تحتفي دولة الإمارات العربية المتحدة غداً الجمعة بذكرى اليوم الوطني الـ 45 وسط إنجازات حضارية عملاقة ومتواصلة نحو مزيد من التقدم والازدهار والنماء، لتتبوأ بين أمم الأرض أعلى المراتب، وتسهم في خدمة الإنسانية بقيادة رشيدة تعمل بجد وتفانٍ، وتسير بخطى حثيثة نحو غدٍ أفضل لشعبها وللأمتين العربية والإسلامية والعالم أجمع.
ويستعيد أبناء الإمارات ذكرى اتحاد بلادهم على يد المؤسس الراحل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وهم يعيشون واقعاً جديداً خطط له صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، حافلاً بالمشروعات الإصلاحية بدءاً بالتركيز على بناء الإنسان، وإصلاح التعليم والقضاء وتطوير البنى التحتي، مروراً بالإصلاح الاقتصادي، وصولاً إلى بناء مجتمع متماسك عماده الوحدة الوطنية.
ومثلما يستلهم الإماراتيون من ذكرى الاتحاد همة وعزيمة لمواصلة العمل والعطاء للرقي وطناً وشعباً وأمة، يقف العالم وقفة تأمل وإعجاب وشاهد على تاريخ هذا الكيان الشامخ والمجبول على تخطي الصعاب والعوائق والتغلب على كل التحديات بفضل الإيمان القوي والوعي التام بوحدة الهدف وصدق التوجه.
وتحتفل الإمارات في الثاني من ديسمبر من كل عام باليوم الوطني لقيام الاتحاد وتأسيس الدولة التي قاد مسيرتها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «رحمه الله» مؤسس الدولة ومعه إخوانه حكام الإمارات السبع الذين أدركوا ببعد نظرهم أن قوتهم تكمن في اتحاد إماراتهم في كيان واحد يعود بالنفع والفائدة على أنحاء البلاد وسائر العباد، وأن الاتحاد هو السبيل لحفظ أجيالهم وتطوير دولتهم وبه تشق الدولة طريقها نحو التقدم والرقى بخطى ثابتة فخطت الإمارات خطوات النجاح والازدهار بسياسات حكيمة انتهجها المؤسس الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
واستمرت هذه السياسة الحكيمة بعد وفاته ليستمر على نهجه ويسير على دربه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، فكان خير خلف لخير سلف فاستمر على النهج القويم الذي رسمه وخطه المغفور له الشيخ المؤسس.. فكان القائد الذي يتطلع دائماً لتقدم بلاده ورقي شعبه.
وبفضل تلك السياسات الناجحة أصبحت الإمارات من أوائل الدول التي يتمتع فيها الفرد بأعلى مستوى دخل سنوي وأصبحت قبلة الاستثمار التي يقصدها كل من أراد أن يشق طريقه نحو النجاح والتميز من كل أرجاء العالم وذلك بسبب السياسات والإجراءات الاقتصادية التي اعتمدتها الدولة، والتي سهلت بدورها دخول المستثمرين السوق التجاري العالمي عبر بوابة الإمارات.
وتحتفل الإمارات قيادة وشعباً بهذه المناسبة العزيزة ابتهاجاً وفخراً بما سطره الآباء والأجداد ليعود بالنفع على الأحفاد والأجيال القادمة، ويشارك المقيمون من أكثر 200 جنسية على أرض الإمارات الطيبة أهل الإمارات فرحتهم وتلهج ألسنتهم بالدعاء للإمارات وقيادتها ويقدمون تهنئة من القلب للإمارات قيادة وشعباً ويباركون لهم الاحتفال باليوم الوطني لقيام الاتحاد، ويدعون الله أن يديم فرحتهم ويصون بلدهم وينعم بالأمن والأمان على ربوع إماراتهم.
