واصل المقدسيون اعتصامهم على أبواب الأقصى، وإقامة الصلوات على بواباته خاصة «باب الأسباط وباب المجلس»، رغم الملاحقة والقمع.
وأكدت المرجعيات الدينية الإسلامية والمسيحية أن الأقصى لا يزال محاصراً، وأن العبور إليه يكون عبر بواباته الرئيسية، وطالبوا بإزالة البوابات الإلكترونية التي نصبها الاحتلال. ودعت حركة فتح إلى «يوم غضب» لنصرة الأقصى، بعد إصابة 50 فلسطينياً في اشتباكات مع قوات الاحتلال بالقدس. فيما دعا مجلس الوزراء الفلسطيني إلى تبني خطة طوارئ ممولة عربياً وإسلامياً تغطي احتياجات القدس المحتلة وتدعم صمود أهلها.
وأدى مئات من الفلسطينيين صلاة الظهر، ثم صلاة جنازة عند باب الأسباط في البلدة القديمة، عند أحد مداخل المسجد الأقصى. وأكد الشيخ عزام الخطيب، مدير عام أوقاف القدس، أن موظفي الأوقاف الإسلامية المسؤولة عن الموقع ما زالوا يرفضون الدخول لأداء عملهم في المسجد، مع إجراءات الحصار «الإسرائيلي». وقال الخطيب «لن ندخل من هذه البوابات المرفوضة إسلامياً ودينياً وأخلاقياً. هذا هو موقفنا وسوف نبقى عليه حتى تزال هذه البوابات».
وأوضح رئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري، أن المرجعيات الدينية تقوم بعقد جلسات مستمرة، ويتم تقييم الوضع في كل مرحلة، وأوضح انه إضافة إلى مخاطبة الجماهير فإن هناك اتصالات دبلوماسية مع الأردن ومنظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية حول البوابات التي تريد سلطات الاحتلال من خلالها فرض السيادة الكاملة على الأقصى.
وقال الشيخ عبد العظيم سلهب، رئيس مجلس الأوقاف، إن الموقف واحد وموحد، رفض البوابات الإلكترونية، ويجب إزالتها بشكل فوري وإعادة فتحه للمسلمين للدخول إليه بحرية من دون شروط.
وقال الشيخ واصف البكري القائم بأعمال قاضي القضاة ورئيس محكمة الاستئناف: «إن الأقصى لا يزال مغلقاً ومحاصراً لليوم الخامس على التوالي… إعادة فتح بعض أبوابه وليست جميعها، ووضع البوابات الإلكترونية على البوابات المفتوحة هي قيود إضافية، وحصار على المسجد الأقصى.. فلا يمكن أن نعتبر أن سلطات الاحتلال قامت بفتح المسجد كما تدعي».
من جانبه، حمل رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، الحكومة «الإسرائيلية» المسؤولية الكاملة عن «المساس بالمسجد الأقصى». ودعا لخطة طوارئ مدعومة عربياً وإسلامياً لدعم صمود القدس وأهلها.
وقال الحمد الله في اجتماع حكومته الأسبوعي في رام الله «نرفض كل هذه الإجراءات الخطرة التي من شأنها منع حرية العبادة، وإعاقة حركة المصلين، وفرض العقوبات الجماعية والفردية على أبناء شعبنا، وانتهاك حق الوصول إلى الأماكن المقدسة، والمساس بحق ممارسة الشعائر الدينية». وأضاف «إسرائيل» ليس لها أي سيادة قانونية على القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية».
على جانب آخر، دعا رئيس الحكومة الفلسطينية الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في اتصال هاتفي، إلى التدخل العاجل والوقوف في وجه الإجراءات «الإسرائيلية» بحق المكانة الدينية والتاريخية للمسجد الأقصى، واستباحة الحرم المقدسي.
ودعت حركة فتح إلى يوم غضب في جميع الأقاليم اليوم الأربعاء، «نصرة للمسجد الأقصى» وشدد عضو اللجنة المركزية للحركة جمال محيسن على «ضرورة مساندة صمود المقدسيين خصوصاً في البلدة القديمة ضد الهجمة الشرسة المنظمة من قبل قوات الاحتلال، ورفض وضع البوابات الإلكترونية على أبواب المسجد الأقصى، مطالباً بعودة الأوضاع لما كانت عليه قبل الأحداث الأخيرة».
كما حذرت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني المحتل، من أن ما يجري في المسجد الأقصى المبارك ومحيطه، ما هو إلا مخططات جاهزة من قبل تهدف لإفراغ المسجد الأقصى من أصحابه. وقالت، «إن سلطات الاحتلال كانت تنتظر أن تسنح لها الفرصة «لتطبيق هذه المخططات، والهدف هو إفراغ المسجد الأقصى المبارك من أصحابه المسلمين، ومن ثم فرض أمر واقع على المسجد المبارك، كما هو حال الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل المحتلة».
ومساء الاثنين، أصيب 50 فلسطينياً بجروح في مع قوات الاحتلال في منطقة باب الأسباط بمدينة القدس المحتلة.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأنها تعاملت مع 50 إصابة خلال تلك المواجهات، موضحة أنه تم نقل 15 إصابة لمستشفى المقاصد، وعلاج 35 حالة ميدانياً. وأوضحت الجمعية أن الإصابات شملت 16 إصابة بالمطاط، و9 إصابات بقنبلة صوت، و25 اعتداء بالضرب، إضافة لإصابة 4 أفراد من طواقم الهلال الأحمر خلال علاجهم مصابي المواجهات. (وكالات)
المصدر: الخليج