بيروت: فيفيان حداد
تتساءل المرأة دائما عن النظام الغذائي الذي يجب اتباعه خلال شهر رمضان، بالإضافة إلى الكريمات الليلية التي يمكن أن تساعدها على الحفاظ على بشرتها نضرة بعيدا عن الجفاف والذبول.
عن هذا السؤال تجيب الاختصاصية الغذائية هدى أردكاني معماري بأن ما يدخل المعدة أهم بكثير مما يوضع على البشرة، وتنصح بالالتزام بنظام غذائي معتدل لا يعتمد على الإلغاء التام أو المبالغة في تناول وجبات دسمة. كما تشير إلى أن الإكثار من تناول المياه بين وجبتي الفطور والسحور يجب أن يكون بحدود لتر ونصف اللتر، وأن الأطباق التي تحتوي على مكونات غنية بفيتامين (أ) والسيلينيوم والبروبايوتكس هي التي يجب أن نركز عليها إذا كان الحفاظ على شباب البشرة هو المطلوب.
وتتابع معماري التي تعمل رئيسة قسم التغذية في مستشفى «أوتيل ديو» في بيروت: «ما يحتاج إليه الصائم عموما هو نظام غذائي يقيه من زيادة الوزن من جهة، ويمنحه الصحة من جهة ثانية، لهذا يجب الحرص على إضافة أطباق تحتوي على فيتامينات (A – E – C) التي تشكل أهم مصدر طبيعي للحفاظ على الصحة عموما، ونضارة البشرة خصوصا». وتضيف معماري: «الأهم في الموضوع هو عدم الوقوع في عادات خاطئة تعودنا عليها منذ صغرنا، مثل تناول كميات كبيرة من الطعام مرة واحدة، أو الإكثار من المقالي والأطباق الدسمة الغنية بالدهون على أساس أنه يحق لنا ذلك بعد يوم طويل من دون طعام. يجب أيضا الانتباه إلى عدم الإكثار من تناول التمور والفواكه المجففة لأنها غنية بالسكر الذي نخزنه لمدة طويلة في أجسامنا ويصعب التخلص منه بسهولة».
إذن ما هي الأطباق التي تساعدنا على التمتع ببشرة نضرة؟ وهل هناك من طريقة معينة علينا اتباعها في تناولنا الإفطار؟
تقول معماري: «أول ما علينا تناوله هو كوب من الماء الفاتر، ثم طبق من الحساء على أن نقوم بعده مباشرة بتوقف إجباري عن الأكل، لمدة نصف ساعة قبل تناول الطبق الرئيس الذي يمكن أن يتألف من السمك، يفضل تناوله 3 مرات في الأسبوع، أو أي نوع من اللحوم الأخرى مرفقا بصحن سلطة خضراء. هنا أيضا علينا التوقف عن الأكل لنحو الساعة، يمكننا أن نتناول خلالها وجبات خفيفة كالفواكه الطبيعية أو المجففة بكميات قليلة».
من جهته، يقول الطبيب الاختصاصي بنظام التغذية د. أنطوان عون، إن النظام الغذائي الذي نتبعه في هذا الشهر الكريم، يجب ألا يختلف كثيرا عن النظام الذي نتبعه في الأوقات العادية، لأن مكونات الغذاء الصحيح واحدة لا تتغير «فالفرق الوحيد في شهر رمضان هو الوقت». ويرى أن العشاء ضروري جدا أثناء الصوم، ولا سيما وجبة السحور على أن تكون غنية بالكالسيوم (مشتقات الحليب) أو السكر الطبيعي (كما في المشمش المجفف) وبعض المكسرات (كالجوز واللوز). ويقول في هذا الصدد: «علينا تناول حصص معينة من النوعين الأخيرين بحيث ندخلهما بالتدريج على نظامنا الغذائي دون الإسراف فيهما».
كما ينصح بتناول التوت الأسود مثلا واللبن الزبادي والخرشوف والفراولة والخوخ بكميات قليلة لأنها تساعد على ترطيب البشرة وتعمل على تقوية جدران الخلايا وتقيها من التلف، علما بأنها تدخل ضمن مواد البروبايوتكس المفيدة لصحة الأمعاء والسيلينيوم التي تبعد الشيخوخة مما ينعكس إيجابا على البشرة.
تجدر الإشارة إلى أن تناول كوب من الشاي الأخضر يسهل عملية الهضم من ناحية، ويخفف من مضار الأشعة ما فوق البنفسجية من ناحية ثانية، لهذا يمكن تناوله بين الوجبات أو في السحور.
اختصاصية التجميل غيتا سعادة تشدد من ناحيتها على أهمية تناول مواد غذائية غنية بالكولاجين وإدخالها في السلطات أو الوجبات الأخرى. وأهم هذه المواد متوفرة في الأفوكادو ومنتجات الصويا والخضراوات والحبوب والفواكه الحمراء والشوكولاته. وتقول: «إضافة إلى النظام الغذائي الذي نحرص على أن يكون متوازنا وصحيا بالإمكان الاعتناء بالبشرة باستعمال كريمات مرطبة قبل النوم، والتركيز على الأقنعة (ماسكات) المغذية التي تدخل فيها خلاصات الأعشاب أو الفاكهة والخضراوات (مثل المانجو والخيار والأفوكادو)، وأخيرا وليس آخرا، يجب ألا نتجاهل أهمية النوم لحماية البشرة وتجدد خلاياها».
المصدر: صحيفة الشرق الأوسط