دان سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، بأشد العبارات، الجريمة الإرهابية البشعة التي استهدفت الحرم المكي الشريف، مؤكداً سموه تضامن دولة الإمارات التام ووقوفها الكامل والشامل مع المملكة العربية السعودية الشقيقة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
وقال سموه: «إن هذه الجريمة البشعة، تبين حجم الإرهاب والتوحش الذي وصلت إليه هذه الجماعات الإرهابية، والتي لا يمكن لأي عاقل أن يعطيها أي تبرير أو تفسير».
وأشاد سموه بيقظة وكفاءة الأجهزة الأمنية السعودية التي أحبطت هذه الجريمة النكراء في مهدها دون أن تصل بشرورها إلى الحرم المكي الشريف، مؤكداً أن كل مسلم في العالم يشيد بما تقوم به المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين في خدمة الإسلام والمسلمين، ونشر المحبة والتسامح بين كل شعوب العالم.
وقال سموه: «إن هذه الجريمة النكراء، ستزيدنا إصراراً وضراوة للقضاء على الإرهاب واجتثاث مصادره، وكل من يموله أو يحرض عليه أو يدعمه أو يتعاطف معه أو يبرره بأي صورة من الصور».
وأحبط الأمن السعودي، عملاً إرهابياً وشيكاً كان يهدد أمن المسجد الحرام ومرتاديه من المعتمرين والمصلين في ليلة التاسع والعشرين من رمضان، وهي ليلة ختم القرآن.
وتمركزت المجموعة الإرهابية في ثلاثة مواقع، أحدها في محافظة جدة، والآخران في العاصمة المقدسة مكة المكرمة، الأول بحي العسيلة، والثاني بحي أجياد المصافي، الواقع داخل محيط المنطقة المركزية للمسجد الحرام، أي على بعد كيلومترات قليلة من الحرم المكي.
والموقع عبارة عن منزل مكون من ثلاثة طوابق، تواجد بداخله أحد أفراد الخلية المكلف بتنفيذ العمل الإرهابي الذي أطلق النار على رجال الأمن فور مباشرتهم في محاصرته في المنزل، بحسب المتحدث الأمني لوزارة الداخلية منصور التركي، الذي أوضح أن الفعل اقتضى الرد عليه بالمثل لتحييد خطره، وذلك بعد رفضه التجاوب مع دعوات تسليم نفسه.
واستمر إطلاق نار بشكل كثيف قبل أن يقدم على تفجير نفسه، ما أسفر عن مقتله وانهيار المبنى الذي كان يتحصن بداخله، وإصابة ستة من الوافدين، وخمسة من رجال الأمن بإصابات طفيفة.
وانتهت العملية الأمنية، وفق المتحدث الأمني لوزارة الداخلية، بالقبض على خمسة من عناصر الخلية، بينهم امرأة، بعد مداهمة مواقعهم الثلاثة. ولا تزال الجهات الأمنية تباشر تحقيقاتها لرفع الأدلة والتثبت من هوية الانتحاري.
وأفاد مراسل قناة «العربية» بأن المصلين يحضرون صلاة التراويح وختم القرآن في المسجد الحرام في أمان.
وقد ودع أكثر من نصف مليون مصل في المدينة المنورة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك في المسجد النبوي وسط أجواء روحانية وإيمانية. وتدفقت جموع المصلين منذ الساعات الأولى من نهار أمس، لأداء صلاة الجمعة في المسجد النبوي الشريف والتشرف بالسلام على الرسول المصطفى، صلى الله عليه وسلم، وعلى صاحبيه رضوان الله عليهما في ظل خدمات تقدمها جميع الجهات الحكومية والمؤسسات الأهلية ذات العلاقة بخدمة الزوار والمعتمرين، وذلك باهتمام ومتابعة مباشرة من الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة في كل مناحيها الأمنية والصحية والتنظيمية والإرشادية.
يذكر أنه في اليوم ذاته من شهر رمضان الماضي فجر إرهابي نفسه في موقف سيارات قوات الطوارئ قرب الحرم النبوي بالمدينة المنورة، ما أدى لاستشهاد أربعة من رجال الأمن، وإصابة خمسة آخرين.
المصدر: الاتحاد