انسحبت قوات عسكرية تنتمي إلى حزب الإصلاح، فرع تنظيم الإخوان في اليمن، من مواقع عسكرية عدة جنوب غربي مدينة تعز، وسلمتها لميليشيات الحوثي، التي عملت على إعادة إغلاق المنفذ الوحيد للمدينة مع بقية أنحاء البلاد، قبل أن تشن قوات الجيش الوطني هجوماً شرساً وتستعيد الموقع ومناطق أخرى، في وقت واصلت مقاتلات التحالف العربي استهداف القيادات الميدانية للانقلابيين، ودمرت صاروخاً باليستياً أطلقته الميليشيات.
وقالت مصادر محلية إن عملية التسليم تركزت في جبل هان، الذي يطل على المنفذ الوحيد الرابط بين تعز وعدن والذي استعادته قوات الشرعية قبل أشهر. وبالسيطرة على جبل هان يعيد الحوثيون حصارهم على مدينة تعز من أربعة اتجاهات بعد ما كان من ثلاثة محاور.
وأفادت المصادر أن فساد القيادة العسكرية لمحور تعز، والتي يسيطر عليها جماعة الاخوان، تسبب في انسحاب المقاتلين من جبل هان وسيطرة الانقلابيين عليه، حيث تبين أن هناك أرقاماً كبيرة مبالغ فيها في عدد الجنود المقيدين في سجلات الرواتب، ولكن غالبية عظمى من هؤلاء غير متواجدين في مواقعهم. وذكرت المصادر أن القيادة المسيطرة على الجانب العسكري رفضت في السابق مطالب عديدة بتشكيل لجان ميدانية لتسليم رواتب الجنود في مواقعهم ومعسكراتهم، وتمسكت بمطلب تسليمها الرواتب وفقاً للأعداد التي قدمتها.
ويشكو الجنود المحسوبون على قوات الشرعية من رفض قائد محور تعز المحسوب على تنظيم الإخوان، العميد خالد فضل، من عدم تسليمهم ذخائر وأسلحة. ويشكون أيضا من عدم دفع مرتبات للمرابطين في الجبهات وصرفها للمنتمين إلى حزب الإصلاح، القابعين في منازلهم.
وفي وقت لاحق، استعاد الجيش الوطني السيطرة على ًجبل هان، وأمن الطريق الوحيد الذي بربط مدينة تعز بمحافظة لحج ومعه عدة مواقع متفرقة في مديرية مقبنة بعد معارك مع المليشيا الانقلابية قتل خلالها أكثر من عشرين مسلحاً.
جبهة الجوف
وفي محافظة الجوف الحدودية، أكدت مصادر في المنطقة العسكرية السادسة أن وحدات من الجيش اليمني في جبهة «اليتمة» بمديرية خب والشعف، التحمت مع وحدات أخرى من الجيش في جبهة البقع شمال شرقي محافظة صعدة، وتم الالتحام وفق مصادر عسكرية في منطقة «جبل الخليقاء»، بعد تقدم قوات الجيش عبر ثلاثة محاور باتجاه الطريق الدولي الرابط بين الجوف وصعدة.
ويخوض الجيش اليمني مواجهات عنيفة لدحر الميليشيات من الأجزاء المتبقية في مديرية خب والشعف بغطاء من طائرات التحالف، حيث استهدفت تعزيزات للميليشيات ودمرت آليات وعتاداً حربياً قبل وصوله إلى الجبهات.
واستهدفت مقاتلات التحالف بعدة غارات تعزيزات للميليشيات في جبهتي اليتمة والبقع، كما دمرت مواقع وتحصينات للميليشيات في مديريتي باقم وشدا الحدوديتين شمال صعدة، وفي منطقة آل عمار التابعة لمديرية الصفراء، جنوب مدينة صعدة.
في غضون ذلك، ذكرت مصادر عسكرية أن مقاتلات التحالف استهدفت مواقع وتجمعات الانقلابيين في محافظة الجوف، فقتلت العميد محمد صالح مسعد الصوفي، قائد لواء المدفعية في صفوف الانقلابيين بعد يوم على مقتل بندر الضراب وأبو نايف الأعوج، وهما من أبرز القيادات الميدانية التابعة للميليشيات.
وحسب المصادر التي تحدثت إليها «البيان» فإن مقاتلات التحالف، شنت أكثر من 30 غارة على مناطق متفرقة وتركزت على مديرية نهم شرق صنعاء، والجوف وميدي بمحافظة حجة، وجنوب غرب مدينة تعز، وأن 32 من المسلحين الانقلابيين لقوا مصرعهم في هذه الغارات.
تدمير صاروخ
من جهتها، تمكنت الدفاعات الجوية السعودية من تدمير صاروخ باليستي أطلقته الميليشيات الحوثية صوب ظهران الجنوب. وحسب مصادر عسكرية، فقد نجحت طائرات التحالف في تدمير منصة إطلاق الصاروخ في محافظة عمران شمال صنعاء. وقالت المصادر إن الصاروخ من تجميع الميليشيات الحوثية، نظراً لأن كل الصواريخ التي تستخدمها من نوع «سكود»، وتمتلك المملكة مضادات لها، حيث جعلتها «سكراب» في كل العمليات التي نفّذتها.
هجوم
دحرت قوات الجيش الوطني هجوماً للميليشيا في جبهة الكدحة بمحافظة تعز، واستعادت كلا من تلة الخزان، وجبل نعمان، والقرون، ونقيل زبد، فيما لا تزال تشهد جبهة مقبنة، غرباً، معارك مستعرة وذلك عقب تنفيذ المليشيات لعملية التفاف بهدف السيطره على خط امداد مقبنة – تعز.
المصدر: البيان