دانت دولة الإمارات التفجيرات الإرهابية التي استهدفت مطار أتاتورك الدولي في مدينة اسطنبول التركية مساء أمس الأول، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات.
وأعرب سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي عن تعازي دولة الإمارات ومواساتها للحكومة التركية وذوي الضحايا، وتمنياتها بالشفاء لجميع المصابين جراء هذه الأعمال الإرهابية الآثمة التي تتنافى مع جميع الشرائع السماوية والقيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية.
وأكد سموه تضامن دولة الإمارات ووقوفها قيادة وحكومة وشعباً مع تركيا في حربها ضد التطرف والإرهاب، ودعم جهودها في إرساء الأمن والسلم. وشدد سموه على ضرورة تضافر الجهود الدولية كافة لمواجهة العنف والإرهاب بجميع أشكاله وصوره وأياً كان مصدره أو الجهات التي تقف خلفه.
من جهتها، بعثت معالي الدكتورة أمل عبد الله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي برقية تعزية ومواساة إلى معالي إسماعيل كهرمان رئيس مجلس الأمة التركي الكبير والشعب التركي الصديق، عبرت فيها عن إدانتها التفجيرات الإرهابية التي استهدفت مطار أتاتورك الدولي بمدينة اسطنبول التركية، والتي أسفرت عن وقوع ضحايا وإصابة العشرات، متمنية الشفاء العاجل لجميع المصابين الذين طالتهم أيادي الإرهاب الغادرة والآثمة.
وقالت القبيسي «نؤكد تضامننا مع تركيا والشعب التركي الصديق في الحادث الأليم، ووقوفنا إلى جانبهم في محاربة التطرف والإرهاب، في إطار العلاقات المتنامية التي تجمع البلدين والشعبين الصديقين، ونسأل الله العلي القدير أن يلهم ذوي الضحايا جميل الصبر والسلوان وحسن العزاء».
وأفادت حصيلة رسمية أن الاعتداءات الإرهابية الثلاثية التي ضربت مطار أتاتورك الدولي، والتي نسبتها أنقرة لتنظيم «داعش» الإرهابي، بسقوط 41 قتيلاً، بينهم 13 أجنبياً و239 جريحاً. وفيما أعلنت أنقرة الحداد الوطني على الضحايا أفاد مكتب محافظ اسطنبول بأن 13 أجنبياً قتلوا، وأن 130 جريحاً لا يزالون في المستشفيات.
وبين الأجانب الـ13، بينهم سعوديان اثنان وعراقيان وتونسي وأوزبكستاني وصيني وإيراني وأوكراني وأردنية، بحسب مسؤول تركي، بينما أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند أن فرنسيين أصيبا بجروح طفيفة جراء الاعتداءات.
وفي رام الله، أعلنت وزارة الخارجية الفلسطينية مقتل مواطنة فلسطينية وإصابة 7 آخرين جراء الاعتداءات. وفيما لم ترد أي معلومات عن جنسية المهاجمين، قال رئيس الوزراء بن علي يلدريم للصحفيين من موقع الهجوم «الأدلة تشير إلى داعش».
وكشفت صور وتسجيلات فيديو تناقلتها شبكات التواصل الاجتماعي عن كرة نار ضخمة على أحد المداخل، فيما حاول عناصر أمن إجلاء الركاب المذعورين الذين كانوا يصرخون في الممرات. وبدا في أحد الأشرطة المصورة المروعة أحد الانتحاريين وهو يتلوى أرضاً بعد إصابته برصاص شرطي قبل أن يفجر حزامه الناسف. وبحسب السلطات، فإن انفجارات وقعت بداية عند مدخل محطة الرحلات الدولية نحو الساعة 22,00 بالتوقيت المحلي.
وعمد 3 مهاجمين إلى إطلاق النار بالرشاشات على مسافرين وشرطيين أثناء خدمتهم، قبل أن يتم الرد عليهم ثم يفجر الانتحاريون أنفسهم. وتعرض مبنى المطار من الخارج والداخل لبعض الأضرار في الانفجارات المتعددة والاشتباكات المسلحة بين الشرطة والمهاجمين، الذين لم يتم إدراجهم في الحصيلة الرسمية للقتلى، والذين لم يتم التأكد من جنسياتهم.
واستؤنفت حركة الطيران في المطار بعد إصلاح قسم من الأضرار سريعاً، فيما لم تشهد حركة تسجيل الركاب اضطرابات بعد تعليقها مساء أمس الأول.
وحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المجتمع الدولي على «مكافحة مشتركة» للإرهاب. وأضاف: «هذا الهجوم الذي جرى خلال شهر رمضان، يظهر أن الإرهاب يضرب من دون أي اعتبار للمعتقد أو للقيم». بينما توالت الإدانات العربية والإقليمية والدولية للاعتداءات الإرهابية.
ودان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود التفجيرات الإرهابية التي استهدفت مطار أتاتورك، معرباً في برقية للرئيس أردوغان عن خالص تعازيه ومواساته لأسر الضحايا وللشعب التركي في هذا المصاب الأليم، متمنياً الشفاء العاجل للمصابين.
كما دانت الكويت وقطر ومصر والجزائر وتونس والأردن والبحرين والعراق والسلطة الفلسطينية الاعتداءات. وندد الأزهر الشريف ومنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي وإيطاليا وفرنسا وبلجيكا وبريطانيا ألمانيا وإسبانيا واليابان وأفغانستان وماليزيا والهند بالهجمات.
أوباما يتعهد بهزيمة «داعش» ويعرض على أردوغان المساعدة
تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما مساندة تركيا عقب الاعتداء الإرهابي على مطار أتاتورك الدولي باسطنبول الليلة قبل الماضية، وذلك خلال محادثة هاتفية أجراها أمس مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان. وأضاف أوباما الذي تحدث للصحفيين خلال رحلة إلى كندا للمشاركة في قمة أميركا الشمالية «دعوني أتقدم بأحر التعازي للشعب التركي بسبب الهجوم المروع الذي وقع في اسطنبول». وأكد أوباما الالتزام الأميركي بقتال متشددي تنظيم «داعش» الإرهابي، قائلاً «نقف مع الشعب التركي ونعتزم القيام بكل ما يلزم للتأكد من أنه لن تقع مثل هذه الأعمال المروعة». وأعاد أوباما التأكيد على الشراكة بين الولايات المتحدة مع تركيا، ومع حلف شمال الأطلسي «الناتو» ومع التحالف الدولي بأسره لقتال تنظيم «داعش».
وقال: «لن يهدأ لنا بال حتى نفكك هذه الشبكات من الكراهية التي لها تأثير على العالم المتحضر بأسره»، متعهداً بهزيمة التنظيم الإرهابي في سوريا والعراق.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست إن أوباما قد يتطرق إلى اعتداءات اسطنبول خلال الاجتماع الذي يجمعه برئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، والرئيس المكسيكي انريكي بينا نييتو. وأضاف أن «أي معلومة نحصل عليها ويمكن أن تكون مفيدة للتحقيق التركي سنتقاسمها بالتأكيد» معهم، مؤكداً أنه لا يملك معلومات عن منفذي الاعتداءات الانتحارية التي أوقعت أكثر من 40 قتيلاً و239 جريحاً.
المصدر: الإمارات اليوم