أعربت دولة الإمارات العربية المتحدة أمس، عن قلقها البالغ إزاء الوضع الانساني المأساوي في مدينة حلب، واستهجانها لاستهداف المدنيين في ظل التقارير التي تتحدث عن منع وصول المواد الإنسانية الضرورية إلى مئات الآلاف من السكان المحاصرين، خاصة شرق المدينة.
وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان لها تأييد دولة الإمارات لمقترح الأمم المتحدة وقف الأعمال العسكرية لمدة ثمان وأربعين ساعة لإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين المحاصرين، وطالبت المجتمع الدولي بأن يكون الوضع الإنساني في المدينة في مقدمة اهتماماته.
وأوضحت الوزارة أن دولة الإمارات تتابع عن كثب الاتصالات الأميركية – الروسية الجارية بشأن سوريا وتأمل في نجاحها لإنهاء معاناة الشعب السوري التي تعددت فصولها وطال أمدها.
وقالت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في ختام بيانها «إن دولة الإمارات إذ تدين حصار النظام السوري للمدينة وما خلفه من مآس لسكانها، تؤكد مجددا أهمية الحل السياسي في سوريا وفق مرجعية (جنيف 1)، وتشدد على أن لا حل عسكريا في سوريا وأن غياب هذه القناعة لدى الأطراف كافة سيطيل أمد مأساة سوريا ويزيد معاناة شعبها». وفي شأن متصل، أعلنت المعارضة السورية المسلحة صباح أمس سيطرتها على المزيد من المناطق غرب مدينة حلب ومقتل العشرات في صفوف قوات النظام والمليشيات، وتمكنها من إخراج عشرات العائلات من المحاصرين، بينما سقط ثلاثة قتلى جراء غارات على أحياء حلب. وقال «جيش الفتح» التابع للمعارضة إنه سيطر على حي «مشروع 1070 شقة» (غرب حلب)، بينما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن المعارضة تمكنت من إخراج 60 عائلة من المنطقة بعيدا عن جبهات القتال، حيث تخوض معارك لفك الحصار عن الأحياء الشرقية.
وتسعى المعارضة بذلك إلى قطع الطريق الدولي الواصل بين دمشق وحلب، لتقطع بذلك طريقا رئيسيا لإمداد النظام، كما تسعى لوصل مناطق سيطرتها في كل من شمال محافظة حلب وريفيها الغربي والجنوبي.
وقالت «شبكة شام» إن أكثر من 70 عسكريا في قوات النظام بينهم ضباط برتب عالية وعناصر من المليشيات ، قتلوا أمس خلال الاشتباكات الجارية على عدة محاور في الأطراف الجنوبية والغربية من حلب.
وأضافت أن قوات النظام تكبدت «خسائر كبيرة» في العتاد، بينها تدمير دبابتين في منطقة الراموسة، ودبابة في الحويز، ودبابتين في جبهة الراشدين، وآليتين في الكاستيلو، وقاعدة صواريخ كورنيت في الأكاديمية العسكرية، ومدفع رشاش في العامرية.
كما استحوذت المعارضة على ثلاث دبابات في مدرسة الحكمة، التي استهدفتها جبهة «فتح الشام» (جبهة النصرة سابقا) بسيارتين مفخختين، وأوقعت العشرات من القتلى والجرحى من عناصر النظام، بينما وقع 12 عنصرا في الأسر.
وأسفرت المعارك في الساعات الأخيرة عن سيطرة المعارضة على خط إمداد قوات النظام من الريف الجنوبي نحو الأحياء التي يسيطر عليها النظام غرب مدينة حلب، كما سيطرت على تلال مؤتة والمحبة وأحد والسيرياتيل والجمعيات وقرية العامرية وكتيبة الصواريخ غرب مدفعية الراموسة وسلسلة سواتر السابقية.
في المقابل، سقط ثلاثة قتلى في حي المرجة في حلب جراء استهداف الطيران الروسي الحي بصاروخ فراغي، كما تم توثيق غارات أخرى على أحياء الشعار والصالحين وبستان القصر صباح أمس، دون أنباء عن سقوط ضحايا، وفقا لناشطين.
وقال مركز حلب الإعلامي إن مديرية التربية والتعليم في حلب قررت تأجيل امتحانات شهادة التعليم الأساسي المقررة أيام الاثنين والأربعاء والخميس في المدينة إلى أجل غير مسمى، وذلك نظرا للتطورات العسكرية.
وكانت المعارضة السورية المسلحة متمثلة في غرفتي عمليات «جيش الفتح» و»فتح حلب» أعلنتا أمس بدء معركة حلب الكبرى لفك الحصار عن الأحياء المحاصرة، كما استقدمت قوات النظام والمليشيات الموالية لها تعزيزات عسكرية كبيرة إلى المنطقة بعد سحبها من ريف حمص الشرقي وريف حماة الشمالي.
من جهة أخرى، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن نحو 4800 شخص قتلوا في أعمال العنف التي شهدتها سوريا على مدار شهر يوليو الماضي.
وأوضح المرصد في بيان أن من بين هذا العدد 1590 مدنيا، مجدداً دعوة الأطراف الدولية للعمل بشكل جدي أكثر من أجل وقف النزيف اليومي لدماء السوريين.
المصدر: الإتحاد