دارت مواجهات بسيطة بين مؤيدي الانقلاب والقوات الأمنية في مطار صبيحة جوكشين، وهو ثاني مطارات إسطنبول بعد مقاومتهم عمليات الاعتقال، حيث أطلقت قوات الأمن رصاصات تحذيرية بداية الاشتباك.
وأفاد مسؤول تركي أن مواجهات أخرى اندلعت مساء أمس، بين قوات الأمن التركية وجنود انقلابيين في قاعدة قونيا الجوية وسط البلاد، حيث كانت تجري عملية لقوات الشرطة.
وأفادت وكالة أنباء الأناضول أن العملية انتهت، مضيفة أنه تم اعتقال 7 عسكريين.
إلى ذلك، اعتقلت قوات الأمن مساعد الرئيس التركي الكولونيل علي يازجي، وبحسب قناة «سي ان ان تورك» الإخبارية فان يازجي كان في أنقرة عند وقوع محاولة الانقلاب.
كما أوقفت قوات الأمن التركية أمس الأحد، مئات العناصر من العسكريين والقضاة والمدعين العامين في مدن عدة، وأصدرت أوامر اعتقال بحق آخرين، في إطار عمليات أمنية ضد متهمين بالتورط في محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة.
وطالت عمليات الاعتقال معظم ولايات البلاد، ومنها غازي عنتاب وسبارطة وأضنة جنوب البلاد، وولايتا طوقات وسيواس وسط البلاد، إضافة إلى اعتقالات في ولايات وان وشانلي أورفة وباتمان جنوب شرقي تركيا وولاية أرضوم شرقها، وغيرها من الولايات.
ونقل تلفزيون «إن تي في» التركي عن وزير العدل بكير بوزداغ إنه تم اعتقال 6 آلاف شخص، كما تم توقيف 11 عسكرياً، من بينهم قائد قاعدة إنجرليك العسكرية بكير أرجان فان، في مدينة أضنة جنوبي تركيا، وقائدي الفيلق الثالث أردال أوزتورك، والفيلق الثاني المتمركز في ملاتيا آدم حدودي، على خلفية علاقتهم بمحاولة الانقلاب. كما اعتقلت أجهزة الأمن التركية أيضاً طيارين اثنين برتبة عقيد عند محاولتهما التسلل إلى جزيرة ليسبوس اليونانية فجر أمس الأحد.
ونقل تلفزيون (إن تي في) عن الوزير التركي توقعه اعتقال المزيد، ناسباً إليه قوله «ستستمر العملية القضائية بشأن ذلك».
وقال مسؤول تركي رفيع، إن عدداً من العسكريين المهمين لا يزالون في حالة فرار، وإن المجموعات القليلة التي لم تستسلم توجد في إسطنبول، مؤكداً أن اعتقالها سيجري قريباً.
وأن هذه المجموعات القليلة لا تشكل خطراً ينذر بمحاولة انقلاب جديدة في تركيا، بحسب المسؤول نفسه.
وقررت محكمة في ولاية دنيزلي جنوب غربي البلاد صباح أمس اعتقال 52 عسكرياً برتب مختلفة، بينهم قائد لواء الكوماندوس الـ 11 والحامية العسكرية في الولاية العميد كامل أوزهان أوزبكر، وذلك في إطار التحقيقات المتعلقة بمحاولة الانقلاب الفاشلة. وأشارت المصادر نفسها إلى أنه جرى نقل المعتقلين إلى ولاية أزمير ضمن قائمة تضم 587 عسكريًا منهم 105 من ذوي الرتب، أوقفوا عقب محاولة الانقلاب الفاشلة.
وفي هذا السياق، أجرت قوات الأمن التركية عمليات تفتيش في مقر قيادة الجيش الثاني بولاية ملاطية وسط البلاد، وذلك حسب مصادر أمنية.
وأفادت المصادر، أن «فرقا من مديرية أمن الولاية، فتشت مقر قيادة الجيش الثاني، على خلفية إصابة مدني بجروح جراء إطلاق نار من المقر خلال قيام محاولة الانقلاب».
وأضافت المصادر، أن الفرق الأمنية أغلقت الشارع الرئيسي أمام الثكنة العسكرية، أثناء إجراء عملية التفتيش، دون إعطاء مزيد من التفاصيل عن طبيعة العملية أو نتائجها.
إلى ذلك، أصدر الجيش التركي بياناً أعلن فيه أنه تم تحييد محاولة الانقلاب على الحكومة، وإن الجيش رهن إشارة الدولة والشعب، وأضاف البيان أن الشعب التركي لعب الدور الأكبر في إحباط محاولة الانقلاب.
وفي السياق، قال بيان لوزارة الخارجية التركية إن عدد القتلى من محاولة الانقلاب زاد على 290 مضيفاً أن عدد المصابين أكثر من 1400.
وتابع البيان «أن بين القتلى أكثر من 100 شاركوا في محاولة الانقلاب وأنه ما من شك في أن المحاولة الانقلابية دبرها أتباع رجل الدين فتح الله جولن الموجود في الولايات المتحدة».
وعادت الحركة إلى طبيعتها تدريجياً في مدينة إسطنبول، وبدا لافتا الإجراءات الأمنية المشددة، التي تقوم بها وحدات الشرطة التركية في أنحاء المدينة وفي شوارعها وساحاتها الرئيسية.
إعادة فتح قاعدة إنجيرليك الجوية
أضنة (وكالات)
أعلنت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاجون» أن السلطات التركية أعادت فتح قاعدة إنجيرليك الجوية، واستئناف العمليات الأميركية ضد تنظيم «داعش».
وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس، إن محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا يوم الجمعة لن تعطل معركة الولايات المتحدة ضد «داعش».
المصدر: الإتحاد