ويعد الثاني من ديسمبر من أبرز الأيام في مسيرة نهضة الإمارات، التي تنطلق بقوة وطموح نحو غاياتها المنشودة التي حددها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ويشرف عليها أخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ويتابعها من كثب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
إن تجربة الإمارات في الاتحاد والتنمية والتطور في المجالات كافة باتت نموذجاً يحتذى به وملحمة، تستلهم منها الشعوب النامية وسائل النجاح وتخطي الصعاب، كما تنظر إليها الدول المتقدمة الكبرى في العالم كله نظرة احترام وتقدير وإعجاب.
وعلى مدى سنوات، ارتفعت صروح دولة عصرية راسخة تستمد قدرتها من علاقة فريدة وشديدة الخصوصية بين الحاكم والمحكوم ومن رؤية واضحة ودقيقة تؤمن بأن الإنسان الإماراتي هو هدف التنمية وفي الوقت نفسه أداتها وصانعها.
ومسلسل الإنجازات في الإمارات لا يتوقف أبداً وحققت الإمارات في عام 2016 أول إنجاز عالمي بإقلاع وهبوط الطائرة «سولار امبلس2» في أبوظبي منهية رحلة تاريخية حول العالم بعد إقلاعها من أبوظبي، وهي تعمل بوساطة الطاقة الشمسية في أول رحلة لها حول العالم من دون قطرة وقود؛ بهدف تشجيع الاعتماد على موارد الطاقة النظيفة، واجتازت الطائرة في رحلتها حول العالم مسافة 35 ألف كيلومتر خلال خمسة أشهر أما أيام التحليق الفعلي، فكانت نحو 25 يوما.
كما احتلت الإمارات المركز الأول خليجياً وعربياً وعلى مستوى غرب آسيا ككل في مؤشر الخدمات الإلكترونية، فيما حققت المركز الثالث آسيوياً والثامن عالمياً ضمن استبانة تنمية الحكومات الإلكترونية الصادر عن لجنة الأمم المتحدة لعام 2016.
وتقدمت الإمارات أربعة مراكز من حيث تحصيلها في قيمة المؤشر الخاص بالخدمات الإلكترونية والذكية ضمن استبانة تنمية الحكومات الإلكترونية الصادر عن لجنة الأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية، حيث بلغت قيمة ما حققته الدولة في هذا المؤشر 0.8913 نقطة، ما يجعلها في المركز الثامن عالميا مع جمهورية أستونيا من حيث قيمة ذلك المؤشر الذي يعد مكونا أساسيا من مكونات المؤشر الكلي لتنمية الحكومة الإلكترونية.
أما في محاور «جهوزية قطاع التكنولوجيا» و«نضوج قطاع الأعمال» و«التعليم العالي والتدريب»، فقد حققت الإمارات المركز الأول عالميا في مؤشر «الإنفاق الحكومي على التقنيات الحديثة» والمركز الثالث عالمياً في مؤشر «الاستثمار الأجنبي المباشر ونقل التكنولوجيا إلى الدولة»، كما حققت الدولة المركز الرابع عالميا في مؤشر «توصيل الإنترنت إلى المدارس» والمركز الخامس عالمياً في مؤشر «توفر العلماء والمهندسين» في الدولة وفق أحدث إصدار لتقرير التنافسية العالمية 2016.
وحافظت الإمارات على المركز الـ 12 عالمياً في مؤشر الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات العالمي وفقاً لنتائج مؤشر الابتكار العالمي 2016 وكانت الدولة حققت المركز الأول عربياً والـ 41 عالمياً من حيث أدائها الشامل في مؤشر الابتكار العالمي.
وفي أحدث تقرير للتنافسية العالمية 2016 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس» حققت الإمارات المركز الأول إقليمياً والـ16 عالمياً في التنافسية العالمية.
