شروق عوض
أكد معالي الدكتور عبدالله بن محمد بلحيف النعيمي، وزير الأشغال العامة، أن الإمارات العربية المتحدة تستعد لبناء اللبنة الأولى من مشروع الربط الحديدي بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، عندما تنتهي خلال ما بين خمس إلى سبع سنوات من أطول مشروع حديدي من نوعه بالمنطقة الذي سيربط الإمارات السبع بعضها ببعض، من خلال «قطار الاتحاد» المتوقع أن يبلغ طوله 1100 كيلومتر.
وتهدف المرحلة الأولى من مشروع السكة الحديدية إلى نقل حبيبات الكبريت من مصادرها في شاه وحبشان إلى ميناء الرويس في المنطقة الغربية من إمارة أبوظبي، حيث سيتم ربط ميناء خليفة مع شبكة السكك الحديدية الوطنية ضمن المرحلة الثانية التي تتضمن أيضاً ربط الشبكة بكل من الحدود السعودية والعُمانية، موفرة بذلك شبكة نقل متكاملة تمتاز بالكفاءة والفاعلية.
ويبلغ طول المرحلة الأولى من المشروع 264 كم، وقد بدأت أعمال الإنشاء في منطقة المرفأ في المنطقة الغربية من إمارة أبوظبي، فيما يبلغ طول المرحلة الثانية، المقرر البدء فيها في بداية العام المقبل، نحو 628 كم، وستربط بذلك المراكز الصناعية والحضرية ومنافذ دولة الإمارات العربية المتحدة بدول مجلس التعاون مع المملكة العربية السعودية عبر مركز الغويفات، ومع سلطنة عُمان عبر مدينة العين، بينما سيبلغ طول مسار المرحلة الثالثة للمشروع حوالي 279، كما سيتم ربط إمارات الدولة ببعضها.
ومن المنتظر أن يكون «قطار الاتحاد» الإماراتي جزءاً من مشروع مماثل تسعى دول مجلس التعاون الخليجي لتنفيذه، يربط الكويت مروراً بالمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين وقطر ودولة الإمارات، وصولاً إلى سلطنة عُمان.
جاء ذلك، على هامش توقيع الهيئة الوطنية للمواصلات وشركة تيرابين لتنظيم المؤتمرات والمعارض بدبي أمس، بحضور معالي الدكتور عبدالله بن محمد بلحيف النعيمي وزير الأشغال العامة، مذكرة تفاهم تمثل إطاراً عاماً للدعم المشترك لإقامة “مؤتمر ومعرض السكك الحديدية في الشرق الأوسط” في الإمارات العربية المتحدة خلال السنوات الثلاث المقبلة، تأكيداً لمكانة الدولة البارزة، باعتبارها سوقاً رائدة في قطاع تطوير السكك الحديدية.
ووقع الاتفاقية الدكتور المهندس ناظم أسعد بن طاهر المدير العام بالإنابة للهيئة الوطنية للمواصلات، وماثيو ويليامز المدير المنتدب لشركة تيرابين الشرق الأوسط.
ومن المقرر أن يعقد “مؤتمر ومعرض السكك الحديدية في الشرق الأوسط” الأول في مركز دبي التجاري العالمي في الرابع من فبراير من العام المقبل، على مساحة تسعة آلاف متر مربع بمشاركة نحو ثلاثة آلاف شخص من الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، بحضور وزراء النقل والمواصلات.
ويهدف المؤتمر الأول إلى تشجيع المضي في تأسيس شبكة سكك حديدية في دول مجلس التعاون الخليجي عالمية المستوى، تتسم بالفاعلية والأمان وتحسن كفاءة شبكات الخدمات اللوجستية.
وقال معالي وزير الأشغال العامة في تصريح للصحافيين أمس، إن عقد “مؤتمر ومعرض السكك الحديدية في الشرق الأوسط” في دولة الإمارات يعد فرصة لحشد موارد الحكومة وشركات القطاع الخاص لإقامة هذا الحدث العالمي الكبير، مشيراً إلى أن الدولة تعمل بشكل حثيث على إنجاز وتطوير شبكة ضخمة للسكك الحديدية بما يسمى بـ”قطار الاتحاد”، لتعم الفائدة على اقتصادها الوطني، بل بما يجعلها مركزاً للنقل والخدمات اللوجستية في المنطقة، إلى جانب تطوير شبكة للنقل البري للشحن والمسافرين تكون أكثر استدامة.
وأفاد بأن الدولة خصصت ميزانية لتطوير شبكة للقطارات الوطنية في الإمارات تقدر بحوالي 25 مليار دولار ضمن خططتها التنموية 2020 ـ 2030.
وأشار الدكتور ابن طاهر في كلمة له خلال حفل توقيع المذكرة، أن الاتفاقية تأتي في إطار سعي الهيئة الوطنية للمواصلات لتنفيذ رؤية الحكومة لتطوير منظومة النقل والمواصلات في دولة الإمارات، وضمان استدامتها، من خلال وضع تشريعات اتحادية لمنظومة السكك الحديدية، وفقاً لأفضل الممارسات العالمية لبنى تحتية آمنة ومتكاملة، تعزز دور قطاع النقل بالدولة على المستويين الإقليمي والدولي، بمشاركة القطاع الخاص في هذا القطاع الحيوي. وذكر ويليامز أن منطقة الشرق الأوسط خصصت ما يزيد على 250 مليار دولار لمختلف مشاريع السكك الحديدية على مدى العقد المقبل، تبلغ حصة الإمارات العربية المتحدة منها 25 مليار دولار لتشييد 67 ألف كيلومتر من السكك الحديدية في المنطقة.
النسخة الثانية
تنظم الهيئة الوطنية للمواصلات وشركة تيرابين بحسب المذكرة، النسخة الثانية لمؤتمر ومعرض السكك الحديدية في الشرق الأوسط في دولة الإمارات في عام 2015 بمشاركة وزراء النقل والمواصلات في دول مجلس التعاون الخليجي وبقية الدول العربية، ليليه المؤتمر الثالث الذي سيعقد عام 2016 يجمع بين وزراء النقل العرب وعدد كبير من دول العالم، وبمشاركة نحو تسعة آلاف من 300 جهة عارضة. وتعد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حالياً أسرع الأسواق نمواً في مشاريع السكك الحديدية حول العالم، مع زيادة كبيرة في مشاريع الترام والمترو والقطار الأحادي، حيث يتوقع أن تسهم هذه المشاريع في مضاعفة حجم سوق السكك الحديدية خلال العقد المقبل. وتخطط دول المنطقة مجتمعة لاستثمار أكثر من 250 مليار دولار في قطاع السكك الحديدية، حيث تتصدر دول مجلس التعاون الخليجي هذا التوجه.
المصدر: الاتحاد