أكد عبيد سالم الزعابي المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف أن «القمة العالمية للأسرة» تتويج لسنوات من العمل الشاق للمنظمة العالمية للأسرة لتحقيق شعارها في «تعزيز الوسائل والفرص والمساواة في الحقوق والفرص المتاحة للنساء والرجال حتى يضطلعوا بدورهم داخل الأسرة والمجتمع على أحسن وجه»، مهنئاً المنظمة بالتزامها القوي وجهودها التي تبذلها منذ 70 عاماً لصالح الأسرة في جميع أنحاء العالم.
وقال في كلمة الدولة التي ألقاها خلال مشاركته في أعمال القمة العالمية للأسرة المنعقدة في جنيف، إنه لشرف عظيم للإمارات أن تكون «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، ضيف شرف القمة والتي منحتها المنظمة لقب «نصيرة الأسرة».
ونوه إلى أن نيل سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك هذه الجائزة المرموقة اعتراف دولي إضافي بالدور المهام الذي اضطلعت به للنهوض بالأسرة على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، حيث كرست سموها حياتها إلى جانب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مؤسس الدولة، لمناصرة ودعم قضية المرأة والأسرة في الإمارات، حيث تمثل سموها مصدراً للإلهام والتجديد والتقدم ليس فقط للمرأة الإماراتية بل للمرأة العربية والمسلمة.
وأضاف أنه على مر السنين وتحت إشراف وقيادة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك في حملتها لتمكين المرأة في الدولة، أصبحت المرأة الإماراتية رمزاً للعطاء والسعادة، ومثالاً على تمكين المرأة، حيث تتبوأ المرأة الإماراتية أعلى المناصب في الدولة.
وأشار إلى أن مؤتمر القمة يعتبر فرصة للمجموعة الدولية بأكملها للتفاعل بشأن أهداف التنمية المستدامة، لا سيما الهدفين 11 و12 اللذين يمثلان مجموعة من المعالم الرئيسة للتنمية العالمية، حيث تمثل هذه الأهداف إجماعاً نادراً من جانب المجتمع الدولي، ورؤية عالمية مشتركة من أجل مستقبل أكثر إشراقاً للجميع، يسمح للأطراف المعنية المتعددة بتنفيذ استراتيجيات إيجابية وشاملة لا تستبعد أحداً.
وأكد السفير الزعابي أن السياسة الحكيمة لقيادتنا الرشيدة عملت على تحويل الالتزامات إلى أفعال كعامل أخلاقي يدفع باستمرار أمتنا إلى الأمام، لذا فإن الإمارات ملتزمة بجدية بتنفيذ وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وفي هذا المجال، استعرض أمام القمة إنجازات الدولة، حيث تقوم ببناء العديد من المدن المستدامة المزودة بالطاقة المتجددة باستخدام التكنولوجيا والتصميمات المعمارية المتكيفة، خاصة مع أسلوب حياة الأسرة، لافتاً إلى مدينة مصدر التي تمثل أول محاولة في الشرق الأوسط لبناء مدينة مستدامة، إضافة إلى كونها مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، وهي منظمة حكومية دولية تدعم البلدان في انتقالها إلى مستقبل تكون فيه الطاقة مستدامة.
وشدد على أهمية التوازن بين الجنسين الذي يعتبر عنصراً مهماً في جدول الأعمال الوطني و«رؤية الإمارات 2021» التي تؤكد أن تعزيز التوازن بين الجنسين هو حق للتنمية المستدامة، ولتحقيق التزامات دولة الإمارات بأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030.
كما شدد على التزام الدولة بالتنمية المستدامة من خلال إطلاق «اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة» خلال عام 2017، مشيراً إلى أن الإمارات ستستضيف منتدى الأمم المتحدة العالمي للبيانات خلال 2018، حيث ستجتمع الحكومات والمؤسسات التجارية والأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني للبحث عن طرق جديدة لوضع البيانات بهدف العمل على وضع السياسات الخاصة بخطة التنمية المستدامة لعام 2030.
المصدر: الاتحاد