رحبت دولة الإمارات بمواصلة الجهود لتنفيذ اتفاق السلام النهائي في كولومبيا، والتطوير المستمر لخطط واستراتيجيات إعادة الإدماج، وتفانيها إزاء تحقيق المصالحة الوطنية.
وقالت أميرة الحفيتي، نائبة المندوبة الدائمة في مجلس الأمن، إنه «في وقتٍ تزدادُ فيه حِدة التوترات والأزمات حول العالم، أصبحَ الحفاظ والبناء على إنجازات السلام التي حققتها العديد من الدول ضرورةً قصوى، مثل اتفاق السلام النهائي، الذي يمثل نموذجاً على أهمية الحوار».
وأضافت «نُرحب بالجهود المستمرة للرئيس الكولومبي غوستافو بيترو للتنفيذ الكامل والشامل لاتفاق السلام النهائي، باعتبارها جوهرية للبناء على الشوط الكبير الذي قطعته كولومبيا نحو إحلال السلام والاستقرار الدائمين، ويشمل ذلك التزام الحكومة الكولومبية بالآليات الأساسية، مثل اللجنة الوطنية المعنية بالضمانات الأمنية ولجنة متابعة تنفيذ الاتفاق النهائي وتعزيزه والتحقق منه، إلى جانب سعي الحكومة لضمان الشمولية وما تبذُله من مساعٍ في هذا الجانب، مثل إجراء إصلاحات في مجال التكافؤ بين الجنسين، وإنشاء وزارة جديدة معنية بالمساواة، ومجلس وطني للشباب، ونتطلع إلى مواصلة الحكومة التزامها بهذه المسائل».
وتابعت: إن «مبادرات، كتلك التي تقودها المجتمعات الكولومبية لتعزيز التعايش السلمي وإعادة الإدماج، تُمثل أداة أساسية لحماية المكتسبات التي حققها المقاتلون السابقون بصعوبة ولمعالجة الشواغل الأمنية المستمرة في كولومبيا، ويشمل ذلك العنف ضد قادة المجتمعات المحلية. ولا شك في أن تطوير استراتيجيات محلية تَضُم المقاتلين السابقين والشباب، بالتزامن مع تنفيذ الضمانات الأمنية للاتفاق النهائي، سيُسهِم في ترسيخ السلام بين المجتمعات. ونُقدر في هذا السياق قيام البلديات بتحديث خُطط واستراتيجيات إعادة الإدماج باستمرار وذلك بالتنسيق مع السلطات والمجتمعات المحلية والمقاتلين السابقين، إذ نأمل أن تؤدي مثل هذه المساعي، وأي تدابير أخرى تهدف إلى تحقيق السلام على نطاق أوسع، إلى دعم كولومبيا في مسارها نحو بناء مستقبل يَعُمه السلام».
وأوضحت الحفيتي أنه «مِنَ المُشجع ما يظهره الشعب الكولومبي من تفانٍ مستمر إزاء تحقيق المصالحة وكذلك التزام الرئيس الكولومبي بتنفيذ التوصيات الواردة في التقرير النهائي للجنة تقصي الحقائق، إذ يُشكل هذا التقرير وغيرِه من العناصر التي يتضمنها النظام الشامل للحقيقة والعدالة والتعويض وعدم التكرار ركيزة مهمة لتحقيق المُصالحة في كولومبيا، بما في ذلك من خلال توسيع نطاق تركيز القضايا التي يتولاها الجهاز القضائي الخاص من أجل السلام».
وأكدت دعم دولة الإمارات لكولومبيا في مسيرتها نحو إحلال السلام والاستقرار الدائمين، وعلى دعمها الكامل لبعثة التحقق التابعة للأمم المتحدة في كولومبيا ولجهودِها في هذا السياق.
المصدر: الخليج