كاتبة سعودية
أستغرب الموقف المتشنج الذي يتخذه أتباع “التنظيم الدولي للإخوان المسلمين” والمتحمسون له ولا يرغبون الاعتراف بفشل حزبهم في إدارة شؤون دولة بحجم مصر، بل تأثروا بما يروجه قادتهم في مصر وتونس وغيرهم، بأن ما حصل في مصر مؤامرة ضد الإسلام على اعتبار أنهم حراسه، موهمين الناس أنه بزوالهم عن “السلطة” سيزول معهم الإسلام ويصبح في خطر! وأتساءل: ألا يستحي هؤلاء “الإخونجية” وهم يخدعون الناس، خاصة البسطاء والفقراء كي يستخدمونهم دروعا بشرية لأجل مصالحهم مع السلطة! ألا يستحون وهم يشاهدون أبرياء يُقتلون ممن غرروا بهم لأجل أصنام بشرية من قياداتهم، إنهم يعززون فكرة زوال الإسلام أو تهديده بزوالهم! إلى درجة إقناع أتباعهم والمتحمسين لهم أن قتل المخالفين لهم سياسيا والاعتداء على جنود مهمتهم حماية الناس هو جهاد في سبيل الله! بينما الحقيقة أنه جهاد في سبيل مصالحهم مع السلطة!
والمؤسف إقناعهم لأتباعهم بأن من يقدم حياته من أجلهم، شهيد وكأن الإخوان يمتلكون صكوكا في الجنة! أي تجارة رخيصة وتشويه للدين أنزل أساسا من أجل حفظ حياة الإنسان لأن حياته قيمة، فمن قتل نفسا بغير حق كأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا كما علمنا القرآن الكريم. ألا يعرف هؤلاء أن المسلم من سلم الناس من لسانه ويده! ثم إن رجال الجيش ورجال الأمن والمنشآت العسكرية في أي بقعة على وجه الأرض وفي كل الدول الديموقراطية تعد خطا أحمرا، ومن يعتدي على واحد منهم مهما كان هدفه فهو معرض للموت! فلماذا هذا الاستهتار الإخواني في مصر بأتباعهم ليدفعوهم طعما في عدائهم مع الجيش والأمن المصري حتى يتاجروا بدماء الأبرياء أمام وسائل الإعلام ويظهروا بثوب الضحية المغلوب على أمرهم.
وباختصار شديد؛ على المتحمسين لـ”الإخوان” إدراك أن الإسلام أكبر من الكراسي ومن أن يختصر في “تنظيم سياسي” أو تتقاسمه “أحزاب” كل يطبقه بحسب هواه ومذهبه وشيوخه! عليهم إدراك أن الإسلام لم يكن في يوم من الأيام مهددا بالزوال منذ أن توفي الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام وطوال 1400 سنة ولن يكون في خطر أبدا، لقد زالت دول واستحدثت دول، وذهب عصر الخلافة وبنو أمية وبنو العباس والعثمانيون والمماليك وغيرهم، واستعمرت دول من غير المسلمين وزالوا منها، وبقي الإسلام على مر الأحداث والنكبات في النفوس مطمئنا، بل ونراه في كل بقعة جغرافية وسيبقى إلى أن يرث الله الأرض، فالإسلام أكبر من الإخوان المسلمين ومن أي جهد بشري ولا يحتاج لأحد يحميه، وهذا ما يجب إدراكه.
أخيرا، فإن الذين يسعون إلى الديموقراطية بتضليل الناس بأن موتهم شهادة وجهاد، فهؤلاء لا يعرفون من الديموقراطية إلا اسمها، وكما قال مرة جورج برنارد شو: “الديموقراطية منهج يضمن أننا لن نُحكم بأفضل مما نستحق” فلينظر العرب بالدول الثائرة أي ديموقراطية يستحقون ويرغبون.
المصدر: الوطن أون لاين