شهدت المناطق الواقعة في جنوب غربي مدينة حلب اشتباكات متقطعة أمس الأحد، غداة تعرض الجيش السوري لضربة قوية بعدما تمكنت فصائل المعارضة من فك الحصار عن الأحياء الشرقية، وسط غارات جوية غير مسبوقة، وحثت المعارضة السورية مقاتلي النظام على الاستسلام وتعهدت بتوفير الحماية في حال مغادرتهم محاور القتال.
وتواصلت المعارك العنيفة في جنوب وجنوب غرب حلب، وسط قصف جوي روسي مكثف على مناطق الاشتباك، حيث تمكنت الفصائل من التقدم والسيطرة على كامل كتيبة المدفعية وكتيبة التعيينات وكراج الراموسة ومنطقة الراموسة والمدرسة الفنية الجوية، فيما لا تزال قوات النظام تحتفظ بالسيطرة على معمل الأسمنت وأجزاء من الإسكان العسكري، كما تمكنت الفصائل من فتح ممر عسكري بين أحياء حلب الشرقية وجنوب حلب وجنوب غربها، وتعد هذه أكبر خسارة عسكرية ومعنوية يتكبدها النظام والروس والإيرانيون وحزب الله اللبناني منذ مطلع العام 2013.
وقال مصدر عسكري، إن مرحلة السيطرة على المدينة بشكل كامل بدأت الآن، مشيراً إلى أن قوات النظام انسحبت بالكامل من معركة السيطرة على كلية المدفعية وحل مكانها مسلحو حزب الله وقياديون في الحرس الثوري الإيراني.
وأضاف المصدر أن خسائر حزب الله والإيرانيين هي الكبرى في سورية، حيث خسر الحزب أكثر من 20 مسلحاً بينهم قيادي كبير إضافة إلى قتلى من الضباط الإيرانيين، مؤكداً أن المعارضة غنمت كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، إضافة لمستودعات كاملة للذخيرة خلال معارك حلب.
وأوضح عبد الرحمن أن الفصائل المقاتلة والجهادية «لم تتمكن فحسب من كسر الحصار عن أحياء حلب الشرقية بل إنها قطعت أيضاً آخر طرق الإمداد إلى الأحياء الغربية التي باتت محاصرة» ويقيم فيها حوالى مليون و200 ألف نسمة.
إلا أن وسائل إعلام النظام قالت أن قواتها أوجدت طريقاً بديلاً لدخول المواد الغذائية والمحروقات إلى الأحياء الغربية.
وأوضح عبد الرحمن بدوره أن قوات النظام تعمل على فتح طريق جديد من الأحياء الغربية باتجاه الشمال وتسعى حالياً إلى تأمينها لضمان إمكانية استخدامها.
وبرغم ذلك، بدا الخوف والتوتر واضحاً على سكان الأحياء الغربية، فسارعوا إلى الأسواق لشراء المواد الغذائية والماء للتخزين في حال استمر الحصار.
وكشف المتحدث أن الغارات العنيفة التي شنتها طائرات النظام والطائرات الروسية تمهد لعمل عسكري، وذلك من خلال حشد قوات جديدة في مناطق الحمدانية ومعمل الغاز في الراموسة وفي حي صلاح الدين القريب من منطقة الراموسة، لأجل استعادة المواقع التي خسرتها في الكليات والمناطق المحيطة بها. ومنحت المعارضة مقاتلي النظام فرصة للاستسلام وأماناً من الأسر والمحاكمة إذا قرروا إلقاء السلاح والانسحاب من مقارهم العسكرية دون قتال.
وتمكنت أول قافلة للمساعدات من الدخول إلى أحياء حلب السورية بعد فك الحصار عنها، وذكرت مصادر أن فاعليات ومؤسسات أهلية من مدينة إدلب استطاعت إدخال أول قافلة مساعدات إنسانية مكونة من مواد غذائية إلى أحياء حلب الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة، مشيرة إلى أنها عبرت من حي الراموسة.
وأشارت إلى إمكان إدخال قوافل أخرى إلى الأحياء المحاصرة، تزامناً مع محاولات المعارضة المسلحة تعزيز مناطق سيطرتها في المدينة ومحيطها.
على صعيد آخر، ارتفع إلى 38 عدد البراميل المتفجرة التي ألقتها طائرات النظام على مناطق في مدينة داريا بالغوطة الغربية، بالتزامن مع قصف مكثف على مناطق في المدينة، كما قصفت قوات النظام مناطق في ريف درعا الشرقي.
وقصفت طائرات النظام مناطق في حقل شاعر ومناطق أخرى في قرية الطيبة ومدينة السخنة وبادية الحماد بريف حمص الشرقي.
وقصفت قوات النظام بشكل مكثف مناطق في جبلي الأكراد والتركمان بريف اللاذقية الشمالي، ترافق مع قصف جوي على المناطق ذاتها، في حين ما زالت الاشتباكات العنيفة مستمرة في عدة محاور بمحيط قلعة شلف ومحيط كنسبا في ريف اللاذقية الشمالي.
إلى ذلك استمرت الاشتباكات والمناوشات المتقطعة بين مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية والجيوب المتبقية من تنظيم «داعش» في مدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي، بينما فشل هجوم انتحاري للتنظيم استهدف قاعدة عسكرية لقوات «الديمقراطية» وانفجر لغم أرضي كان قد زرعه التنظيم في وقت سابق في منطقة عين النخيل، ما أدى لإصابة مواطنين بجراح معظمهم من عائلة واحدة.(وكالات)
المصدر: الخليج