وفي محور المؤسسات، جاءت الإمارات في المركز الأول عالميا في مؤشر «غياب تأثير الجريمة والعنف على الأعمال»، والمركز الثاني عالمياً في كل من مؤشر «ثقة الشعب في القيادة» ومؤشر «قلة التبذير في الإنفاق الحكومي»، والمركز الثالث عالمياً في مؤشر «قلة عبء الإجراءات الحكومية»، وهو ما يعكس نجاح استراتيجية القيادة الرشيدة والخطوات الثابتة المتخذة نحو تحقيق الأداء العالي والكفاءة في العمل الحكومي على المستويين الاتحادي والمحلي، بما يضمن سعادة ورفاه المواطنين والمقيمين على أرض الدولة الطيبة.
وتعتبر اليوم الإمارات النموذج العالمي رقم «1» في مستوى الانفتاح الحضاري والتعددية، حيث تتألف من وجوه أتت من مختلف بقاع الأرض، وأحضرت معها كفاءات مميزة وثقافات متنوعة وشخصيات مختلفة تعيش مع بعضها البعض وبجوار بعضها البعض، لكنها تعمل بروح واحدة لبناء الوطن والمضي قدماً نحو قمة الازدهار والنمو.
وقد ترجمت الإمارات إيمانها هذا بالعمل على نشر ثقافة الانفتاح وإشاعة مفاهيم الصداقة وقبول واحترام حق الآخر بالحياة الآمنة التي توفر للشعوب فرص الانصراف إلى بناء الأوطان والمجتمعات وتأمين العيش الكريم.
والإمارات الأولى إقليمياً والثالثة عالميا في مؤشر التسامح، ولطالما لعبت الإمارات دوراً رائداً وعالميا في ميادين الحوار واحترام الثقافات والأديان دون تمييز، إضافة إلى الدور الحيوي إقليمياً ودوليا والذي تضطلع به في نبذ العنف والتطرف والكراهية والعصبية وازدراء الآخرين.
وتحتفل الإمارات بيومها الوطني بعد أن مر عليها عام مفصلي حفل بالكثير من التطورات الداخلية والخارجية.. عام يبين في مجمله أن الإمارات تضرب أروع الأمثلة في البقاء جسداً واحداً حاكماً ومحكوماً.. عام شهد عملاً متواصلاً ومتنوعاً ودؤوباً في شتى المجالات والميادين وتميز بسجل حافل من الحكمة والاعتدال في جميع القرارات والتحركات والنشاطات سواء الداخلية أو على المستوى الخارجي.
علاقات دبلوماسية مع 189 دولة
إن سياسة الانفتاح على العالم جاءت نتيجة طبيعية للانفتاح والانسجام الداخلي الذي انعكس بدوره على السياسة الخارجية للإمارات والتي عنوانها المودة والاحترام والإرادة المشتركة للنجاح وتحقيق الازدهار مما عزز من دورها ومكانتها العالمية، واستطاعت أن تصبح مركز جذب للجميع.
وسياسة الإمارات الخارجية المبنية على الإيجابية وبناء جسور التعاون بين أبناء الإمارات ومختلف شعوب العالم، أسهمت في تعزيز قدرة الدولة على استقطاب الأفضل من شتى أنحاء العالم لبناء مستقبل مشرق.
وتمكنت الإمارات من تكوين صداقات مع مختلف شعوب العالم، ولها علاقات دبلوماسية تمتد اليوم إلى أكثر من 189 دولة حول العالم.
ولأن الإمارات تستمد سياستها الخارجية من أعراف وتقاليد وقيم ومبادئ راسخة لديها، فهي تقيم علاقاتها مع جميع دول العالم ومنظماته على أسس ثابتة من الاحترام المتبادل القائم على سيادة الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لها واحترام حقوق الإنسان والحريات والديموقراطية والمصالح المشتركة، فقد حظيت باحترام وتقدير المجتمع الدولي بمختلف دوله وهيئاته.
