شهد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة، مساء أمس، حفل الافتتاح الرسمي لمسابقة المهارات العالمية «أبوظبي 2017» التي تقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتستمر منافساتها حتى 19 أكتوبر الجاري في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.
حضر حفل الافتتاح الذي أقيم في ميدان «دو» في جزيرة ياس بأبوظبي، معالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، ومعالي الدكتور علي راشد النعيمي رئيس دائرة التعليم والمعرفة عضو المجلس التنفيذي، وعدد من المسؤولين.
وأبهرت دولة الإمارات، كعادتها، العالم أجمع بتنظيم حفل افتتاح غير مسبوق للدورة الرابعة والأربعين من المسابقة العالمية «أبوظبي 2017»، وبحضور اقترب من 10 آلاف زائر من دولة الإمارات ومختلف أنحاء العالم امتلأت بهم جنبات ميدان «دو» في جزيرة ياس بأبوظبي.
وتضمن حفل الافتتاح استعراضاً للوفود الدولية، سارت خلاله مواكب الفرق المشاركة في الحلبة الرئيسة، إضافة لعروض موسيقية من 100 عضو من المواطنين والمقيمين، كما تضمن الحفل عرضاً راقصاً مميزاً بعنوان «المهارات والتنمية»، قدم فيه مجموعة من الراقصين استعراضاً حياً عن المهارات المهنية، ودورها في تطور دولة الإمارات.
واختتم الحفل بعرض يحبس الأنفاس من فرقة الجمباز «سبيل باوند» التي اشتهرت في البرنامج التلفزيوني للمواهب في بريطانيا.
وأكد مبارك سعيد الشامسي مدير عام مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني، خلال كلمته بحفل الافتتاح، أن دولة الإمارات تفتخر باستضافتها مسابقة المهارات العالمية والتي تشكل لحظة تاريخية مهمة، حيث سيتاح لعشرات الآلاف الشباب من دولة الإمارات ودول العالم التعرف إلى طيف واسع من المهارات والفرص الواعدة في المجالات المهنية.
وأشار إلى أن المسابقة تستقطب 1300 مشارك من جميع أنحاء العالم، وتشكل منصة تتيح لهم إظهار تميزهم في المهارات التي يختارونها، من خلال التنافس في 51 مهارة متنوعة تتراوح بين تنسيق الأزهار والبناء إلى صيانة الطائرات والروبوتات المتحركة.
من جانبه، وجه سيمون بارتلي رئيس منظمة المهارات العالمية الشكر إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على رعاية سموه الحدث، ولدولة الإمارات حكومة وشعباً على الجهود المبذولة لاستضافة مسابقة المهارات العالمية التي تقام للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط.
وأكد أن هذه الاستضافة تجسد رؤية قيادة دولة الإمارات التي تركز على أهمية المهارات المهنية ودورها الكبير في التنمية الاقتصادية.
ويستضيف مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني مسابقة المهارات العالمية؛ سعياً إلى تشجيع وتنمية مهارات وقدرات الشباب الإماراتي، وتجهيزهم بالمعرفة والأدوات اللازمة للنجاح في الفرص والوظائف المهنية المتنوعة.
وعبر أعضاء الفرق المشاركة في المسابقة العالمية عن سعادتهم بالمشاركة في مسابقة المهارات العالمية أبوظبي، حيث قال سيمول ألفا – أحد مصممي الجرافيك في الفريق الهندي – إن مسابقة المهارات تعتبر أحد أكبر التجمعات العالمية التي تحتفي بالمهارات، وتوفر فرصة لقياس مدى تميز المشاركين بالمقارنة مع زملائهم من أنحاء العالم.
وأكد أن هذه المسابقة ستساعده على عرض مهاراته، واستعراض شغفه بالتصميم الجرافيكي، وتمثيل المواهب في بلده الهند في هذا المجال.
من جانبها، قالت نيكول كيبير التي تتنافس في مسابقة تنسيق الزهور، إنها تتطلع إلى تمثيل نيوزيلندا خير تمثيل، مشيرة إلى أنها مناسبة مميزة وفرصة لتطوير مهاراتها لآفاق جديدة.
