحداث في المنطقة وخاصة الجهود المبذولة في سبيل مكافحة الإرهاب وتمويله». وأضافت أن تيلرسون نقل في بداية الاستقبال لخادم الحرمين الشريفين، تحيات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فيما أبدى الملك سلمان تحياته لترامب.
وبحث ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان مع تيلرسون تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.
وذكرت «واس» أن الأمير محمد بن سلمان وتيلرسون بحثا أيضاً الجهود المشتركة في مكافحة الإرهاب والتطرف وتمويلهما كما استعرضا العلاقات الثنائية بين البلدين وفرص تطويرها.
المصدر: الخليج