شهدت جبهات القتال، في مأرب وصنعاء والجوف وشبوة وتعز، معارك عنيفة بين قوات الشرعية اليمنية والمتمردين الحوثيين، عقب استشهاد قائد المنطقة العسكرية الثالثة في مأرب، اللواء الركن عبدالرب الشدادي، في معارك صرواح، فيما لقي عدد من قيادات الميليشيات الانقلابية مصرعهم، في انفجار عنيف هز «القاعة الكبرى» بمنطقة حدة جنوب العاصمة صنعاء.
ووفقاً لمصادر مطلعة، فإن اللواء الشدادي استشهد إلى جانب عدد من القيادات في المقاومة بينهم خالد مقري، ومبخوت العرادة، وخالد الجهمي وعلي الحميصي، والنقيب أنس النزيلي مدير مكتب الشدادي، الذين وجدوا في منطقة واحدة، خلال استهدافهم من قبل الميليشيات بقذيفة هاون.
واللواء الشدادي من أوائل المؤيدين للشرعية عقب الانقلاب، عينه الرئيس هادي قائداً للمنطقة العسكرية الثالثة، وعرف بمواقفه الحازمة والقوية تجاه أي تجاوزات، سواء من قبل الجنود أو المواطنين.
وعندما سيطر الانقلابيون على صنعاء، وبدأوا باجتياح المحافظات كان الشدادي قائد المنطقة العسكرية الوحيد الذي وقف ضد الميليشيات الانقلابية. وكان الشدادي يقود قوات الجيش الوطني، خلال المعارك الدائرة في صرواح ضد ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية، واستشهد وهو في الصفوف الأولى باتجاه العاصمة.
وذكرت مصادر في المقاومة، في مأرب، أن قبائل المحافظة تداعت إلى صرواح، عقب إعلان استشهاد اللواء الشدادي، ورفدت جبهات القتال التي تقترب من ريف العاصمة بالرجال والعتاد، معلنة النفير العام حتى تحرير المديرية بالكامل.
وكان نائب الرئيس اليمني، الفريق الركن علي محسن الأحمر، قد وصل مأرب برفقة عدد من القيادات العسكرية والمدنية، للوقوف على آخر تطورات الوضع العسكري في المحافظة، وعقد اجتماعاً مع الفريق الحكومي بمحافظة مأرب، برئاسة نائب رئيس الوزراء وزير الخدمة المدنية عبدالعزيز جباري، ورئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن محمد علي المقدشي، وقيادة السلطة المحلية والأجهزة الأمنية في المحافظة، وبحضور ممثل دول التحالف العربي العميد الركن إبراهيم الحربي.
كما قام الأحمر بتكليف اللواء الركن عادل القميري، المفتش العام للقوات المسلحة، بالقيام بأعمال قائد المنطقة العسكرية الثالثة خلفاً للشدادي، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الرسمية «سبأ».
وكان محافظ مأرب سلطان العرادة، وقائد قوات الاحتياط اللواء الركن سمير الحاج، وقائد محور تعز اللواء الركن خالد فاضل، أكدوا جميعاً في تصريحات صحافية وجود استعدادات كبيرة لعملية عسكرية كبرى، ستشهدها المناطق الشمالية للعاصمة صنعاء، ستكون الرد الفعلي والعملي على استشهاد الشدادي.
في الأثناء، ذكرت مصادر في المقاومة أن المعارك في جهات صرواح تواصلت بشكل عنيف مع الميليشيات، وتم تطويق عدد من المناطق التي تتمركز فيها الميليشيات على طريق حباب خولان، على مشارف ريف العاصمة.
ووفقاً للمصادر، فإن المعركة تقترب كثيراً من ريف العاصمة صنعاء من جهة خولان، وإن عزيمة المقاومة لم تنهر عقب نبأ استشهاد قائدها الشدادي، بل زادت تصميماً لتحقيق أهدافها المتمثلة في الوصول إلى العاصمة صنعاء، وتحريرها من الميليشيات.
وأكدت المصادر سيطرة الجيش والمقاومة على واديي نوع والزغن وتلة النصيب الأحمر ووادي آل ربيع جنوبي صرواح، وقتلت أكثر من تسعة من الميليشيات، وأصابت 20 آخرين، عقب قيام مقاتلات التحالف بشن سلسلة من الغارات على تلك المناطق، ومناطق أخرى غرب مأرب.
