اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أن الحكومة الانتقالية في سورية يجب أن تشمل النظام الحالي والمعارضة، مؤكداً أن سورية «غير مهيّأة لفيدرالية»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الأضرار التي خلّفتها الحرب منذ 2011 تتجاوز 200 مليار دولار. في حين طلبت الأمم المتحدة، أمس، من الدول المتطورة إبداء تضامن أكبر واستقبال نصف مليون لاجئ سوري خلال ثلاثة أعوام.
وأكد الأسد في مقابلة نشرتها وكالة «ريا نوفوستي» العامة الروسية، أن الحكومة الانتقالية في سورية يجب أن تشمل النظام الحالي والمعارضة.
وقال إن «المنطق أن يكون هناك تمثيل للقوى المستقلة وللقوى المعارضة وللقوى الموالية للدولة».
وتنص «خريطة الطريق» لحل النزاع السوري على انتقال سياسي يشمل تنظيم انتخابات وصياغة دستور جديد.
وأضاف الأسد أن الانتقال السياسي «لابد أن يكون تحت الدستور الحالي حتى يصوّت الشعب السوري على دستور جديد»، مبيناً أن «الحديث عن هيئة انتقالية غير دستوري وغير منطقي».
وأوضح أن «صياغة الدستور ربما تكون جاهزة خلال أسابيع، الخبراء موجودون، وهناك مقترحات جاهزة يمكن أن تجمع».
ونصت ورقة جنيف، التي وزعتها الامم المتحدة خلال جولة المفاوضات بين النظام والمعارضة الاسبوع الماضي، على أن «الانتقال السياسي في سورية يشمل آليات حكم ذي صدقية وشامل، وجدولاً زمنياً وعملية جديدة لإعداد الدستور وتنظيم انتخابات»، على أن «يشارك فيها جميع السوريين بمن فيهم السوريون المغتربون المؤهلون للتصويت».
وقال الأسد: «حتى الآن لا نستطيع أن نقول إن هناك شيئاً أنجز في محادثات جنيف، ولكن بدأنا الآن بالأشياء الأساسية، وهي وضع مبادئ أساسية تُبنى عليها المفاوضات».
من جانب آخر، اعتبر الاسد أن معظم الأكراد في سورية يريدون العيش ضمن سورية «موحدة» بنظام مركزي بالمعنى السياسي «وليس فيدرالياً»، ويعارضون النظام الفيدرالي الذي أعلن في شمال البلاد.
وقال: «لا أعتقد بأن سورية مهيأة لفيدرالية».
إلى ذلك، قال الأسد رداً على سؤال حول تقييمه لحجم الدمار الذي تعرضت له سورية خلال السنوات الخمس الماضية، إن «الأضرار الاقتصادية وفي ما يتعلق بالبنى التحتية، تتجاوز الـ200 مليار دولار، وأن الجوانب الاقتصادية يمكن ترميمها مباشرة عندما تستقر الأوضاع في سورية، لكن إصلاح مرافق البنى التحتية سيستغرق وقتاً طويلاً». وأضاف: «نحن بدأنا عملية إعادة الإعمار حتى قبل أن تنتهي الأزمة، لكي نخفّف قدر الإمكان من الأضرار الاقتصادية وأضرار البنية التحتية على المواطن السوري». واعتبر أن سورية ستعتمد في عملية الإعمار بشكل أساسي على الدول الصديقة.
وقال: «طبعاً نتوقع في هذه الحالة أن تعتمد العملية على ثلاث دول أساسية وقفت مع سورية خلال هذه الأزمة، وهي روسيا والصين وإيران».
وأعرب الأسد عن اعتقاده بأن «المجال سيكون واسعاً جداً لكل الشركات الروسية للمساهمة في إعادة إعمار سورية». وبدأت روسيا حملة ضربات جوية في نهاية سبتمبر الماضي دعماً للنظام السوري.
وأكد الأسد في المقابلة أن الدعم الروسي للجيش السوري كان أساسياً في الانتصارات العسكرية الأخيرة «ودعم إيران وحزب الله مهم أيضاً».
وأشار إلى أن المتشددين سيطروا على تدمر بسبب فشل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، معتبراً أنه بعد تحرير تدمر هناك حاجة للتوجه شرقاً إلى دير الزور، وبدء التحرك باتجاه الرقة.
من ناحية أخرى، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أمس، خلال افتتاح مؤتمر دولي في جنيف يهدف إلى إيجاد دول مضيفة، إلى تضامن دولي أكبر لمواجهة أزمة اللاجئين السوريين.
وقال: «نحن هنا لمواجهة اكبر أزمة لاجئين ونازحين في عصرنا».
وأضاف أمام ممثلي أكثر من 90 دولة أن «هذا الامر يتطلب تعزيز التضامن الدولي بشكل كبير جداً». وأعلن أن 480 ألف سوري على الاقل، أي 10% من اللاجئين والنازحين الذين فروا بسبب النزاع في سورية، بحاجة لايجاد بلد مضيف في السنوات الثلاث المقبلة.
وبحسب تقرير نشرته منظمة أوكسفام البريطانية غير الحكومية، أول من أمس، فإن الدول الغنية لم تُعد توطين سوى 67 الفاً و100 لاجئ سوري أي 1.39% من إجمالي عدد اللاجئين.
من جهته، أعلن مفوض الأمم المتحدة الأعلى للاجئين، فيليبو غراندي، أن الظروف المعيشية في الدول المجاورة لسورية «تزداد صعوبة». وقال إن نحو 90% من اللاجئين السوريين يعيشون تحت عتبة الفقر، و10% منهم على الاقل يعتبرون «في ظروف سيئة جداً».
وأضاف: «لا يمكننا مواجهة أزمة لاجئين شاملة عبر اغلاق الأبواب وبناء الجدران»، في اشارة الى الاتفاق الموقع بين الاتحاد الاوروبي وتركيا بخصوص إعادة المهاجرين الجدد الوافدين الى اليونان.
على الصعيد الميداني، واصل الجيش السوري هجومه ضد تنظيم «داعش» في وسط سورية، بعد استعادة مدينة تدمر الاثرية التي خلت من سكانها.
واندلعت، أمس، معارك عنيفة، في محيط مدينة القريتين الواقعة على بعد 120 كلم غرب تدمر، لاستعادتها من أيدي التنظيم بهدف تأمين تدمر، ومنع المتطرفين من مهاجمتها مجدداً.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «المدفعية السورية تقصف بكثافة مناطق القتال».
وسيطر التنظيم في أغسطس الماضي على مدينة القريتين التي تقع على طريق استراتيجي يربط تدمر بريف القلمون الشرقي في محافظة دمشق، وأقدم على هدم أحد أبرز الأديرة المسيحية فيها، ولايزال نحو 500 مدني في المدينة. وشن الطيران السوري غارات على السخنة شرق تدمر، حيث يتحصن المتطرفون، واذا سيطر الجيش على هذه المدينة فسيصبح على ابواب محافظة دير الزور النفطية (شرق) التي يسيطر التنظيم على القسم الأكبر منها.
المصدر: الإمارات اليوم