قامت دولة الإمارات بإجلاء مواطنيها ورعايا عدد من الدول من السودان، بالتوازي مع تواصل عمليات إجلاء الرعايا الأجانب المتسارعة بعد هدوء نسبي للأوضاع على الأرض بعد اتفاق بوساطة أمريكية لهدنة جديدة لمدة ثلاثة أيام دخلت حيز التنفيذ ليل أمس الأول الاثنين.
وعملت دولة الإمارات على توفير كافة خدمات الاستضافة والرعاية ل 19 جنسية مختلفة خلال إجلائهم إلى بورتسودان وتواجدهم فيها، كما ستستضيفهم الدولة على أراضيها قبيل نقلهم إلى دولهم.
وأعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي أنه في إطار الجهود الإنسانية لدولة الإمارات والتزامها بتعزيز التعاون والتضامن العالميين، قامت الدولة بإجلاء مواطنيها ورعايا عدد من الدول من السودان، وذلك استمراراً لنهجها الإنساني القائم على توفير الحماية للمدنيين، ومد يد العون للدول في أوقات الحاجة، مشيرة إلى أنها تضع المرضى والأطفال وكبار السن والنساء على رأس أولوياتها في هذا الصدد.
وأكدت الوزارة التزام الإمارات بالعمل مع شركائها والمجتمع الدولي لتحقيق كل ما يخدم مصالح الشعب السوداني، مشددة على أهمية تكثيف الجهود الهادفة لوقف إطلاق النار والعودة للإطار السياسي والحوار والمضي قدماً في المرحلة الانتقالية وصولا إلى الاستقرار السياسي والأمني المنشود في السودان.
عمليات كبيرة
وقالت بريطانيا إنها بدأت عملية إجلاء «واسعة النطاق» لمواطنيها أمس وستعطي الأولوية للعائلات التي لديها أطفال وكبار السن والمرضى. وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك «بدأت الحكومة عملية إجلاء واسعة النطاق لحملة الجواز البريطاني من السودان عبر رحلات للقوات الجوية الملكية البريطانية».
وشدد على أن الأولوية ستكون للأشخاص «الأكثر ضعفاً، بما يشمل العائلات مع الأطفال والمسنّين». وأكد أن لندن «ستواصل العمل من أجل إنهاء سفك الدماء في السودان ودعم حكومة ديمقراطية».
ونقلت مهمة إجلاء ألمانية 500 شخص في المجمل من أكثر من 30 دولة إلى بر الأمان حتى أمس ، ومن بينهم مواطنون بلجيكيون وبريطانيون وهولنديون وأردنيون وأمريكيون إضافة إلى الألمان. وقالت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك إن الجهود جارية لإجلاء من تبقى من الألمان .
وأبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حكومته بأن البلاد أجلت 538 شخصاً، من بينهم أكثر من 200 فرنسي إضافة إلى مواطنيين أمريكيين وبريطانيين وآخرين. وقال إن أحد رجال الكوماندوز الفرنسيين أصيب في تبادل لإطلاق النار أثناء الإجلاء لكن حالته مستقرة.
وأجلت طائرات عسكرية إيطالية أقلعت من جيبوتي 83 إيطالياً و13 آخرين، من بينهم أطفال والسفير الإيطالي، الليلة قبل الماضية. وأجلت القوات الأمريكية دبلوماسيين أمريكيين وبعض الدبلوماسيين الأجانب السبت.
وقالت واشنطن الاثنين إن عشرات الأمريكيين يسافرون براً في قافلة تقودها الأمم المتحدة إلى بورتسودان، وإن عشرات آخرين عبّروا عن رغبتهم في المغادرة.
رحلات إلى كل الاتجاهات
وقال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا إنه تم إجلاء جميع اليابانيين الذين كانوا يرغبون في المغادرة. وذكر أن 45 غادروا الاثنين على متن طائرة عسكرية يابانية، وغادر ثمانية آخرون بمساعدة فرنسا وجماعات أخرى.
وقالت قبرص أمس إنها فعّلت آلية إنقاذ إنسانية لإجلاء المدنيين من مواطني دول أخرى من السودان عبر الجزيرة. كما قالت الخارجية الصينية إن معظم الصينيين تم إجلاؤهم بأمان في مجموعات إلى الدول المجاورة.
وقالت أوكرانيا إنها أنقذت 87 من مواطنيها، ، من أصل 138 مدنياً ، من بينهم مواطنون من جورجيا وبيرو، بينما تتوقع جنوب إفريقيا مغادرة آخر 12 من مواطنيها في وقت متأخر ليل أمس.
وأعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو عن انطلاق حافلات إجلاء 1380 تركياً «إضافة إلى 110 شخصاً من 13 بلداً».
كما أعلنت مصر، الاثنين، ارتفاع عدد رعاياها الذين تم إجلاؤهم إلى 904، في ثاني أيام عمليات الإجلاء المصرية.
ووصلت الدفعة الأولى من 12 لبنانياً وسورياً وفلسطينياً تم إجلاؤهم إلى مطار بيروت الدولي. ومن المتوقع، أن تكون قد وصلت في وقت متأخر أمس الدفعة الثانية والتي تضم 32 شخصاً.
كما أقلعت أمس طائرة نقل عسكرية تونسية إلى مطار أسوان، لإجلاء تونسيين ومن المتوقع أن تكون عاد في وقت متأخر أمس، بينما وجه رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني،ببذل أقصى الجهود للمساعدة في إخلاء العراقيين المقيمين في السودان.
(وكالات)