إلى ذلك، نظم مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني أمس، مؤتمراً صحفياً للإعلان عن افتتاح مسابقة «المهارات العالمية أبوظبي 2017» في مركز أرض المعارض بأبوظبي، وهي المسابقة التي تنظمها دولة الإمارات للمرة الأولى، وذكر مبارك سعيد الشامسي مدير عام المركز أن ما يميز هذه النسخة إقامة منتدى التدريب المهني على هامشها، وكذلك مشاركة وزراء التعليم من مختلف دول العالم بجانب الشباب، والاستماع إلى أفكارهم ومقترحاتهم؛ وذلك بهدف لتطوير العملية التعليمية.
ورداً على سؤال «الاتحاد» حول إمكانية ظهور ابتكار جديد في المسابقة من شأنه إحداث نقلة نوعية في الاقتصاد العالمي، أجاب الشامسي بأن التركيز في المسابقة لا ينصب على تخصص معين، وإنما يشمل جميع التخصصات، موضحاً أن المسابقة تسعى بشكل كبير لتهيئة جيل جديد قادر على تقديم ابتكارات تخدم البشرية وتدعم اقتصاد دولهم.
بدوره، أشار سيمون بارتلي رئيس المسابقة إلى أنها تسعى إلى تطوير قدرات الشباب من خلال مختلف المهارات، والظهور من المسابقة بكمٍ من الأفكار تجاري الشركات العالمية الكبرى التي تقدم حلولاً ذكية للبشرية.
وتطرق بارتلي إلى دور المعلم في تعزيز المهارات والمواهب لدى الطلبة قائلاً: «المدرس والطالب يجب أن يؤمنا بأهمية اكتساب المهارات والاتجاه نحو مهن المستقبل بتعلم مهاراتها وتطويرها». وتعد مسابقة المهارات العالمية أبوظبي 2017 – التي تقام كل عامين في إحدى مدن العالم – مناسبة للاحتفاء بالتميز وتسليط الضوء على أهمية المهارات المهنية، كما أنها فرصة في إلهام المتنافسين على استكشاف المزيد من المهارات لتبادل الخبرات العلمية والثقافية، وتعزز الإبداع والابتكار في تنافسية عالمية، حيث تحتل المهارات المهنية أهمية كبرى في الاقتصاد العالمي وفي مستقبل مسيرة الازدهار والتطور في جميع دول العالم. وتضم منافسات المسابقة العالمية للمهارات أكثر من خمسين فئة ضمن قطاعات «تقنية البناء والفنون الإبداعية والأزياء وتقنية المعلومات والاتصالات وتقنية التصنيع والهندسة والخدمات الاجتماعية والشخصية والنقل واللوجستيات»، حيث إن المتنافسين في هذه القطاعات غالبا ما يضطرون إلى التعاون على صعيد فردي أو ضمن فرق ومجموعات تعمل في مشروع مشترك. ومن المهارات في المسابقة «مهارة أنظمة التحكم الصناعي وتركيب وتصليح وصيانة أنظمة وأجهزة الإنتاج الصناعي الآلية والكهربائية والأعمال الإسمنتية في مجال البناء والتصاميم لبناء الخرسانات الإسمنتية اللازمة لتشييد المنازل والمشاريع التجارية وتجهيز الجدران الداخلية أو الخارجية بعناية لتركيب أسطح الجبس أو تصليحها»، وغيرها من المهارات. وذكر مبارك الشامسي خلال المؤتمر الصحفي أن 9 إماراتيات سيشاركن في المسابقة بمهارات مختلفة، وأن المرأة الإماراتية هي الوحيدة الممثلة للدولة في بعض المهارات مما يدل على الثقة الكبيرة التي تتمتع بها من قبل القيادة الرشيدة للحصول على الميداليات الذهبية. وأوضح علي المرزوقي الرئيس التنفيذي للمسابقة بأن المرأة الإماراتية دخلت غمار المنافسة على مهارات عدة منها «الميجاترونيكس» و«التبريد والتكييف» و«الطبخ» و«المجوهرات»، مؤكداً أنها تحظى بدعم لا محدود من القيادة الرشيدة.
المصدر: الاتحاد