مدير تحرير صحيفة الجزيرة
لعله الإضراب الوحيد الذي لا تستطيع السلطات فكه، ولاقدرة لها على منع تنفيذه، كما أن مفعوله يمس جميع الأحزاب والجماعات فهو لذلك، أيضاً، إضراب عادل.
نساء توجو نفذن إضراباً بالامتناع عن الممارسة الجنسية مع أزواجهن لمدة أسبوع تنتهي مساء اليوم من أجل أن تفرج الحكومة عن متظاهرين معتقلين.
يبدو أن نساء توجو يعرفن تأثير هذا الإضراب على المسؤولين في بلادهن فقد سبق أن حقق نجاحات محلية ولو شاع هذا النوع من الإضرابات عالمياً لأمكن تحقيق معظم المطالب خصوصاً أن تعرض له أصحاب القرار ممن لايستطيعون تعدداً ولا يقبلون الخيانة ولايطيقون صبرا.
خاصية هذا الإضراب أنه مغلق ويعتمد على المرأة ومدى التزامها وقدرتها في صد زوجها فلا رقيب عليهما ولا أحد يستطيع التحقق من صلابة الوقفة الاحتجاجية لكنه قد يكون أقسى إن مالت المرأة إلى التغنج والدلال فيكون مصحوباً بالعذاب الشديد للرجل.
هذا النوع يمتاز بأنوثته الطاغية، فهو لايؤدي إلى تعطل الأعمال، ولا يخلف خراباً وتدميراً في الممتلكات، ولايستدعي حشد قوات مكافحة الشغب، كما يستحيل تغطيته إعلامياً بأي شكل ولايمكن الحكم على نتائجه إلا تكهناً واستقراءً. من نافلة القول إن هذا الإضراب يستبعد العذارى والعوانس والمطلقات والأرامل والقواعد، ولذلك فإن الطريقة الوحيدة لمواجهته هي عدم التشجيع على الزواج، وأن تشترط الدول على من يتولى مناصب حساسة أن يكون أعزب أو منطفئاً فلا يكون ضحية لأي محاولات للضغط أو الإغواء.
المشكلة الكبرى هي أن يلجأ الرجال إلى الخيانة أو الزواج مجدداً فمن يضمن بقاءهم صامتين، وقد يُدفعون إلى ذلك، وربما وجدوا عذراً شرعياً للخلاص من الزوجة.
مظاهرات “الشهوات” قد تكون فعالة إلا أنها بوابة الطلاق فالرجل لايقبل المساس بكرامته الأصلية!
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٢٧٣) صفحة (٢٨) بتاريخ (٠٢-٠٩-٢٠١٢)