أمين الدوبلي
انتزع النادي الأهلي لقب سوبر الخليج العربي أمس بعد تغلبه على العين بركلات الترجيح 3 / 2 بعد انتهاء الشوطين الأول والثاني بالتعادل السلبي، ويعد هذا هو الفوز الثاني للأهلي بلقب كأس السوبر في عصر الاحتراف حيث سبق أن فاز به عام 2008.
جاءت المباراة قوية وحماسية بالرغم من رطوبة الجو، وتبارى الفريقان في السيطرة عليها حيث كان العين هو صاحب الأفضلية في البداية، إلا أن الأهلي كان الأفضل في معظم فترات الشوط الثاني، غير أن أياً من الفريقين لم ينجح لاعبوه في تسجيل أي أهداف، ليحتكما إلى ضربات الترجيح التي انحازت للأهلي.
وبهذا الفوز يدخل كوزمين التاريخ من أوسع أبوابه، بعد أن أصبح المدرب الوحيد الذي يحقق لقبي دوري ولقبي «سوبر» ويعود الفضل في ركلات الترجيح إلى ماجد ناصر حارس الأهلي الذي تمكن من صد ركلتي جزاء من كل من عمر عبدالرحمن، وإبراهيما دياكيه، في الوقت الذي أهدر لاعب العين أحمد الشامسي هو الآخر كرته بالتسديد خارج المرمى.
بدأ العين المباراة بالتشكيلة الأساسية، وتضم خالد عيسى في حراسة المرمى، وإسماعيل أحمد، ومهند العنزي، وفارس جمعة، ومحمد أحمد، وخالد عبدالرحمن، في الدفاع وهلال سعيد ورادوي، وباستوس، وعمر عبدالرحمن وأسامواه جيان، واعتمد «الزعيـم على طريقـة 3 – 4 – 2 – 1، التي يشتهر بها فوساتي طوال مسيرته التدريبية، من أجل السيطرة على منطقة المناورات في وسط الملعب، وشهدت تشكيلة «البنفسج»، عدم البدء بالوافد الجديد إبراهيما دياكيه، فيما خرج سلطان الغافري عن قائمة الـ 18.
أما الأهلي فقد أشرك ماجد ناصر في حراسة المرمى، وأمامه عبد العزيز صنقور، وسعد سرور، وعبدالعزيز هيكل، وبشير سعيد، وماجد حسن، وخمينيز، وإسماعيل الحمادي، وفيريرا هوجو، وسياو وأحمد خليل، معتمداً على طريقة 4 – 4 – 2 التي يلجأ إليها كوزمين في الغالب، وتتميز بالمرونة والسرعة في التحرك والانتقال المفاجئ من الخلف إلى الأمام، فيما لم تكن هناك مفاجآت في تشكيلة «الأحمر»، إلا وجود عامر مبارك في دكة البدلاء.
وجاءت البداية سريعة من العين، حيث انطلق رادوي بالكرة من الجبهة اليمني، ومررها إلى محمد أحمد المندفع من الخلف، ولعب كرة عرضية متقنة بالمقاس على رأس أسامواه جيان، سددها فوق عارضة ماجد ناصر في الثانية، وبعد «الهجمة البنفسجية» هدات الأمور نسبياً، داخل «المستطيل الأخضر»، لتنحصر الكرة في وسط الملعب بعض الوقت، ثم يسقط عبدالعزيز صنقور على الأرض، في التحام قوي مع رادوي، ليتوقف اللعب قليلاً بقرار الحكم عبدالله العاجل الذي يحتسب مخالفة على رادوي، ويمنحه بطاقة صفراء في الدقيقة السابعة، ويبدو أن مشهد «البطاقات الصفراء»، جاء متلاحقاً، وبعد دقيقة فقط، يخطف «عموري» الكرة من أحمد خليل، وينطلق بها تجاه المرمى «الأحمر»، ولكنه يتعرض للعرقلة من أحمد الذي يحصل على الإنذار هو الآخر.
