كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة
حين تنكسر الرسميات في جلسة ما، ويتحول فيها الحوار إلى حديث مودة مشبعة بالهم الثقافي الذي يحمله الحضور جميعهم، فإن الثمار لا بد أن تكون إيجابية، والأفكار يفترض بها أن تأتي تلقائيا من الموجودين لتصب في نهر واحد يرفد فكرة النهوض والتطوير..
هكذا كانت الجلسة قبل يومين، ولم يكن حوارا عاديا ذلك الذي جمعني في مجلس مديرة ومؤسِّسة مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون السيدة هدى الخميس كانو في أبوظبي مع نخبة من الإعلاميين والأدباء مثل الإعلامي الدكتور سليمان الهتلان، ورئيس تحرير صحيفة “ذا ناشيونال” محمد العتيبة، والروائي سلطان العميمي، والكاتب والناشر جمال الشحي، والروائي سلطان الرميثي.. فالكلّ يريد للثقافة بفروعها وفنونها أن ترتقي أكثر، والصعود بالذائقة الجمعية قاسم مشترك لمعظم الرؤى التي أتت لتشكل لوحة حيّة تمازجت فيها الألوان والمدارس الفنية لتبلغ الغاية المنشودة التي أخلصت لها صاحبة الدعوة والمتمثلة في حوار الثقافات.
ليس سهلا في هذا الزمن أن تكرس جهودك لفكرة صعبة، فعلى الرغم من سهولة التواصل مع الآخر غير أن حوار الثقافات مسألة معقدة لو نظرنا إلى البيئة المحيطة على مستوى المنطقة، فالتنظيمات المتطرفة تسيء لصورة مجتمعاتنا الشرقية، لذلك لا يعد أمرا سهلا اختراق الغرب بثقافتنا أو استضافة ثقافته لنتعرف عليها عن قرب كما تفعل مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون.. فرسالة المجموعة التي حدثتنا عنها السيدة “كانو” تأسست على مرتكزات معينة، وهي سوف تكمل المشوار وفق المعايير التي تراها مناسبة للتقريب بين ثقافتي الغرب والشرق.
الجميل في جلسة أول من أمس أنها بالإضافة لكونها حفلت بتنوع في الآراء، فقد تميزت أيضاً برغبة رئيسة مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون بأخذ كل ما هو مفيد من أجل التطوير، الأمر الذي يشير إلى أن شيئا ما سوف يأتي بصورة مختلفة عن المألوف مع أهمية المحافظة على البناء العام للفكرة.. وحين أذكر مفردة “بناء” هنا، فإنما أعيد التشبيه الذي طرحتُه خلال الجلسة بأن ما أنجز هو بناء متكامل الأساسات، يصعب التغيير الجذري فيه لئلا ينهار، وإن حدث تغيير فالمفترض أن يكون على هيئة عملية تزيينية جمالية، تماما مثل بناء مشيد، نعلق لوحات على جدرانه، ونضع نباتات على شرفاته ونوافذه.
باختصار، أن تخلص للثقافة في مرحلة ابتعد الناس فيها عنها فهذا بحد ذاته إنجاز، ولذلك فإن الجهات التي تعمل بإخلاص في المجال الثقافي تنحت في الصخر لتغير الواقع، وهي سوف تصل لأنها امتلكت الإرادة، ولم تجد حرجا بالاستعانة بأهل الرأي للمشورة كي تقوم المسارات.
المصدر: الوطن أون لاين
http://alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleID=24311