كاتب إماراتي
لاتزال وسائل التواصل الاجتماعي تتحفنا بين الحين والآخر بنوعيات ناقصة ضائعة من الشباب، ممن هم محسوبون علينا في خانة الذكور، لو أمعنت النظر وتابعت ما يقومون لبصمت بالعشرة أن جميع أفعالهم لا يمكن أن تندرج تحت خانة الرجولة.
في فترة من الفترات انتشرت ظاهرة الرقاصين في الـ«إنستغرام» و«سناب شات»، واعتبرناها مجرد موضة ونزوة عابرة لجأ إليها الشباب، أو بالأحرى مجموعة تافهة منهم، من أجل لفت الأنظار، واجتذاب الفتيات، وزيادة أعداد المتابعين، والبحث عن الشهرة بأي وسيلة كانت، حتى لو كان ذلك يدخل في إطار العيب والتشبه بالنساء.
لكن في الفترة الأخيرة ظهرت «فناتك» ومناكر عدة جديدة في أوساط الشباب، تجعل الواحد منا يحتار ويحتار لدرجة الدوار، عن نفسي لا يمكن أن أتخيل شاباً يشرح لبقية الشباب عن كيفية العناية بالبشرة وشعر الرأس والرموش، مرة يتحدث عن غسل شعره بالحليب، الذي يجعل شعره أكثر نعومة وتفوح منه رائحة الحليب، ومرة يرينا كيف يستعمل فرشاة المسكرة على رموشه الطبيعية، وفي ثالثة يتحدث عن فوائد الاستحمام في «البانيو» بالحليب لحماية بشرة الجسم، وإمدادها بالمواد الطبيعية، وأعتقد لو تم فسح المجال له أكثر فلن يتوانى عن توجيه النصائح للفتيات، فيتحول إلى اختصاصي مكياج وبشرة ودلع من نوعية «كاسر ملة».
وظهر «فنتك» جديد من نوع «شوفوني وأنا أصيح»، يصور الواحد نفسه في وضعية البكاء، وينشر الفيديو ليكسب تعاطف الآخرين معه، على مواقف أقل ما يقال عنها تافهة، وتنتشر مثل هذه الفيديوهات خصوصاً إذا كان صاحبها من النوع الوسيم، وتبدأ بعدها حالة من اللطم والبكاء والتعاطف من فئة المراهقات الضائعات، ليتحول المشهد في وسائل التواصل الاجتماعي إلى عزاء يستمر أياماً عدة حزناً على دموع كازنوفا زمانه. نحن لا نحارب طاقات الشباب، ولا نريد أن ننقص من هذا الجيل، نحن نستبشر خيراً بهم، لأنّ المستقبل سيكون على عاتقهم، لذلك نحزن ونتألم عندما نرى مثل هذه النوعيات تتصدر المشهد، فتصبح قدوة لبقية الشباب، فيصبح كل واحد مقلداً الآخر، لأنه يجد في هذا التقليد أقصر طريق للشهرة والمال. يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إن «الشباب هم أعمدة مجتمعاتهم التي بهم تقوى وتفتخر، وبطاقاتهم وإبداعاتهم تعلي البنيان وتحقق الإنجازات، وتحافظ على رفعة وتقدم الأوطان».
المصدر: الإمارات اليوم