استسلام عشرات الحوثيين لـ«الشرعية» في الحديدة

أخبار

استسلم عشرات من عناصر ميليشيات الحوثي الإيرانية بينهم قيادات ميدانية، أمس، لقوات الشرعية اليمنية في جبهة الساحل الغربي بمحافظة الحديدة المطلة على البحر الأحمر، وقالت مصادر عسكرية ميدانية لـ«الاتحاد» إن العشرات من عناصر ميليشيات الحوثي بقيادة القيادي الميداني حمير إبراهيم عريك سلموا أنفسهم لقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في جبهة حيس جنوب محافظة الحديدة، مشيرة إلى أنه تم تسليم العناصر الحوثية وعددهم يتجاوز الـ50 لقيادة العمليات المشتركة بين الجيش اليمني والتحالف العربي في مدينة المخا الساحلية غرب محافظة تعز القريبة. وذكرت المصادر أن القيادي الحوثي حمير عريك هو نجل إبراهيم عريك المشهور بـ«إبراهيم عذابو» أحد أبرز قيادات الميليشيات في جبهة الساحل الغربي ويقود شبكات تهريب أسلحة وممنوعات عبر البحر.

وتواصلت أمس المعارك في جنوب حيس حيث تتقدم قوات الشرعية بإسناد عسكري بري وجوي من التحالف العربي لانتزاع السيطرة على المدينة من ميليشيات الحوثي التي خسرت قبل أيام منفذين للإمدادات من الجهتين الجنوبية والشرقية، وأفاد مصدر في المقاومة التهامية المساندة للجيش الوطني بأن قوات الشرعية قامت امس بتمشيط المزارع من الخط الساحلي أمام قرية موشج مروراً بالحوائط والسعيدية ووادي عرفان وصولاً إلى الطريق الإسفلتي الذي يربط بين محافظتي الحديدة وتعز.

وأضاف المصدر «تقدمت قوات الشرعية حتى المنطقة المجاورة لمفرق دار الكبيش والتي تم تطهيرها والسيطرة عليها بالكامل دون خسائر في صفوف قوات الجيش والمقاومة»، وذكرت مصادر عسكرية أخرى أن قوات الجيش أسرت القيادي الحوثي الميداني، العزي محمد إبراهيم، الملقب بـ«الشجاف» أثناء وصوله على رأس تعزيزات إلى جبهة حيس، موضحة أن «الشجاف» أحد أقارب وكيل محافظة المحويت المعين من قبل ميليشيا الحوثي الانقلابية، وإحدى الشخصيات التي تبنت الحشد والتجنيد لأبناء المحافظة والذي يرفد جبهات ميليشيات الحوثيين بالأطفال وطلاب المدارس.

وإلى الجنوب من حيس، تجددت الاشتباكات بين قوات الجيش الوطني وميليشيا الحوثي أمس في مواقع متفرقة بجبهة مقبنة شمال غرب محافظة تعز، وذكر موقع الجيش اليمني على شبكة الإنترنت، أن مواجهات اندلعت في محيط جبل قهبان بعزلة اليمن بمديرية مقبنة عقب محاولة مليشيا الحوثي التسلل إلى أحد مواقع الجيش الوطني، مشيراً إلى أن قوات الجيش اجبرت عناصر الميليشيا على الفرار بعد معارك شرسة تكبد خلالها الحوثيون خسائر في الأرواح.

كما دارت مواجهات عنيفة بين قوات الجيش الوطني والميليشيات الحوثية في مناطق الخط الامامي لجبهة مقبنة تركزت في محيط جبل العويد ومنطقتي المضابي والنبيع، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المتمردين. وصدت قوات الجيش الوطني محاولتي تسلل لميليشيات الحوثي إلى موقعي الأشروح وتبة القيوز في بلدة مقبنة، وقتلت العديد من عناصر الميليشيا، فيما أصيب طفل في الثامنة من عمره جراء سقوط قذيفة مدفعية أطلقها الحوثيون على منطقة القفيحة في البلدة ذاتها. وشنت مقاتلات التحالف العربي، أمس، غارتين على موقع للميليشيات شمال منطقة الهاملي ببلدة موزع المجاورة في غرب تعز. وذكرت قيادة محور تعز في بيان مقتضب على تويتر أن القصف دمر مستودع أسلحة للمتمردين الحوثيين شمال منطقة الهاملي. وقتل عدد من عناصر ميليشيات الحوثي أمس في سلسلة هجمات للمقاومة الشعبية في مناطق متفرقة بمحافظة البيضاء وسط البلاد.

من جانب آخر وصل نائب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، معين شريم، مساء أمس، إلى العاصمة صنعاء في زيارة تهدف إلى بحث إمكانية استئناف مفاوضات السلام اليمنية المتعثرة منذ أغسطس 2016، واكتفت وكالة سبأ التي يديرها المتمردون الحوثيون في صنعاء بإعلان وصول نائب المبعوث الأممي والوفد المرافق له، دون إضافة مزيد من التفاصيل، ومن المتوقع أن يلتقي شريم مسؤولين في جماعة الحوثي المسلحة لبحث سبل استئناف محادثات السلام بين الجماعة الانقلابية والمدعومة من إيران والحكومة اليمنية الشرعية التي تعمل من عدن (جنوب) والرياض.

كما يلتقي شريم، نائب المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد، قيادات في حزب المؤتمر الشعبي العام قيد الإقامة الجبرية منذ تصفية ميليشيات الحوثي الرئيس السابق علي عبدالله صالح في الرابع من ديسمبر الماضي، وهذه أول زيارة لنائب المبعوث الأممي إلى اليمن منذ تعيينه في منصبه في سبتمبر الماضي.

وكانت الحكومة اليمنية استبقت مشاورات شريم مع المتمردين الحوثيين بالتأكيد على موقفها الرافض للدخول في محادثات سلام مع الانقلابيين قبل توقفهم عن «الجرائم بحق السياسيين والمدنيين والإفراج عن كل المعتقلين بلا استثناء، ووقف إطلاق الصواريخ، ووقف الاعتداءات على المدن وحصارها، ووصول الإغاثة إلى المواطنين من دون اعتراضها».كما اشترطت الحكومة اليمنية على لسان نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبدالملك المخلافي، إعلان الحوثيين بشكل صريح وواضح التزامهم بالمرجعيات الثلاث لعملية السلام، وقال المخلافي في تصريحات نشرتها وزارة الخارجية اليمنية امس «الحكومة اليمنية لن تخوض أي مشاورات سلام مع الانقلابيين قبل خطوات تجعل المشاورات جدية وترمي إلى سلام حقيقي وليس للمناورة أو إضاعة الوقت، وإنما عبر سلسلة من الخطوات والشروط وإذا نفذوا هذه الشروط وأوقفوا القتال، فساعتها من الممكن الذهاب إلى مفاوضات يتضمنها وقف إطلاق النار»، مشيراً إلى أن الحوثيين «أثبتوا أنهم ليسوا شركاء في السلام، وليسوا مؤهلين للخوض فيه الآن».

وأضاف «سلوك الحوثيين في الواقع لا يؤيد ذلك.. لقد ابتعدوا كثيراً عن أي إمكانية لتحقيق السلام»، مؤكداً أن «التدخل الإيراني يؤثر في القرار الحوثي»، وأن طهران تعتبر جماعة الحوثي ومعركتها في اليمن «جزءاً من معركتها للسيطرة على المنطقة العربية وهي تخوضها على هذا الأساس».

المصدر: الاتحاد