جاءت الإمارات في صدارة دول العالم في مجموعة كبيرة من مؤشرات احتواء فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، واستطاعت الدولة تقديم أداء متميز حدَّ بشكل كبير من التداعيات السلبية للجائحة بفضل الإدارة المتميزة للأزمة والوعي المجتمعي والجهد الكبير المبذول من أبطال خط الدفاع الأول.
وأكد المتحدث الرسمي للإحاطة الإعلامية لحكومة الإمارات الدكتور عمر الحمادي، خلال الإحاطة الإعلامية الدورية أمس، أن الإمارات مازالت في صدارة دول العالم في إجمالي الفحوص الطبية مقارنة بعدد السكان ضمن استراتيجيتها الرامية إلى توسيع نطاق الفحوص اليومية، حيث تم إجراء 98 ألفاً و528 فحصاً جديداً، كشفت عن تسجيل 852 إصابة، ليصل العدد الإجمالي للحالات المشخصة إلى 86 ألفاً و447 حالة منذ بدء الجائحة.
وأعلن الحمادي عن تسجيل 939 حالة شفاء جديدة، يرتفع معها العدد الإجمالي لحالات التعافي التام إلى 76 ألفاً و25، فيما لم يتم تسجيل أي حالة وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية، وبناءً على الأرقام المحدثة يبلغ عدد المرضى الذين يتلقون العلاج حالياً في مؤسسات الرعاية الصحية 10 آلاف و17 مريضاً.
واستعرض الحمادي مجموعة من المؤشرات الإيجابية التي تعكس الأداء القوي لفرق العمل في مختلف القطاعات خلال مساعيها للتصدي للوباء، حيث حلّت الإمارات في المرتبة الأولى عالمياً في عدد الفحوص التي تمَّ إجراؤها للكشف عن الفيروس خلال شهري يوليو وأغسطس 2020 بالنسبة لعدد السكان، وخلال شهر يوليو بلغ متوسط عدد الاختبارات اليومية 57 ألفاً و857 اختباراً، وهو ما يعادل 483.9 اختباراً يومياً لكل 100 ألف نسمة، وهو المعدل الأعلى عالمياً، فيما بلغ متوسط عدد الاختبارات اليومية لشهر أغسطس 65 ألفاً و106 اختبارات، أي ما يعادل 658.3 اختباراً يومياً لكل 100 ألف نسمة.
وأضاف الحمادي أنه تم إجراء مليون و483 ألفاً و576 فحصاً مختبرياً خلال شهر يوليو الماضي على مستوى الدولة، للتأكد من سلامة أفراد المجتمع وخلوهم من أعراض الفيروس، أما شهر أغسطس فقد شهد زيادة قدرها 36% مقارنة بشهر يوليو حيث تم إجراء مليونين و18 ألفاً و278 فحصاً مخبرياً، وهو ما يمثل ثامن أعلى رقم من الفحوص التي تقوم بها أي دولة على مستوى العالم خلال هذا الشهر، والأول على العالم قياساً إلى عدد السكان.
وأوضح الحمادي أن المتوسط اليومي لعدد الحالات المكتشفة في شهر أغسطس بلغ 305 حالات بما يعادل 3.1 حالات فقط لكل 100 ألف نسمة، فيما انخفض إجمالي الحالات بين يوليو وأغسطس بنسبة 21%، أي من 11977 إلى 9467 حالة، كما انخفضت أعداد الوفيات بنسبة 5.7% بين شهري يوليو وأغسطس من 35 إلى 33 حالة، فيما بلغ متوسط الوفيات في شهر أغسطس 0.01 بين كل 100 ألف حالة.
وقال إن نسبة الحالات الإيجابية لعدد الاختبارات خلال شهر أغسطس بلغت 0.47%، وهو ما يمثل 9467 حالة من أصل مليونين و18 ألفاً و576 فحصاً تم إجراؤها خلال الشهر نفسه، مقارنة بشهر يوليو الذي تم فيه تسجيل نسبة 0.81% أي 11977 حالة من أصل مليون و483 ألفاً و576 فحصاً تم إجراؤها خلال الشهر ذاته.
وكشف أنه وفقاً لهذه الإحصائية، تحتل الدولة المركز الثامن عالمياً بين الدول المسجلة لأقل عدد من الحالات الإيجابية قياساً بعدد الفحوص.
وعزا الحمادي هذه الأرقام والنتائج الإيجابية إلى وعي المجتمع والتزام أفراده، مؤكداً أن المرحلة الحالية تتطلب الاستمرار في الالتزام بالإجراءات الوقائية للحفاظ على المكتسبات التي تم تحقيقها، وتعاون فئات المجتمع كافة من مواطنين ومقيمين لرفع هذا الوعي.
وأجاب الحمادي عن مجموعة من الأسئلة المتداولة حيث عرّفَ فترة حضانة الفيروس بالفترة التي يستغرقها منذ الدخول إلى الجسم حتى ظهور الأعراض المرضية، موضحاً أن فترة حضانة كوفيد-19 تبلغ يومين إلى 14 يوماً، ولذلك فإن المدة التي ينصح خلالها بمراقبة الأعراض المرضية للقادمين من السفر أو المخالطين مخالطة قريبة لحالات ثبت إصابتها بمرض كوفيد-19 تبلغ أسبوعين للتأكد تماماً من خلو الشخص من الفيروس.
وأوضح أن ظهور الأعراض غالباً ما يبدأ خلال أربعة إلى خمسة أيام بعد حدوث الإصابة، إلا أن كثيراً من المرضى قد لا يشعرون بأعراض في الأيام الأولى من الإصابة، وقد يكتشف بعضهم إصابته بالفيروس من خلال الفحص الروتيني وهو ما يفسر استغراب بعض المصابين عند معرفتهم بأنهم مصابون بالفيروس. وقال الحمادي إن ظهور الأعراض قد يتأخر عند كبار السن ومن يعانون أمراضاً مزمنة، مطالباً بالحذر والحرص الشديد عند التعامل مع هذه الفئات عند تشخيص مرض كوفيد-19.
مرضى السكري و«كورونا»
حذر المتحدث الرسمي للإحاطة الإعلامية لحكومة الإمارات الدكتور عمر الحمادي من أن مرضى السكري بشكل عام، والمصابين بالنوع الأول من مرض السكري والمصابات بسكر الحمل من النساء بشكل خاص، هم أكثر عرضة لحصول المضاعفات المصاحبة لمرض كوفيد-19، حيث وجد العلماء أن دخول المستشفى بسبب فيروس كورونا المستجد أكثر شيوعاً عند مرضى السكري والسمنة، موضحاً أن ارتفاع مستوى السكر في الدم يؤدي إلى زيادة نسبة الإصابة بالتهابات الرئتين لدى مرضى كوفيد-19. وأوضح أن هناك مجموعة من العوامل التي تجعل مريض السكري أكثر عرضة للمضاعفات، منها: انخفاض المناعة، ما يعني عدم القدرة على محاربة الفيروس وإمكانية التعرض لالتهابات تضر بأجهزة الجسم الحيوية.
المصدر: الامارات اليوم