حرص إماراتي على الأمن والاستقرار
وبروح لا تعرف الكلل واصلت قيادة الإمارات ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وإلى جانبه كبار مسؤولي الدولة، مساعي الخير والتواصل والتعاون مع مختلف الدول العربية، انطلاقاً من ثوابت مبدئية آمنت بها الإمارات وتبنت من اجلها قضايا الأمة العربية وأماني شعوبها فكان دعمها لهذه الشعوب بلا حدود، فضلاً عن تقديمها كل أشكال المساعدة بالمساهمة الفاعلة في دعم اقتصاد العديد من الدول العربية والقيام بجهود حثيثة لحل إشكالات ونزاعات قائمة على الساحة العربية والدولية.
وقد عبر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في كلمته بمناسبة الذكرى الأربعين لتوحيد القوات المسلحة، خلال مايو الماضي عن هذا المعنى بوضوح، حينما قال «برز دور قواتنا المسلحة الباسلة، وظهرت ثمار تطويرها والجهد الكبير الذي بذل في هذا التطوير على مدى سنوات طويلة، من خلال الدور البطولي الذي قامت – وتقوم به – في حماية المصالح الوطنية العليا، وتحقيق أهداف السياسة الخارجية الإماراتية ومد يد العون للأشقاء والدفاع عن منظومة الأمن القومي العربي في مواجهة محاولات التدخل في الشؤون الداخلية العربية والتصدي لقوى التطرف والإرهاب وإجهاض خططها ومشروعاتها الشريرة».
كوكبة من الشهداء
وإذا كانت الإمارات بقيادتها الحكيمة وشعبها الوفي يحتفيان هذه الأيام بذكرى اليوم الوطني، فإنها لا تنسى من ضحى من أجلها وعزاءها أنها تتطلع إلى المستقبل بروح من الأمل والتفاؤل يد تخطط ويد تبني بحيث تحولت البلاد إلى خلية نحل من العمل على طريق تحقيق رؤية الإمارات التنموية ووضعت نصب عينيها مواطنها الذي عليه تعول في ورشة العمل والإنجاز.
وقد ضحى أبناء الإمارات بأرواحهم الطاهرة، وارتقوا إلى العلا في اليمن الشقيق ولم تهتز صلابة المواطنين الإماراتيين وإيمانهم بالله وبوطنهم خلال استقبالهم خبر استشهاد أبنائهم.. بل أكدوا استعدادهم لبذل المزيد من التضحيات في سبيل الوطن ودفاعاً عن الحق والشرعية وتضامنهم مع قيادتهم وإيمانهم بمواقفها التي وضعت الإنسان على الدوام على رأس سلم أولوياتها.
وواصلت الإمارات نهجها الإنساني في تقديم المساعدات التنموية والإنسانية والخيرية لمختلف مناطق العالم وشعوبها خلال عام 2015، حيث أظهرت البيانات الإحصائية الصادرة عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي ان إجمالي قيمة المشاريع والبرامج التنموية والإنسانية والخيرية التي قدمتها الإمارات متمثلة في مؤسساتها الحكومية والجهات المانحة الخيرية والإنسانية منذ تأسيس الدولة عام 1971 وحتى يومنا هذا ناهزت 202 مليار درهم توزعت على 21 قطاعاً ووصلت أكثر من 175 دولة حول العالم.
الإمارات مصدر إلهام
وتواصلت المسيرة الاتحادية الشامخة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لإعلاء صروح الإنجازات والمكتسبات الوطنية، التي تحققت واليوم يتمثل الشغل الشاغل لقيادة الإمارات الرشيدة في كيفية إسعاد الشعب في كل مشروع تعتمده وتطلقه.
واستطاع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إدخال مصطلح جديد في تعريف الحكومة، فالحكومات في العالم تفرض ضرائب، ولكن الحكومة الإماراتية دورها يتمثل في إسعاد الشعب وكل استراتيجية توضع تنصب على فكرة السعادة.
