تتجه أنظار المجتمع الدولي إلى نيويورك ومجلس الأمن على وجه الخصوص، بعد تعثر «جنيف 2». وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية ايدغار فازغيز إن «على روسيا مسؤولية دفع النظام للمجيء إلى طاولة (جنيف 2) بنفس الجدية التي أظهرتها المعارضة».
ولفت المسؤول الأميركي إلى أن الأسابيع المقبلة ستعتمد على الدبلوماسية المكثفة، وعلى جهود الروس، بالإضافة إلى العمل في مجلس الأمن، رافضا فرضية أن طرح مشروع قرار مجلس الأمن في هذا الوقت أدى إلى رفض الروس الضغط على سوريا. والتزم موقف واشنطن وغيرها من الدول بأن مشروع القرار كان بسبب فشل الجهود في حمص, وليس كأداة ضغط على الروس.
يذكر أن الأخضر الإبراهيمي المبعوث العربي والدولي, سيتوجه إلى نيويورك الأسبوع المقبل, للقاء الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون, لتقديم تقرير عن الجولتين الأوليين من المفاوضات. كما أن هناك إمكانية لأن يعقد مجلس الأمن جلسة للاستماع إلى الإبراهيمي حول المفاوضات، وإمكانية مواصلة العملية رغم المصاعب.
وكان من اللافت انتقاد فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية السوري، الحاد لوكيلة الأمين العام للأمم المتحدة فاليري آموس, المسؤولة الدولية الأولى عن القضايا الإنسانية.
وقال إن تصريحات آموس أمام مجلس الأمن الليلة قبل الماضية «غير مقبولة كليا»، بعد أن طالبت بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى كل أرجاء سوريا. وأضاف المقداد «لن نسمح أبدا بانتهاك الحدود السورية»، في وقت تطالب فيه المنظمات الإنسانية بالسماح بدخول المساعدات عبر الحدود مع تركيا, وهو أمر ترفضه دمشق كليا. كما شدد المقداد على أن العلاقة مع موسكو «لا تعتمد على الضغط.الموقف السوري والروسي متطابقان».
من جهتها، دعت الأمم المتحدة، دمشق أمس، للسماح بإجلاء مدنيي يبرود، وأعربت عن قلقها من حشد عسكري قرب المدينة السورية الخاضعة لسيطرة المعارضة. ومن جانبها عدت آموس أن إجلاء المدنيين من حمص لم يحرز «تقدما كافيا».
وطالبت آموس مجلس الأمن الدولي أمس، بإعطاء عمال الإغاثة في حمص «الوسائل المطلوبة للقيام بعملهم». وقالت إن الأمم المتحدة حصلت على «ضمانات لفظية» من المتحاربين من دون الحصول على أي تأكيد خطي على تمديد الهدنة في المدينة.
المصدر: جنيف: مينا العريبي – بيروت: نذير رضا ( الشرق الأوسط )