واصلت قوات النظام السوري تقدمها ببطء في الأحياء الشرقية المحاصرة من مدينة حلب، أمس، وسط تضارب المعلومات بشأن صد هجمات جديدة للقوات النظامية، بينما دارت اشتباكات عنيفة جنوبي المدينة وشمالها، بالرغم من تراجع الضربات الجوية، وحذرت تركيا من إمكانية نزوح نحو مليون شخص بسبب الصراع في حلب، في وقت قتل 9 عناصر وأصيب 32 آخرون تابعين لفصائل تدعمها أنقرة خلال اشتباكات شمالي البلاد، في حين عبرت سفينة حربية روسية مضيق البوسفور لدعم حملة الضربات في سوريا.
وأفاد المرصد السوري بسيطرة قوات النظام بعد منتصف الليل على تلة في منطقة الشيخ سعيد وأبنية سكنية في حي صلاح الدين المجاور في جنوب مدينة حلب، بعد هجوم موسع ضد الفصائل المسلحة. وأشار إلى معارك عنيفة مستمرة بين الطرفين على محاور عدة في جنوب المدينة وفي شمالها، وفي أحياء بستان الباشا وسليمان الحلبي وصلاح الدين التي تشكل أبرز خطوط المواجهات.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن: «تتقدم قوات النظام بشكل بطيء بسبب المقاومة الشرسة من الفصائل تحديداً في جنوب المدينة». وقال مصدر عسكري سوري صباح أمس إن الجيش سيطر على عدة مواقع مهمة في الشيخ سعيد، لكن مقاتلي المعارضة ذكروا فيما بعد أنهم استعادوا تلك المواقع وأنهم ما زالوا يسيطرون على المنطقة. وترد الفصائل المعارضة على الهجوم بإطلاق القذائف على الأحياء الغربية . وأفاد التلفزيون الرسمي بمقتل أربعة أشخاص من عائلة واحدة، هم زوج وزوجته وطفلان، إضافة إلى إصابة ثمانية آخرين بجروح جراء قذائف استهدفت حي الميدان في غربي حلب. وقتل الخميس 11 شخصاً على الأقل وأصيب العشرات بجروح جراء غارات على حي الجميلية في غربي المدينة.
على صعيد متصل، حذر وزير شؤون الاتحاد الأوروبي التركي، أمس، من أن الصراع في حلب السورية المجاورة قد يؤدي لنزوح مليون شخص. وقال عمر جيليك، وفقاً لوكالة أنباء دوغان التركية الخاصة: «بدون أدنى شك، حلب ليست فقط مشكلة الشرق الأوسط. والصراع الدائر هناك سوف يسبب بخروج مليون شخص آخرين». وتمكنت الفصائل السورية، بفضل القصف التركي براً وجواً، من السيطرة إلى حد كبير على الحي السكني بمنطقة أختارين على خط «أعزاز – الراعي» بريف مدينة حلب، بعد اشتباكات مع «داعش»، بحسب بيان رئاسة الأركان.
إلى ذلك، عبرت السفينة الحربية الروسية «ميراج» مضيق البوسفور في إسطنبول متوجهة إلى المتوسط لدعم حملة الضربات الجوية الروسية في سوريا. والسفينة الحربية التي غادرت قاعدة سيفاستوبول في القرم الخميس، مهمتها حماية سفن حربية أخرى من غواصات أو سفن. (وكالات)
المصدر: الخليج