يقول الدكتور أيمن بريك أستاذ الصحافة بجامعة الأزهر إن الصحافة الإلكترونية الأميركية مع غيرها من وسائل الإعلام الأخرى، تلعب دورا رئيسيا في تغطية شؤون العالم الإسلامي وقضاياه وتقديمها ليس فقط للجمهور أو صانعي القرار في الولايات المتحدة، لكن لجميع المهتمين والمتابعين حول العالم، مستفيدة في ذلك من سقوط الحواجز الزمانية والمكانية أمام التطورات الهائلة والمذهلة التي شهدتها تكنولوجيا الاتصال خلال السنوات القليلة الماضية والتي كان لها آثارها الكبيرة على صناعة الإعلام وبخاصة فيما يتعلق بظهور صحافة الإنترنت، مما جعل منها وسيلة إعلامية مؤثرة في الرأي العام الأميركي.
ويستعرض د. أيمن بريك في كتابه سيطرة الولايات المتحدة الأميركية على صناعة الإعلام في العالم عن طريق عدد من الشركات متعددة الجنسيات، وسيطرة اللوبي الصهيوني على هذه الشركات، الأمر الذي كان له بالغ الأثر على صورة العالم الإسلامي في الإعلام الأميركي وآليات عرض قضاياه، خصوصاً أن العالم الإسلامي أصبح في بؤرة العالم الغربي، لما شهده خلال السنوات الماضية كثيراً من الأحداث والتطورات على المستويين الداخلي والخارجي. يؤكد المؤلف أن الاهتمام الأميركي بالعالم الإسلامي تزايد بشكل كبير عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، حيث أصبح هذا الجزء من العالم في بؤرة الاهتمام السياسي الدولي، ومحط اهتمام وتنافس الكثير من القوى العالمية، حيث انعكست المكانة الخاصة للدول والمجتمعات الإسلامية، في ظل مظاهر سيادة العولمة الكونية على طبيعة مشاكل المنطقة، والأزمات التي ظهرت بشكل متلاحق في الكثير من أنحاء العالم الإسلامي، وتزايد حجم التحديات التي تواجه الأمة المسلمة، وهو ما وضع هذا الجزء من العالم في بؤرة الاهتمام الإعلامي العالمي، بشكل أصبح معه العالم الإسلامي مركزاً لجذب انتباه الرأي العام العالمي، بحيث أصبح أكثر من 50 في المئة من الأخبار المذاعة والمقروءة التي تتناولها وتنشرها وسائل الإعلام العالمية تتناول القضايا والأحداث التي تشهدها بعض المجتمعات الإسلامية. ينتقل المؤلف بعد ذلك إلى استعراض الاستراتيجيات الإعلامية التي يتبناها الإعلام الأميركي تجاه العالم الإسلامي، سواء فيما يتعلق بتعامل وسائل الإعلام الأميركية مع قضايا العالم الإسلامي، أو الاستراتيجية الإعلامية للولايات المتحدة الأميركية داخل دول وأقطار العالم الإسلامي لخدمة المصالح الأميركية، خصوصاً في ظل اهتمام الإدارات الأميركية المتعاقبة بهذا الجزء من العالم الغني بثرواته الطبيعية، فضلاً عن موقعه الجغرافي المتميز.
ويشير إلى أنه مع توالي التطورات والأحداث في العالم الإسلامي، التي كانت الولايات المتحدة طرفًا فاعلاً فيها، سواء بشكل مباشر، أو غير مباشر؛ لعبت الصحافة الإلكترونية الأميركية، مع غيرها من وسائل الإعلام الأميركية الأخرى، دوراً رئيسياً في تغطية شؤون العالم الإسلامي وقضاياه، وتقديمها ليس فقط للجمهور أو صانعي القرار في الولايات المتحدة، ولكن لجميع المهتمين والمتابعين حول العالم، مستفيدة في ذلك من سقوط الحواجز الزمانية والمكانية أمام التطورات الهائلة والمذهلة التي شهدتها تكنولوجيا الاتصال خلال السنوات القليلة الماضية، التي كان لها آثارها الكبيرة على صناعة الإعلام، خصوصاً فيما يتعلق بظهور صحافة الإنترنت وانتشارها في الولايات المتحدة الأميركية بشكل كبير وتفوقها على وسائل الإعلام التقليدية، خصوصاً بين فئة الشباب، كما أثبت كثير من الدراسات الأميركية، مما جعل منها وسيلة إعلامية مؤثرة في الرأي العام الأميركي.
ويؤكد المؤلف أن النشر الإلكتروني أسهم بشكل كبير في إحداث ثورة كبيرة في عالم الصحافة، بشكل تداخلت فيه أدوار القائم بالاتصال والجمهور، فأصبح المتلقي مرسلاً والمرسل متلقياً ورجع الصدى آنيًا، وأضحت العملية الاتصالية تسير في اتجاهين بدلاً من اتجاه واحد، وهو ما كان له أثره الكبير على دور وأهمية وسائل الإعلام ليس فقط كمصدر مهم من مصادر تشكيل الاتجاهات والوعي الجماهيري لدى المتلقين، ولكن كساحة للتفاعل والمشاركة بين الوسيلة والمتلقي، فظهرت صحافة المواطن وصحافة المشاركة التي تتيح للمتلقي أن يقوم بدور القائم بالاتصال من خلال المشاركة في صنع وبث المادة الصحفية والإعلامية عن طريق شبكة الويب.
في سطور
«إن حجم التحيز والتضليل الإعلامي ضد العالم الإسلامي وقضاياه في الإعلام الأميركي بشكل عام والمنصات الإلكترونية عبر شبكة الإنترنت بشكل خاص، مما يتطلب من القائمين على صناعة الإعلام في العالم الإسلامي تدشين منصات إعلامية قوية تخاطب الغرب وتعكس الصورة الحقيقية للإسلام والمسلمين»، هكذا يبدأ الدكتور أيمن بريك أستاذ الصحافة بجامعة الأزهر كتابه المهم «الإعلام الغربي وقضايا العالم الإسلامي»
المصدر: الاتحاد