سعيد هلال (أم القيوين) – أفرجت السلطات الإيرانية أمس عن الصيادين المواطنين الأربعة والآسيويين الخمسة، الذين احتجزتهم لمدة 20 يوماً، بتهمة التسلل لمياهها الإقليمية والصيد في أماكن محظورة.
وعاد الصيادون مساء أمس على متن قاربهم ترافقهم دوريات حرس السواحل الإيرانية التي قامت بتسليمهم إلى دوريات حرس السواحل الإماراتية، وذلك على الحدود البحرية، وتم نقلهم إلى الجهات الأمنية للتحقيق معهم لمعرفة تفاصيل القضية، وبعدها نقلوا إلى ذويهم الذين كانوا ينتظرونهم على شاطئ أم القيوين.
وكانت دوريات حرس السواحل الإيرانية احتجزت الصيادين المواطنين والآسيويين الجمعة 8 نوفمبر الجاري، حيث كانوا على متن قارب صيد مسجل بإمارة أم القيوين، وتم نقلهم إلى منطقة كاباندي بارس يان للتحقيق معهم.
وأشاد ذوو الصيادين بالجهود التي بذلتها وزارة الخارجية وسفارة الدولة في إيران خلال الفترة الماضية لإنهاء الأزمة، وإعادة الصيادين إلى الوطن، بعد أن عجزوا عن التواصل مع السلطات الإيرانية، وقالوا: “إن وزارة الخارجية لا تتخلى عن أبنائها، ولا تتركهم بعيداً عنها، وهذا ما لمسناه وشاهدناه منها خلال الفترة السابقة، حيث كان مسؤولوها يتصلون بشكل يومي بنا ويطمئنوننا على صحة أبنائنا”، مشيرين إلى أنهم قالوا إنهم سيتوصلون إلى حل سريع للإفراج عنا في أقرب وقت ممكن، وهو ما حدث بالفعل.
وعبرت”أم راشد” والدة أحد الصيادين العائدين، عن سعادتها بعودة ابنها راشد الذي أفرجت عنه السلطات الإيرانية بعد احتجازه لمدة 20 يوماً برفقة أصدقائه والبحارة الآسيويين، لافتة إلى أنها خلال الفترة الماضية لم تستطع النوم، حيث أصيبت بإرهاق وتعب وتوتر، نتيجة قلقها بسبب غياب ابنها.
وقالت إنها عانت كثيراً وزوجها المريض الذي كان دائماً يفكر في ابنه، ويحاول إيجاد وسيلة لإنهاء أزمته، ولكن صعوبة التواصل أو التعامل مع السلطات الإيرانية، جعلتهما يلجآن إلى وزارة الخارجية وسفارة الدولة في إيران، مشيرة إلى أنها كانت يومياً تجري اتصالات بالوزارة والسفارة لكي يتم الإسراع في الإفراج عن ابنها وأصدقائه.
وأضافت “أم راشد”، أن ابنها خرج إلى البحر مع أصدقائه الثلاثة برفقة 5 بحارة من الجنسية الآسيوية يوم الخميس 7 نوفمبر الجاري، لصيد “أم الروبيان” بالقرب من حقول البترول، حيث تتكاثر في تلك الأماكن، وفي اليوم التالي وأثناء نومهم جاءتهم دورية حرس السواحل الإيرانية، وأشهرت عليهم السلاح، واحتجزتهم.
وأكدت أن ابنها اتصل بها بعد احتجازه وزملائه، وأبلغها بأنهم موقفون في إيران، وتم توجيه تهمة الدخول إلى مياهها الإقليمية والصيد في مكان محظور لهم، معربة عن شكرها لصاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين، على متابعة سموه المستمرة للقضية، حيث كان يطمئن على حالة الصيادين، ويوجه بسرعة التدخل للإفراج عنهم، مثمنة في الوقت نفسه جهود سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية خلال الفترة الماضية، وتجاوب مسؤولي الوزارة، وسفارة الدولة في إيران التي كان لها دور بارز ومهم في إنهاء الأزمة.
وقال حسين بن صرم شقيق “سعود” أحد المفرج عنهم، إن السلطات الإيرانية كانت تسمح لشقيقه ورفاقه بإجراء اتصال واحد أو اثنين في اليوم لمدة دقيقة، من أجل محادثة ذويهم وإبلاغهم عن حالتهم، لافتاً إلى أن المدة المسموحة لهم بالتحدث بالهاتف كانت قصيرة ولم يستطيعوا الاستفسار عن كثير من الأسئلة التي يريدون طرحها.
وأكد أن تدخل وزارة الخارجية وسفارة الدولة في إيران ساهم بشكل كبير في الإفراج عن الصيادين المواطنين والآسيويين، مشيراً إلى أنه في مثل هذه الحالات قد يتم حجز الشخص أكثر من شهرين، ويختلف الوضع من دولة إلى أخرى حسب القوانين والأنظمة.
وأضاف أنه رغم عدم علمه حتى الآن بسبب احتجاز الصيادين، إلا أنه سعيد بعودة شقيقه ورفاقه سالمين إلى وطنهم، لافتاً إلى أن القيادة الرشيدة لا تتخلى عن أبنائها المواطنين في محنتهم داخل أو خارج الدولة.
والصيادون العائدون هم: سعود سلطان بن صرم من أم القيوين متزوج ولديه أبناء، وراشد أحمد علي بوهارون من أم القيوين أعزب ويعيش مع والديه، وسعيد الفلاسي من دبي متزوج ولديه أبناء ومقيم في أم القيوين، ومحمد عيسى من إمارة دبي، أما البحارة الآسيويون فعددهم 5 أشخاص (بنجالي و4 هنود).
المصدر: صحيفة الاتحاد