ويبدو أن أداء الفريقين تأثر برطوبة الطقس، وغابت الخطورة على المرميين، دون أن يتعرض الحارسان «ماجد وخالد» لأي تهديد حقيقي، ويندفع عبدالعزيز صنقور بكرة من الوسط، ويكاد ينفرد، لولا براعة فارس جمعة، بتدخله في اللحظة الأخيرة، وينجح في إبعاد الكرة إلى ضربة ركنية، لم تسفر عن شيء، ويحصل الأهلي على ضربة حرة مباشرة من مسافة 40 ياردة، يسددها قوية بشير سعيد من مرة واحدة، لكنها ترتطم بالحائط البشري.
وتشهد أحداث الشوط الأول، أخطر فرصة، عندما انفرد أسامواه جيان بالحارس ماجد ناصر في الدقيقة 14، ويحاول مراوغته، لكن الكرة لم تطاوعه، وابتعدت عنه لتضيع فرصة ذهبية، وإن كان بمقدور أسامواه التسديد من أول لمسة، دون اللجوء إلى المراوغة
ويتقدم عموري بكرة من العمق، ويسقط داخل المنطقة، ويطالب بضربة جزاء، في كرة مشتركة مع الدفاع ، وترتد الهجمة خطيرة للأهلي، إلا أن فارس جمعة أفضل لاعبي العين ينقذ الكرة من أمام قدم سياو، ويحصل محمد أحمد على بطاقة صفراء نتيجة جذب أحمد خليل من القميص.
وتعود المباراة إلى البطء، وبالتالي كان من البديهي أن ينحصر اللعب في وسط الملعب لمدة خمس دقائق، حتى تصل الكرة في الثلث الهجومي للأهلي وتحديداً عبدالعزيز هيكل الذي يطلق أجمل تسديدات اللقاء، تمر فوق عارضة خالد عيسى في الدقيقة 28، ويرد عليه أسامواه جيان بـ «طلقة» بعيدة المدى في عارضة ماجد ناصر في الدقيقة 30 لتضيع فرصة ذهبية لتسجيل هدف السبق للعين.
ويتقدم ميشيل باستوس من الجبهة اليسرى، ويسدد كرة أرضية قوية بعيدة المدى، ولكن ماجد ناصر كان لها بالمرصاد، ثم يمرر «عموري» كرة طولية جميلة إلى باستوس داخل منطقة جزاء الأهلي، لكن الأخير يحاول أن أن يلعبها عرضية، تعلو العارضة، لتضيع فرصة خطيرة للعين الذي بدأ يدخل أجواء اللقاء بقوة، وتتسم محاولاته بالخطورة المضاعفة منذ الدقيقة 30 .
تغيير عيناوي
ويدفع المدرب الأوروجوياني فوساتي مدرب العين بالتغيير الأول، بنزول أحمد الشامسي بدلاً من هلال سعيد، في محاولة لتسريع اللعب، وإحكام السيطرة على وسط الملعب، ويحصل العين على ضربة ركنية من هجمة «عنترية» قادها أسامواه جيان، ويلعبها رادوي عرضية قوية رائعة على رأس إسماعيل أحمد القادم من الخلف، يسددها برأسه فوق العارضة، رغم أنه خالٍ من الرقابة.
ومع اقتراب الشوط الأول من نهايته، ويحصل الأهلي على ضربة ركنية، وصلت إلى ماجد حسن الذي يحولها عكسية متقنة في منطقة الجزاء، إلا أن خالد عيسى قضى على الخطورة، وسط تشجيع الجماهير، ويتقدم «عموري»، ولكن تسديدته تصطدم بقدم خمينيز، وتهيأت أمام أحمد الشامسي، الذي لم يحسن استغلالها، ليطلق الحكم عبدالله العاجل صافرة نهاية الشوط الأول الذي شهدت خطورة متباعدة، وإن كان أسامواه بطل «المشهدين»، عندما أضاع حالة إنفراد، كما أن الحظ عبث في وجهه عندما تصدت العارضة لكرته الصاروخية.