والمؤكد أن الإمارات أصبحت نموذجاً رائداً يحتذى به في إسعاد شعبها وتمكينه من خلال ما تحققه من إنجازات في مختلف المجالات وحرصها على تسليح مواطنيها بالعلم والمعرفة ليقوموا بدورهم تجاه الوطن والعبور به نحو المستقبل المشرق الذي ينتظره.
الإمارات الأولى عربيا في السعادة
واحتلت الإمارات المرتبة الأولى عربياً والـ 28 عالمياً في «تقرير السعادة العالمي 2016»، الذي تصدره «المبادرة الدولية لحلول التنمية المستدامة» التابعة للأمم المتحدة بالتعاون مع «المركز الكندي للدراسات المتقدمة» و«معهد الأرض» بجامعة كولومبيا، الذي يضم 157 دولة.
خصوصية الهوية الوطنية
إن العلاقة الاستثنائية التي تربط ما بين القيادة والشعب في دولة الإمارات والتلاحم الفريد الذي يجمع كل مكونات البيت المتوحد من أبرز ملامح خصوصية الهوية الوطنية التي تميز المجتمع الإماراتي.
القطاع الصحي
وتصدرت الإمارات عربياً وإقليمياً، واحتلت المرتبة التاسعة على قائمة أكثر نظم الرعاية الصحية كفاءة على مستوى العالم بتسجيلها 64.3 نقطة في التصنيف الذي تصدره «بلومبيرغ»، متقدمة في ذلك على دول مثل أستراليا وسويسرا وألمانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وغيرها.
الاقتصاد الوطني
وقد كان عام 2016 زاخراً بالإنجازات الشامخة بالنسبة للإمارات في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية والتكنولوجية والاجتماعية والإنسانية والعسكرية، كما أن هذه الإنجازات أخذت أبعادا محلية وإقليمية وعالمية. واليوم وهي تحتفل بيومها الوطني الـ 45 تتمتع بوجود ثقة عالمية في سياساتها الاقتصادية لأن استراتيجية التنويع الاقتصادي بدأتها الإمارات منذ تأسيس الدولة وعلى مراحل لتتراجع مساهمة النفط من 90 بالمائة خلال فترة السبعينيات إلى 30 بالمائة حاليا وستنخفض إلى 20 بالمائة بحلول 2021 وصفر بالمائة بحلول 2045.
آفاق أرحب من الحريات للإعلام والثقافة
احتل حقلا الإعلام والثقافة حيزاً كبيراً من اهتمام الدولة، بتوفيرها الإمكانات اللازمة لتطويرهما ودعمهما وتوسيع مجالاتهما، وكان لهما نصيب وافر في حركة التطوير والتحديث التي تشهدها الدولة بفتح مجالاتهما على آفاق أرحب من الحريات من خلال وسائلهما المتعددة من إذاعات وتلفزيونات وصحف ومجلات ومتاحف ومعارض وأندية ثقافية سجلت نجاحات بارزة في النهوض باسم الدولة وتراثها وثقافتها وتقاليدها وأوصلت رسالتها إلى شتى بقاع الأرض.
وتوجد في الدولة اليوم أكثر من 17 قناة فضائية تلفزيونية و24 محطة إذاعية متنوعة وتسع صحف عربية يومية وثماني صحف يومية تصدر باللغة الإنجليزية والمئات من المجلات الأسبوعية والشهرية والدوريات المتخصصة ونحو 60 صحيفة ومجلة ودورية تصدر عن الوزارات والمؤسسات والشركات والهيئات والجمعيات العمومية والأندية الرياضية والعلمية والجمعيات الثقافية والأدبية والجمعيات العمومية المدنية.. ويتم تداول نحو ثلاثة آلاف صحيفة ومجلة بأسواق الدولة من مختلف دول العالم فيما توزع بعض الصحف المحلية في عدد من العواصم العربية والأوروبية والأميركية بعد أن افتتحت مكاتب إقليمية، واعتمدت مراسلين لها في تلك العواصم.
