أجرى الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي أمس سلسلة من اللقاءات من أجل التحضير لاجتماع وزراء الخارجية العرب الطارئ المقرر مساء اليوم لبحث تطورات الأزمة السورية، حيث التقى مع وفد من المعارضة السورية برئاسة رئيس الائتلاف الوطني أحمد الجربا.
إضافة إلى عدد من المسؤولين العرب، للتشاور في الأفكار والمقترحات والخطوات الواجب اتخاذها في الاجتماع الوزاري في ما يتعلق بالتعامل مع تطورات الأزمة السورية وتهيئة الأجواء لانعقاد مؤتمر «جنيف 2».
وبحث الأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربي، مع وفد من المعارضة السورية يقوده رئيس الائتلاف الوطني أحمد الجربا في القاهرة الجهود الجارية لحل الأزمة السورية وانعقاد مؤتمر «جنيف 2»، والصعوبات التي تواجه انعقاده والتي تتعلق بموقف المعارضة وتمثيلها ومشاركتها في المؤتمر الذي كان من المقرر انعقاده خلال الشهر الجاري.
وكان المبعوث الأممي العربي الخاص بسوريا الأخضر الإبراهيمي أشار في تصريحات سابقة إلى أن انعقاد مؤتمر «جنيف 2» بات أمراً غير مؤكد، لافتاً إلى وجود صعوبات لا تزال قائمة في ما يتعلق بانعقاد المؤتمر.
ويأتي لقاء العربي ووفد المعارضة السورية برئاسة الجربا، قبل انعقاد الاجتماع غير العادي لوزراء الخارجية العرب مساء اليوم برئاسة وزير الخارجية الليبي محمد عبد العزيز.
جهود المعارضة
في السياق، أعلن المعارض السوري برهان غليون أن الجربا سيحضر الاجتماع العربي المخصص لبحث الأزمة السورية من كافة جوانبها، وسيلقى الجربا كلمة يشرح من خلالها وجهة نظر المعارضة في هذا الصدد.
ورداً على سؤال بشأن الطلبات التي تقدم بها الوفد للأمين العام للجامعة، قال غليون إن المعارضة طالبت الجامعة العربية بأن تكون ملتزمة بأن يكون «جنيف2» وسيلة جدية لحل الأزمة السورية، وأن تضمن أن المفاوضات التي ستجرى خلال المؤتمر ستكون جدية وليست تضييعاً للوقت لصالح النظام السوري، بما يؤدي إلى مزيد من القتل والدماء، وأن تظل الجامعة ملتزمة بالوقوف إلى جانب الشعب السوري حتى تشكيل هيئة تنفيذية تعبر عن تطلعات السوريين وتدير البلاد.
ونفى غليون عن المعارضة الاتهامات التي توجه إليها بسعيها لعرقلة مؤتمر «جنيف2»، مؤكدا أن الجانب الأكثر استفادة من عقد مؤتمر جنيف هو المعارضة السورية إذا عمل بالفعل على إنهاء الأزمة وحقن دماء الشعب السوري.
وأضاف: «لكن إذا كان هدف المؤتمر التلاعب بالوقت وإعطاء مزيد من الوقت والفرص لسفك الدماء السورية، فبالطبع لن نشارك»، مؤكداً أن الائتلاف الوطني لم يحسم حتى الآن موقفه من المشاركة في جنيف2 ، لافتا إلى أن هناك اجتماعا لهيئة المكتب للائتلاف في التاسع من الشهر الجاري باسطنبول، وسيتم خلال الاجتماع تحديد موقف الائتلاف النهائي من المشاركة.
وأشار إلى أن موقفهم من مشاركة إيران في «جنيف 2» مازال كما هو: «لا يحق لأي دولة تشارك في الحرب الدائرة في سوريا ضد الشعب السوري أن تشارك في عملية السلام، كما لن نقبل بأن يكون الأسد مشاركاً في العملية الانتقالية لأن الأسد أصبح من الماضي».
لقاءات عربية
في غضون ذلك، بدأ الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي سلسلة من اللقاءات العربية من أجل التحضير لاجتماع وزراء الخارجية العرب؛ حيث التقى الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي باعتباره عضواً في اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سوريا التابعة لمجلس الجامعة العربية.
وذلك للتشاور في الأفكار والمقترحات والخطوات الواجب اتخاذها في الاجتماع الوزاري في ما يتعلق بالتعامل مع تطورات الأزمة السورية وتهيئة الأجواء لانعقاد مؤتمر «جنيف 2».
هجوم على الإبراهيمي
وجهت صحيفة حكومية سورية أمس انتقادات لاذعة للموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي غداة إنهائه زيارة لدمشق، قائلة انه «ذو عين واحدة وألسن متعددة»، ومعتبرة ان سعيه إلى عقد مؤتمر «جنيف 2» لحل الأزمة خلال أسابيع هو «تسرع في غير موضعه».
وكتبت صحيفة «الثورة» على صفحتها الأولى أن الإبراهيمي «غرد داخل السرب وخارجه، وكأنه يريد أن يرضي جميع الأطراف على حد سواء، متناسياً أن دوره كوسيط أممي يستوجب منه الحيادية وعدم الانحياز لطرف دون آخر».
المصدر: البيان – دار الإعلام العربية والوكالات