ومع بداية الشوط الثاني، يندفع سياو، بكرة من الجبهة اليمنى، ويحاول المرور، إلا أن فارس جمعة، يحول الكرة إلى ركنية، ويرد العين بتهديد مرمى ماجد ناصر مرة أخرى، إلا أن عبدالعزيز هيكل، كان لها بالمرصاد، قبل أن تصل الكرة إلى قدم أسامواه المترقب، وبعدها يسدد ميشيل باستوس كرة قوية أرضية، بجوار القائم الأيمن لماجد ناصر.
ويبدو الشوط الثاني أكثر سرعة من الأول، وأن المحاولات أكثر جدية، ويكثف العين من وجوده في منطقة الوسط للسيطرة عليها، ويكثف الأهلي من اختراقاته من العمق، ويتقدم إسماعيل الحمادي، بكرة من الجبهة اليمنى، ويهيئها إلى سياو القادم من الخلف، ويسدد كرة صاروخية قوية فوق عارضة الحارس خالد عيسى في الدقيقة 51، وتضيع أول فرصة خطيرة من الأهلي، وتميل السيطرة نسبياً لـ «الفرسان»، ويحصل إسماعيل الحمادي أفضل زملائه في الشوط الثاني، على ضربة حرة مباشرة على حدود منطقة جزاء العين في الدقيقة 54.
أخطر هجمة
وبعد انتظار جماهير الأهلي للهدف من الضربة الحرة المباشرة، يسدد سياو قوية فوق المرمى، ويبدو العين مرهقاً، وأن الأهلي الأفضل، وتضيع كرة من عموري الذي أراد أن يعدلها لباستوس، إلا أنها تذهب لدفاعات الأهلي، ويسقط سياو متألماً من الالتحام مع أحمد الشامسي، ويتوقف اللعب قليلاً، ويتقدم أسامواه جيان الذي يسدد بـ «رعونة»، بجوار القائم الأيمن لمرمى ماجد ناصر، ويرد خمينيز بتسديدة قوية بعيدة المدى يتألق خالد عيسى في إبعادها، بعدها يهرب عمر عبدالرحمن من الرقابة، ويتقدم بالكرة من العمق، ويسدد كرة «لولبية» ينقض عليها ماجد ناصر.
وتشهد الدقيقة 64 أخطر هجمات اللقاء عندما ضرب سياو والحمادي العمق الدفاعي العيناوي بتمريرة «هات وخد»، لينفرد الحمادي، ويسدد بيمناه قوية من الناحية اليمنى بقدمه اليمنى، تمر بجوار القائم الأيمن لمرمى خالد عيسى الذي أصبح تحت التهديد في الشوط الثاني، بعد أن كان بعيداً عن الخطورة في الشوط الأول.
ويسقط خمينيز في منطقة جزاء العين، بعد الالتحام مع مهند العنزي، ويطالب بركلة جزاء، إلا أن العاجل لم يستجب لطلبه.
ويجري العين تغييره الثاني من خلال الدفع بهزاع سالم بدلاً من محمد أحمد في محاولة لتنشيط الجبهة اليمنى للعين، وإيقاف خطورة إسماعيل الحمادي الذي تحول للجبهة اليمنى للأهلي، واليسرى للعين في الشوط الثاني، وأصبح يشكل خطورة مضاعفة عما كان يشكلها من وجوده في الجبهة اليسرى.
ويتقدم جيان أسامواه من الجبهة اليمنى، ويسدد كرة قوية بجوار قائم الأهلين ثم يجري فوساتي تغييره الثالث حيث يدفع بإبراهيما دياكيه بدلاً من خالد عبدالرحمن في الدقيقة 72، ويدفع كوزمين في الوقت نفسه بورقته الأولى، من خلال سحب أحمد خليل، والدفع بعامر مبارك أيضاً لتنشيط منطقة المناورات، وتصل كرة متقنة من ماجد حسن إلى خمينيز على حدود منطقة جزاء الأهلي، ويسدد خمينيز قوية صاروخية تمر بجوار القائم الأيمن لخالد عيسى.
