اعتداء برلين «داعشي».. والمنفذ طليق

أخبار

دانت دولة الإمارات حادث الدهس الإرهابي الذي استهدف أحد الأسواق في العاصمة الألمانية برلين وأسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان، أمس، موقف الدولة الثابت تجاه نبذ العنف والإرهاب بمختلف أشكاله وصوره وما ينجم عنه من ضحايا وترويع للآمنين مهما كانت الدوافع والمسببات. وشددت على أن هذه الأعمال الإجرامية التي تستهدف المدنيين الأبرياء تتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية والشرائع السماوية كافة، وأعربت عن تعازي دولة الإمارات إلى أهالي الضحايا وتمنياتها الشفاء العاجل لجميع المصابين. ودعت الدولة إلى ضرورة تكاتف دول العالم لمواجهة الأعمال الإجرامية والإرهابية كافة التي تسعى إلى نشر الفوضى وإرهاب الشعوب والدول.

وأكدت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أن الهجوم الذي استهدف مرتادي سوق لعيد الميلاد ببرلين، كان عملاً إرهابياً، فيما أعلنت شرطة برلين أنها تتعامل مع الهجوم بالشاحنة على حشد في سوق لعيد الميلاد مساء الاثنين في العاصمة الألمانية على أنه «اعتداء إرهابي مرجح» والذي أوقع ما لا يقل عن 12 قتيلاً و48 جريحاً دهساً. وقالت ميركل، إن بلادها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الاعتداءات الإرهابية، متعهدة بمحاكمة منفذي الهجوم بكافة الوسائل المتاحة. وذكرت، أن الحكومة الألمانية ستعقد اجتماعاً، لأجل بحث تداعيات اعتداء برلين الإرهابي.

وأكدت أنه لا ينبغي السماح للخوف من الشر بشل الحركة في بلادها، مضيفة أنه لن يتم التخلي عن إقامة أسواق عيد الميلاد (الكريسماس).

وأفادت الشرطة الألمانية بأن «محققينا يعتبرون أن السائق توجه بالشاحنة بصورة متعمدة صوب الحشد في سوق عيد الميلاد»، مشيرة إلى أنها تحقق في «اعتداء ارهابي مرجح». وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إنه يرجح أن يكون القتيل البولندي الذي وجدت جثته في جانب الشاحنة هو سائق الشاحنة الأصلي، وإنه تعرض للخطف على يد المهاجم الذي دهس المارة قبل أن يعتقل. وأعلنت الشرطة أنها اعتقلت شخصاً إثر الهجوم.وأعلن وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير أن الموقوف الذي يشتبه أنه سائق الشاحنة التي اقتحمت سوق الميلاد في برلين نفى ضلوعه في الهجوم وهو طالب لجوء باكستاني. وقال الوزير إن الموقوف «نفى ضلوعه»، مضيفا أنه باكستاني وصل ألمانيا في 31 ديسمبر 2015 طالبا اللجوء. وأضاف الوزير أن طلب اللجوء الذي قدمه الرجل ما زال معلقا، لافتا إلى عدم تبني أي جهة حتى الآن اعتداء الاثنين. لكنه شدد قائلا «لا شك لدينا إطلاقاً في أن هذا الحدث الفظيع اعتداء». وأكد دي ميزيير أن هناك «أسباباً كثيرة» تدعو إلى الاعتقاد بأن عملية الدهس اعتداء، وقد عهد بالتحقيق إلى النيابة العامة الفيدرالية المخولة تناول قضايا الإرهاب، في حين أعلنت الشرطة الألمانية لاحقاً أنها أطلقت سراح الباكستاني، ما يعني أن منفذ الهجوم ما زال طليق.

وقال الوزير توماس «مهما كان ما سنكشفه عن دوافع المهاجم، يجب ألا نسمح بأن يسلبوا منا نمط حياتنا القائم على الحرية»، مضيفا أن «أسواق الميلاد والتجمعات يجب أن تستمر (..) مع فرض تدابير أمنية مناسبة».

وذكر مصدر بالخارجية الباكستانية أن السلطات الألمانية أجرت اتصالات مع مسؤولين باكستانيين، بشأن المشتبه في قيامه بالهجوم بأحد أسواق أعياد الميلاد ببرلين.

وقرر وزراء داخلية الحكومة الاتحادية والولايات الألمانية توسيع نطاق الإجراءات الأمنية الاحترازية خلال ليلة رأس السنة وكذلك الفعاليات الكبرى بعد حادث الدهس، وقال وزير الداخلية المحلي لولاية زارلاند الألمانية كلاوس بويلون: «سوف نقوم باتصال مباشرة مع المحليات ومنظمي الفعاليات من أجل مناقشة اتخاذ إجراءات أمنية إضافية بشكل مشترك واستكشاف الإمكانات التقنية عن الطريقة التي يمكن من خلالها سد طرق الوصول». وقال بويلون لمحطة إذاعة (إس.آر) الألمانية «يتعين أن نقول إننا في حالة حرب».

وأعربت السعودية عن إدانتها واستنكارها الشديدين لحادث الدهس، وقدم مصدر مسؤول بوزارة الخارجية في بيان «تعازي المملكة لذوي الضحايا ولجمهورية ألمانيا الاتحادية حكومةً وشعباً، مع التمنيات للمصابين بالشفاء العاجل»، مشددًا «في الوقت نفسه على ضرورة تكاتف الجهود لمحاربة كافة الأعمال الإجرامية والإرهابية»، كما دان الأزهر الشريف حادث الدهس المروع في برلين، وأكد رفضه لكل العمليات الإرهابية التي تستهدف الآمنين في كل ربوع الأرض، في حين دان أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، عملية الدهس.

واستنكر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ما وصفهم ب «الإرهابيين الإسلاميين» الذين يهاجمون «باستمرار المسيحيين»، فيما صرح متحدث باسم الحكومة الألمانية بأن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما أكد دعم بلاده الكامل للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بعد الهجوم، بينما أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن «صدمته» ل«وحشية» الهجوم على سوق لعيد الميلاد في برلين. ودعا رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتس للتكاتف بعد هجوم برلين، وقال: «إننا ملزمون بالوقوف سويا متحدين ومتكاتفين: مع الضحايا، ومع أسرهم، ومع المصابين».

المصدر: الخليج