افتتحت بلدية مدينة أبوظبي، بالتعاون مع القيادة العامة لشرطة أبوظبي، صباح أمس، طريق الميناء الرابط بين الشارع المؤدي إلى جسر الشيخ خليفة بن زايد وتقاطع شارع حمدان مع النادي السياحي، وسيستوعب الطريق أكثر من 3000 مركبة في الساعة، لينضم بذلك إلى منظومة البنية التحتية الحديثة في إمارة أبوظبي.
ويتكون الطريق الذي بلغت تكلفته 35 مليون درهم، من ثلاثة مسارات لكل اتجاه، ويضم تقاطعين رئيسيين، هما تقاطع النادي السياحي مع شارع حمدان، وتقاطع الميناء مع جسر الشيخ خليفة.
وقال خليفة محمد المزروعي مدير عام بلدية مدينة أبوظبي، في تصريحات خاصة لـ «الاتحاد»، إن إمارة أبوظبي وبفضل توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وبدعم ومتابعة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس المجلس التنفيذي، تشهد نهضة حضارية وتنموية شاملة، كفيلة بأن تنقل الإمارة إلى آفاق اقتصادية وسياحية وتنموية رائدة.
وأشار إلى أن القيادة الرشيدة أولت عناية خاصة ودعماً مستمراً لتطوير البنى التحتية في مختلف الصعد، وبالأخص تلك المتعلقة بشبكة الطرق والجسور والأنفاق، وإيجاد بنية تحتية آمنة ومتطورة تستطيع استيعاب مستوى التنمية في مناحيها كافة، وبما يتقاطع مع النمو العمراني والمشاريع العقارية الضخمة، مشيداً في الوقت ذاته بجهود لجنة متابعة مشاريع تطوير شارع الشيخ زايد.
وكشف المزروعي عن تنفيذ خطة تنموية شاملة في إمارة أبوظبي تهدف إلى تطوير مكونات البنية التحتية وتوسيع شبكة الطرق والجسور والأنفاق، وذلك في إطار جهودها لتحقيق أعلى معايير السلامة المرورية وتأمين مرافق خدمية وطرق آمنة، توفر قدراً كبيراً من التدفق المروري القادر على استيعاب حجم النمو المستمر في الحركة الاقتصادية في أبوظبي، وتعزيز مفاهيم خدمات الطرق، مؤكداً أن المشاريع الجديدة ستوفر قدرة عالية للتعامل مع الكثافة المرورية المتوقع أن تشهدها العاصمة خلال السنوات القليلة المقبلة، مع التأكيد أن تراعي ضمانات توفير معايير الأمان والسلامة المرورية.
وقال «تنفذ بلدية مدينة أبوظبي حالياً في إطار خطتها الاستراتيجية مجموعة من مشاريع التنمية وتطوير الطرق والبنية التحتية في جزيرة أبوظبي والبر الرئيسي، تشمل تطوير وتحسين الإضاءة في شوارع وجسور وممرات المشاة في أبوظبي، وتطوير الطرق الداخلية والبنية التحتية في المناطق الخارجية».
اعتبارات تصميمية
من جانبه، قال المهندس عيسى مبارك المزروعي المدير التنفيذي لقطاع البنية التحتية وأصول البلدية: «أخذنا بعين الاعتبار العديد من المتطلبات التصميمية والهندسية للمشروع، بالتنسيق والتكامل مع مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني ودائرة النقل، ومن تلك الاعتبارات تصميم الطريق، بحيث يتلاءم مع المشاريع المستقبلية بالمنطقة وسبل ربطها مع المشروع، وتوفير اتجاهات الحركة من خارج الجزيرة وإليها». وأكد أن إنجاز المشروع جاء ثمرة تعاون بين بلدية مدينة أبوظبي ومجلس أبوظبي للتخطيط العمراني ودائرة النقل وشرطة أبوظبي لتوفير طرق آمنة ومستدامة تسهل الحركة المرورية لسكان مدينة أبوظبي والقادمين إليها.
وقال إن العمل بالطريق انطلق في مايو الماضي، مؤكداً أن الطريق الجديد سيسهم في توفير انسيابية أفضل في الحركة المرورية، وتقليل الكثافة المرورية للمركبات القادمة من شارع الكورنيش والمتجهة إلى جسر الشيخ خليفة بن زايد خاصة، بالإضافة إلى تسهيل حركة المركبات القادمة من وسط المدينة باتجاه جسر الشيخ خليفة بن زايد، وكذلك المركبات القادمة من جسر الشيخ خليفة بن زايد والمتجهة إلى وسط المدينة، ما سيؤدي إلى انخفاض في زمن الرحلات.
وحول أهم أهداف المشروع، قال المهندس أحمد صالح الصيعري مدير إدارة الطرق والبنية التحتية، إن البلدية حرصت على تزويد الطريق بأحدث أنظمة الخدمات، مثل تركيب أعمدة إنارة صديقة للبيئة توفر من استخدام الطاقة الكهربائية، ويوفر النظام فرصة استخدام وسائل الإضاءة لفترات طويلة، مع متطلبات صيانة محدودة، كما يسهم في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ويوفر فرصة التحكم في مستويات الإضاءة وتعديلها عند الضرورة، إضافة إلى ربطه بنظام تزويد الطاقة الذي يوفر الدعم للأنظمة الآلية والإضاءة في حالة الطوارئ.