ويحصل العين على ضربة حرة مباشرة من أمام منطقة جزاء العين يتقدم لها رادوي، ويسددها قوية فوق عارضة ماجد ناصر، ومن جملة رائعة بين دياكيه و«عموري»، تتمثل في 4 لمسات تصل الكرة لدياكيه في النهاية، ويسدد بقوة ترتطم بأقدام المدافعين، وتتحول إلى خارج المرمى، وهي في طريقها إلى الشباك في الدقيقة 76 .
وينشط العين بالفعل ويعود إلى اللقاء، وتصل الكرة إلى هزاع سالم في المنطقة اليمنى، ويسدد بقوة في مرمى الأهلي، لكن ماجد ناصر يتصدى لها، ويحصل أحمد الشامسي على بطاقة صفراء، وتصل الكرة إلى عامر مبارك على حدود منطقة الجزاء، ويسدد قوية بيسراه فوق عارضة خالد عيسى ويرد أسامواه جيان بهجمة سريعة، إلا أن سعد سرور أبعد الكرة إلى ركنية لم يستغلها العين.
وتصل المباراة إلى الدقائق العشر الأخيرة، ويحصل فارس جمعه على بطاقة صفراء في الوقت الذي كان فيه سياو ساقطاً على الارض.
ويتدخل المساعد مسعود حسن في الوقت المناسب ليوقف هجمة خطيرة كادت تنتهي بهدف للعين، حيث إنه رفع رايته ليحتسب تسللاً على أسامواه في الدقيقة 85 من اللقاء، ويحصل ماجد حسن على أول بطاقة حمراء في المباراة في الدقيقة 89 عندما عرقل عمر عبدالرحمن من الخلف، ويحتسب الحكم 3 دقائق كوقت محتسب بدلاً من الضائع، إلا أن العين عاد للمباراة بالفعل مع نزول دياكيه في الدقيقة 72، ويسدد باستوس بيسراه قوية لترتطم بالحائط البشري، وتتحول إلى ركنية للعين، يلعبها رادوي على رأس إسماعيل أحمد الذي سددها قوية بجوار القائم الأيمن، ويحصل ماجد ناصر على بطاقة صفراء لإضاعته الوقت، ثم يطلق الحكم صافرة نهاية الشوط الثاني واللقاء، ويلجأ الفريقان إلى ركلات الترجيح لحسم لقب «سوبر الخليج العربي»، والتي ابتسمت للأهلي.
ضربات الترجيح
وتتعلق رقاب الجماهير من الفريقين بأقدام اللاعبين في ركلات الترجيح، ويتقدم جيان أسامواه ليسدد الكرة الأولى في زاوية ويضع ماجد في الزاوية الثانية، ويتقدم من الأهلي خمينيز ويسدد فيتصدى لها خالد عيسى ببراعة وتبقى النتيجة لصالح العين 1 / صفر وتنفجر مدرجات العين فرحا. ويتقدم عمر عبدالرحمن للثانية فيسدد ويتصدى لها ماجد ببراعة هو الآخر، لتشتعل مدرجات الأهلي في انتظار كرة سياو الثانية للأهلي، ويتقدم سياو ليسجل هدف فريقه الأول ويتعادل مع العين.
بعدها يتقدم أحمد الشامسي ليهدر كرته ويسددها خارج المرمى تماما، ومن الأهلي يتقدم هوجو ويسدد فيسجل هدف فريقه الثاني على يسار خالد عيسى، لتصبح النتيجة 2 / 1 للأهلي الذي اشتعلت مدرجاته فرحاً بالتقدم، ويسجل فارس جمعة الهدف الثاني لفريقه، ويتقدم عبدالعزيز صنقور من الأهلي ليسدد ويسجل بالرغم من ارتطامها بيد خالد عيسى، غير أنها تحولت لداخل المرمى، ثم يتقدم دياكيه ويسدد فيتصدى لها ماجد ناصر ويقود فريقه إلى الفوز بنتيجة 3 / 2، والتتويج بالسوبر.
المصدر: الاتحاد