بحث سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، خلال اتصال هاتفي مع هانكي برونز سلوت وزيرة خارجية هولندا التطورات الخطِرة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وتداعياتها على الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي. واستعرض الجانبان، مسارات التحرك لوقف التصعيد وتهدئة الأوضاع للحيلولة دون اتساع رقعة التوترات وعدم الاستقرار في المنطقة.
كما تبادلا وجهات النظر بشأن الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، وأهمية نفاذ المساعدات للمدنيين في القطاع بشكل مكثف وعلى نحو آمن ومستدام.
وحذر سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، من التداعيات الخطِرة لزيادة حدة التوترات على أمن واستقرار المنطقة، مجدداً التأكيد على أهمية ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وحل الخلافات بالحوار وعبر القنوات الدبلوماسية. وأشار سموه، إلى أن الأوضاع الراهنة في منطقة الشرق الأوسط، تتطلب جهداً جماعياً وتعاوناً إيجابياً ينصب نحو ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار بها وتلبية تطلعات شعوبها في التنمية والازدهار. كما بحث سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وهانكي برونز سلوت عدداً من الملفات ذات الاهتمام المشترك المتصلة بتعزيز علاقات التعاون والشراكة بين البلدين.
وكانت دولة الإمارات، أعربت عن قلقها البالغ من استمرار التوتر في المنطقة، ودعت إلى عدم اتخاذ خطوات تفاقم التصعيد في المنطقة. وأكدت وزارة الخارجية، في بيان لها، أن دولة الإمارات تدعو إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، لتجنب التداعيات الخطِرة وانجراف المنطقة إلى مستويات جديدة من عدم الاستقرار.
ودعت الوزارة، إلى ضرورة إيجاد معالجة جذرية للصراعات والأزمات القائمة في المنطقة وخفض التوترات فيها، وحل الخلافات بالحوار وعبر القنوات الدبلوماسية، وإلى التمسك بسيادة القانون واحترام ميثاق الأمم المتحدة.
وجددت الوزارة، مطالبتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، بالاضطلاع بمسؤولياتهما بتعزيز الأمن والسلم الدوليين عبر حل القضايا والصراعات المزمنة في المنطقة والتي باتت تهدد الأمن والاستقرار العالميين.
ويأتي ذلك، بينما توالت ردود الفعل العربية والدولية المطالبة بضبط النفس وعد الانجرار إلى التصعيد، فيما دان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش «أي عمل انتقامي» في الشرق الأوسط، بعد الانفجارات في وسط إيران، بينما أحجمت واشنطن عن تأكيد الهجوم الإسرائيلي، مشددة على أنها لم تشارك في أي هجوم.
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم غوتيريش في بيان: إن «الأمين العام يكرر أن الوقت حان لوقف دوامة الأعمال الانتقامية الخطِرة في الشرق الأوسط».
وأضاف دوجاريك: «يستنكر الأمين العام أي عمل انتقامي ويناشد المجتمع الدولي بالعمل لمنع أي تطور آخر قد يؤدي إلى عواقب مدمرة على المنطقة وخارجها».
ومن جهته، أحجم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، مراراً عن تأكيد تقارير الهجوم الإسرائيلي على إيران، أمس الجمعة، مؤكداً التزام بلاده بأمن إسرائيل.
وقال إن واشنطن لم تشارك في أي عمليات هجومية وإنها ملتزمة بتهدئة التوترات في المنطقة.
وقال بلينكن في مؤتمر صحفي في ختام اجتماع لوزراء خارجية مجموعة السبع في جزيرة كابري جنوبي إيطاليا: «لن أتحدث عن ذلك الأمر سوى بالقول إن الولايات المتحدة لم تشارك في أي عمليات هجومية».
وبحسب الإعلام الأمريكي، فإن الولايات المتحدة تلقّت معلومات مسبقة عن الهجوم الإسرائيلي المفترض على إيران، لكنها لم توافق عليه ولم تشارك في تنفيذه.
ونقلت شبكتا «إن بي سي» و«سي إن إن»، عن مصادر قريبة من الملف وعن مسؤول أمريكي أن إسرائيل أبلغت واشنطن مسبقاً بالضربة. وبالمقابل قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن روسيا أبلغت إسرائيل بأن إيران لا تريد تصعيداً بعد تقارير عن هجوم إسرائيلي على إيران.
وقال الكرملين إنه يتابع التقارير حول الانفجارات في إيران ودعا جميع الأطراف إلى «ضبط النفس» لمنع المزيد من التصعيد في هذه المنطقة الحساسة. كما أكدت الصين معارضتها لكل الأعمال التي تؤدي «إلى تصعيد التوتر».
إلى ذلك، دانت سلطنة عمان «الهجوم الإسرائيلي».
وقال ناطق رسمي باسم وزارة الخارجية في بيان نشر على منصة إكس إن السلطنة «تتابع استمرار التوتر في الإقليم وتدين الهجوم الإسرائيلي، صباح الجمعة، على أصفهان في الجمهورية الإسلامية الإيرانية».
وأضاف البيان أن عُمان «تدين وتستنكر اعتداءات إسرائيل العسكرية المتكررة في المنطقة».
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن الأعمال الانتقامية بين إسرائيل وإيران يجب أن تتوقف، محذراً من خطر التصعيد الإقليمي.
وأعربت مصر عن قلقها البالغ تجاه استمرار التصعيد المتبادل بين إسرائيل وإيران، وحذرت من عواقب اتساع رقعة الصراع وعدم الاستقرار في المنطقة وآثارها الخطِرة على أمن وسلامة شعوبها، وفق بيان لوزارة الخارجية المصرية. (وكالات)