استراتيجية المستقبل تعزز مكانة الدولة عالمياً
إن استشراف المستقبل والتخطيط الجيد له يمثلان إحدى السمات المميزة لتجربة التنمية في الإمارات التي تنظر دوما إلى الأمام، وتتطلع باستمرار إلى تحقيق الريادة في المجالات كافة، بما يعزز مكانتها على خريطة الدول المتقدمة.
وفي هذا السياق وبتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، اعتمد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مؤخراً استراتيجية الإمارات لاستشراف المستقبل في وزارة شؤون مجلس الوزراء من أجل الاستشراف الباكر للفرص والتحديات بالقطاعات الحيوية كافة في الدولة، وتحليلها، ووضع الخطط الاستباقية بعيدة المدى لها على المستويات كافة لتحقيق إنجازات نوعية لخدمة مصالح الدولة.
وأهم ما يميز الدول المتقدمة، أنها تفكر دوماً في المستقبل وتخطط له جيداً، وتضع الأسس والمرتكزات التي تمكنها من العبور الآمن إليه، وهذا ما أدركته الإمارات منذ نشأتها وحتى وقتنا الراهن؛ لأنها تدرك أن التنمية عملية مستمرة وشاملة وتتطلب رؤية شاملة تربط الماضي بالحاضر والمستقبل، وهذا ما عبر عنه بوضوح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بقوله: «نحن دولة كنا منذ البداية مغرمين بالمستقبل ومتطلعين إليه، وهذا أحد أهم أسرار نجاحاتنا التي نراها اليوم»، ومن هذا المنطلق حينما يتحول التخطيط للمستقبل الاستثمارات فيه إلى نهج ثابت لدولة ما فهذا دليل على أنها تملك كل مقومات النمو والتطور والتقدم، وهذا ما أثبتته الإمارات التي تقوم تجربة التنمية فيها على التخطيط العلمي للحاضر والمستقبل والسعي الدائم إلى المركز الأول من خلال خطط واستراتيجيات واضحة ومحددة الأهداف، لعل أبرزها في هذا الشأن رؤية الإمارات 2021، التي تهدف إلى جعل الإمارات من أفضل الدول في العالم في الذكرى الخمسين لإنشائها والرؤية الاقتصادية 2030 لإمارة أبوظبي التي تؤكد أهمية التنويع الاقتصادي، من خلال الدفع نحو تحقيق نمو أسرع في القطاعات غير النفطية، والعمل على تحقيق مستويات مماثلة من التنوع الاقتصادي والاستدامة لما هو موجود في الدول المتقدمة.
الشيخة فاطمة بنت مبارك نموذج ومثال مشرف للمرأة الإماراتية
تنظر الإمارات وهي تحتفل بيومها الوطني الـ 45 إلى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة كنموذج ومثال مشرف للمرأة الإماراتية تستحق أن تحتفي بها الإمارات ضمن احتفالات اليوم الوطني.
وأعطت سموها المرأة جل اهتمامها وعملت بجهد ومثابرة دائمة من أجل تمكين المرأة الإماراتية وتعزيز قدراتها العلمية والعملية، بما يسهم في انخراطها في عمليات بناء الأسرة وبناء المجتمع، وتحقيق التنمية مع إطلاق قوى التجديد والإبداع أمامها، ووضعها في المسار الصحيح لتكون شريكاً كاملاً للرجل في بناء الدولة وتعزيز قدرات المجتمع.
وبفضل دعم القيادة استطاعت المرأة الإماراتية تحقيق الكثير من المكاسب وواكبت كافة مراحل الاتحاد ومسيرة التنمية، حيث تبوأت المرأة المواطنة عبر عصور خلت وإلى الآن مكانة لا يستهان بها على غرار نظيراتها في المجتمعين العربي والدولي، فالاتحاد ما كان إلا محطة من محطات كثيرة لعطاء المرأة الإماراتية ومكانتها التي لا يختلف عليها اثنان بل وكانت المعادلة الأهم في مسيرة البناء والتنمية التي شهدتها الإمارات، وهي تنعم في كنف الاتحاد.