وفي الجوف، واصلت الفرق الهندسية تأمين وادي المنسرقة في مديرية الغيل، كي تتمكن قوات الجيش الوطني من المنطقة العسكرية السادسة من التقدم باتجاه المصلوب والمتون عبر محورين، وفقاً لما ذكرته مصادر ميدانية في المنطقة.
وفي جبهات نهم شمال العاصمة اليمنية صنعاء، شنت قوات الجيش والمقاومة هجوماً كاسحاً على مواقع الميليشيات في المدفون، وكبدتها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وتم حصر 15 جثة لعناصر الميليشيات على أطراف المنطقة، التي تسعى الشرعية لتحريرها قبل التوجه إلى منطقة خلقة الفاصلة بينها وبين نقيل ابن غيلان الاستراتيجي.
يأتي ذلك فيما واصلت مقاتلات التحالف دك مواقع الانقلابيين في المنطقة، والأطراف الشمالية للعاصمة، مستهدفة تبة التلفزيون على شارع عمران ومعسكرات بيت دهرة والجميمة على تخوم أرحب وبني حشيش.
وفي شبوة، اندلعت معارك عنيفة في جبهات بيحان وعسيلان، تقدمت فيها قوات الجيش الوطني والمقاومة باتجاه منطقة الأخيضر بعسيلان، تحت غطاء ناري كثيف أربك الميليشيات.
وأشارت مصادر ميدانية في المقاومة إلى أن الهجوم الأخير جاء عقب تلقي قوات الشرعية تعزيزات عسكرية وأسلحة متطورة، في إطار استعدادها لاستكمال تحرير المحافظة من الميليشيات في مديريتي عسيلان وبيحان.
وفي تعز، تواصلت المعارك في جبهات جنوب شرق المدينة، تقدمت خلالها قوات الجيش والمقاومة في حيفان، على حساب الميليشيات، التي قتل فيها قائدها في المنطقة العقيد محمد الحيدري، على يد الجيش والمقاومة في تبة الأكبوش، التي تم تطهيرها بالكامل.
وفي جبهات المدينة، تواصلت المعارك في المناطق الشمالية والشرقية للمدينة، التي حاولت فيها الميليشيات التقدم نحو مواقع الجيش والمقاومة، كرد فعلي على خسائرها التي تكبدتها خلال اليومين الماضيين، وبلغت 21 قتيلاً وعشرات الجرحى في تلك المناطق، على يد الجيش والمقاومة وبغارات مقاتلات التحالف، التي دكت مواقعها في جبل أومان بالحوبان، ما أسفر عن تدمير مخزن أسلحة ذي أهمية كبيرة للميليشيات.
وفي جبهة كهبوب على الساحل الغربي، تواصلت المعارك العنيفة مع الميليشيات، في ظل تكبد الأخيرة أكثر من 20 قتيلاً، وعدداً من الجرحى، فيما شنت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات على المنطقة والمناطق الممتدة باتجاه ميناء المخاء، حيث استهدفت مقاتلات التحالف معسكر الدفاع الساحلي.
وفي الحديدة، واصلت مقاتلات التحالف دك مواقع الميليشيات في الكلية البحرية ومعسكر أبوموسى، كما واصلت غاراتها على مواقعها في حجة، مستهدفة منطقة الجر وفي عبس ومحيط ميدي وحرض، اللتين تشهدان معارك عنيفة بالقرب من مزارع نسيم والخضراء الواقعتين بين حرض وميدي.
وفي صعدة، واصلت مقاتلات التحالف استهداف مواقع الميليشيات، في مديريات الظاهر وباقم وكتاف.
من جهة أخرى، لقي عدد من قيادات الميليشيات الانقلابية مصرعهم، وأصيب آخرون في انفجار عنيف هز القاعة الكبرى بمنطقة حدة جنوب صنعاء، ولم يتم الكشف عن مصدره.
وذكر شهود عيان أن عدداً من قيادات الميليشيات العسكرية والمدنية من الصف الأول، كانوا في القاعة أثناء الانفجار، لحضور عزاء لوفاة أحد أفراد عائلة بيت الرويشان، التي ينحدر منها «وزير داخلية» التمرد الحوثي جلال الرويشان.
وأشار شهود العيان إلى أن عدداً من تلك القيادات قتلوا، وأصيب آخرون في الانفجار، ولم يتم الكشف عن هوياتهم.
المصدر: الإمارات اليوم