وعن أهداف المشروع، قال إنه يوفر انسيابية أفضل في الحركة المرورية وتقليل الكثافة المرورية للمركبات القادمة من شارع الكورنيش والمتجهة إلى جسر الشيخ خليفة بن زايد، بالإضافة إلى تسهيل حركة المركبات القادمة من وإلى وسط المدينة باتجاه جسر الشيخ خليفة بن زايد، بالإضافة إلى توفير حارة إضافية خاصة بالشاحنات والمركبات الثقيلة القادمة من جسر الشيخ خليفة بن زايد والمتجهة إلى منطقة الميناء ومسلخ أبوظبي الآلي، وكذلك في الاتجاه المعاكس، وذلك من دون المرور بوسط المدينة والتسبب في ازدحام عند الإشارات المرورية والتقاطعات.
كما يخدم الطريق المركبات القادمة والمتجهة من وإلى كل من جزيرة أبوظبي، وصولاً إلى وسط المدينة والكورنيش وجسر الشيخ خليفة، وميناء الشيخ زايد وجزيرة المارية، كما أنه يوفر مسارات بديلة لدخول وخروج المركبات الثقيلة لمنطقة الميناء دون التعرض إلى وسط المدينة وعرقلة حركة السير.
كما يؤمن سهولة الحركة المرورية للمركبات القادمة من خارج جزيرة أبوظبي عن طريق جسر الشيخ خليفة، متجهة إلى جزيرة المارية وإلى وسط المدينة، ما سيؤدي إلى انخفاض كبير في زمن الرحلات عبر شارع الميناء وشارع الشيخ زايد، حيث سيستوعب الطريق أكثر من 3000 مركبة في الساعة.
وقال الصيعري إن بلدية مدينة أبوظبي اتخذت إجراءات السلامة اللازمة كافة لتسهيل الحركة المرورية وتأمين سلامة مستخدمي الطريق، بما في ذلك وضع اللافتات الإرشادية والحواجز المرورية لتأمين انسيابية حركة المركبات، وللتسهيل على مستخدمي هذا الجزء من الطريق والمناطق المتأثرة كافة بأعمال الإنشاءات الخاصة بمشروع تطوير شارع ونفق الشيخ زايد والطريق الشرقي الدائري. وتعتبر الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها بلدية مدينة أبوظبي ضرورية للحفاظ على سلامة مستخدمي الطريق وتخفيف حدة الازدحام المروري إلى أن يكتمل العمل بالمشروع.
وحدة السلامة
وأكدت البلدية تحقيق قفزة نوعية على طريق تنفيذ مشاريع في غضون السنوات الثلاث الماضية، مؤكدة أهمية تلك المشاريع في الارتقاء بمعايير السلامة المرورية وإيجاد بيئة سير آمنة لمستخدمي الطريق، وذلك من خلال مبادراتها الرائدة عبر إطلاق وحدة السلامة المرورية المتخصصة في وضع الاستراتيجيات العامة للسلامة المرورية والتطوير المستمر للأصول المتعلقة بهذا الشأن، حيث تطورت الوحدة لتصبح فريقاً خبيراً يعمل وفقاً لمنظومة ومبادئ التكامل والشراكة مع الهيئات والمؤسسات الحكومية ذات الاختصاص، بهدف إرساء أرقى الخدمات وترسيخ أعلى مستويات البنية التحتية الكفيلة بتحقيق الأمن والسلامة لمستخدمي الطرق كافة.
وجاءت وحدة السلامة المرورية انعكاساً لاستراتيجية البلدية وأهدافها وقيمها ورسالتها الهادفة إلى تقديم أرقى الخدمات العالمية، وتكريس أحدث ما توصلت إليه آليات إدارة الحركة المرورية وتطبيقات الأمن والسلامة، وذلك لحماية أفراد المجتمع، وفي الوقت ذاته حفظ أصول البلدية ومكونات البنية التحتية واستثمار طاقاتها وإمكاناتها بالشكل الأمثل.
طرق المشاة
كما أشارت إلى نجاحها في تحسين أداء الطرق والشبكات وتعزيز مستويات السلامة المرورية للمشاة والمركبات، وتوفير نظام النقل الداعم للنمو الاقتصادي والسكان، والعمل على تحقيق التكامل والتآزر بين استخدام الأراضي ونظام النقل والمرافق، وتقليل الآثار السلبية لنظام النقل على الصحة العامة والبيئة وتطبيق الابتكارات العلمية الحديثة في مجال النقل، والعمل على توظيف الكوادر الفنية وتوظيف الخبرة اللازمة لإدارة شبكة الطرق والجسور في الحاضر والمستقبل، وتنفيذ شبكة واسعة من تدابير تطوير تقييم المخاطر، وكذلك تنفيذ وتطوير عمليات الإدارة والنظم في وحدة السلامة المرورية التابعة للبلدية، مشيرة إلى وضع مجموعة من الإرشادات المؤقتة لتحسين سلامة المشاة في التقاطعات التي يوجد بها إشارات، ووضع استراتيجيات الصيانة والإصلاح لمكونات البنية التحتية الخاصة بالطرق ومتعلقاتها.
مواصفات الطريق
يتألف عرض الطريق لكل اتجاه من 10 أمتار تقريباً، مع وجود جزيرة وسطية متغيرة العرض وتتراوح بين 2 و20 متراً، حيث تحتوي على العديد من شبكات الخدمات المستقبلية وشبكات تصريف مياه الأمطار ومجهزة أيضاً بأعمدة إنارة نوع (LED)، ويوجد بالطريق ممرات للمشاة بعرض 2 – 3 أمتار، و9 أمتار شريحة خدمات في الاتجاهين، والعرض الكلي لحرم الطريق من حافة الأسفلت 14 متراً في كل اتجاه.
المصدر: يعقوب علي – الاتحاد