لقد تعزز دور المرأة الإماراتية في الربع الأخير من القرن الماضي ولا يزال واكتسب أبعاداً جديدة مع تطور الإمارات إذ حظيت المرأة الإماراتية بكل التشجيع والتأييد من قبل قيادات الإمارات الذين آمنوا منذ المراحل الأولى لتأسيس الاتحاد بالدور المهم المنوط بالمرأة كونها الحجر الأساس لتقدم أي مجتمع والطرف الأهم في معادلة التنمية والتقدم.
وحظيت المرأة الإماراتية بكل التشجيع والتأييد من قبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، حيث قال سموه بهذا الشأن إنه «لا شيء يسعدني أكثر من رؤية المرأة الإماراتية تأخذ دورها في المجتمع وتحقق المكان اللائق بها.. ويجب أن لا يقف شيء في وجه مسيرة تقدمها.. كما للنساء الحق مثل الرجال في أن يتبوأن أعلى المراكز والمراتب بما يتناسب مع القدرات والمؤهلات التي يتمتعن بها».
وعززت الدولة وضع المرأة، حيث تطور دورها بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، ما وضع الإمارات في مراتب متقدمة على اعتبارها رائدة في حقوق المرأة بالوطن العربي.. وأصبحت المرأة الإماراتية بفضل الدعم الذي تشهده من القيادة الحكيمة تلعب أدواراً رئيسة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والخدمية والاجتماعية والبيئية.
وكانت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، قد أطلقت الاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة في الدولة 2015 – 2021، وذلك في الثامن من شهر مارس عام 2015.
وتوفر الاستراتيجية إطارا عاما ومرجعيا وإرشاديا للمؤسسات الحكومية كافة /الاتحادية والمحلية/ والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني في وضع خطط وبرامج عمل تسهم في ارتقاء دولة الإمارات إلى مصاف الدول المتقدمة في مجال تمكين المرأة وريادتها.
وساعدت سموها المرأة الإماراتية ودعمتها في جميع المجالات، حتى أصبحت تشكل ما نسبته 66 بالمائة من الوظائف الحكومية من بينها 30 بالمائة من الوظائف القيادية العليا المرتبطة باتخاذ القرار و15 بالمائة من الوظائف الفنية والأكاديمية، التي تشمل الطب والصيدلة والتمريض إلى جانب انخراطها في وظائف مهمة في القوات النظامية بالقوات المسلحة والشرطة والجمارك.
وارتفعت نسبة تعليم الإناث إلى 39 بالمائة من إجمالي عدد الطلبة في التعليم النظامي الحكومي عام 1972، ليشكلن 53 بالمائة في العام الدراسي 2014 واستفادت المرأة الإماراتية من فرص التعليم العالي التي وفرتها لها الدولة إذ بلغت نسبة المنتسبات للتعليم العالي 71 بالمائة.
وتم تشكيل مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين برئاسة حرم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم رئيسة مؤسسة دبي للمرأة.. من أجل تعزيز دور المرأة الإماراتية في جميع ميادين العمل والمساهمة في دعم مكانة الإمارات محلياً ودولياً وتقليص الفجوة بين الجنسين في العمل في قطاعات الدولة كافة، والعمل على تحقيق التوازن المنشود بين الجنسين في مراكز صنع القرار وتعزيز مكانة الإمارات في تقارير التنافسية العالمية في مجال الفجوة بين الجنسين في مجال العمل، إضافة إلى اعتبار الإمارات مرجعا للتوازن بين الجنسين في العمل.
المصدر: الإتحاد